تأليف القلوب
قيد الدراسة2
يقال: انه أدعي ذات مرّة رؤية هلال شهر رمضان عند العامة، في سامرّاء ولم يدّع رؤيته أحد من الشيعة فيها، فقام الميرزا المجدّد قدس سره بمبادرة حسنة فقال لمن عنده: أدعوا لي من يدّعي رؤيته من العامّة، فدعوهم له، فجاءوا وشهدوا عند الميرزا بأنهم قد رأوا الهلال وشرحوا له كيفيّة رؤيتهم له، ووفقاً لشهادتهم حكم الميرزا بالهلال.
عدد الزوار: 81
يقال: انه أدعي ذات مرّة رؤية هلال شهر رمضان عند العامة، في سامرّاء ولم يدّع رؤيته أحد من الشيعة فيها، فقام الميرزا المجدّد قدس سره بمبادرة حسنة فقال لمن عنده: أدعوا لي من يدّعي رؤيته من العامّة، فدعوهم له، فجاءوا وشهدوا عند الميرزا بأنهم قد رأوا الهلال وشرحوا له كيفيّة رؤيتهم له، ووفقاً لشهادتهم حكم الميرزا بالهلال. فتعجّب بعض الناس من هذه البادرة وسألوا الميرزا عن السبب وانه كيف اعتمد في الحكم بالهلال على شهادتهم؟ فقال الميرزا: اني كنت قد رأيت الهلال بنفسي وثبت عندي شهر رمضان لكنّي أردت عبر هذه المبادرة جمع قلوب المسلمين، والتأليف بينهم. وهكذا يكون أولياء اللّه، فإنّ علماء الشيعة دأبوا على إيجاد الألفة والتقارب بين المسلمين، فإنّ في تنفير القلوب منشأ كلّ فساد
المرجع وموقفه من الناس
قيل: انه لما إتّخذ الميرزا الكبير المجدّد الشيرازي قدس سره من سامراء مقراً له ولمدرسته العلمية، ضاق ذلك على بعض السنّة، وفكّر المنحرفون منهم في إنزال الشرّ والسوء بالميرزا، ولذا حرضوا أولادهم برمي دار الميرزا بالحجارة، ثم تعدّى الأمر حتّى أخذوا يرمون دور الشيعة. فوصل الخبر إلى بغداد وإنتشر بين الناس حتى وصل إلى مسامع الحكومة، وإذا بأربعة من السفراء ورجال الحكم: (الوالي العثماني) و(السفير الإيراني) و(السفير البريطاني) و(السفير الروسي) يقصدون سامراء للإتّصال بالميرزا وإستئماره فيما يجب أخذه من التدابير اللازمة. لكن الميرزا أبدى عند التقائه بهم عدم إهتمامه بالأمر ممّا أثار تعجّبهم قائلاً: بأنّ أهل سامراء هم مثل باقي المسلمين بمنزلة أولادي وأبنائي والأب لا يغضب إذا أساء بعض ولده. وهنا أصرّ السفير العثماني على الميرزا بإجازته له في تعقيبهم وتأديبهم قائلاً: أحمل تراب سامراء بالعَليق كناية من إنهاكه لهم في التأديب. ولكن الميرزا أصرّ على الإباء والإمتناع عن أن يأذن له بذلك وصرفهم بسلام. ولما علم أهالي سامراء بالقضية، واطّلعوا على موقف الميرزا المشرف ونواياه الطيّبة اتّجاههم، ندموا وانقلبوا إلى أولياء محبّين، وتبدّل بغضهم حبّاً وحناناً وندموا على مافعلوا وجاءوا إلى الميرزا تائبين مستغفرين
في استقبال الشيخ التستري
يقال: انّه لما عزم الشيخ جعفر التُستري قدس سره الزاهد المعروف، على زيارة الإمام الرضا عليه السلام وسافر إلى إيران واستقبله الناس في طهران استقبالاً منقطع النظير، وكان قد خرج في جملة الناس للتفرّج، وليس للإستقبال، السفير الروسي في طهران يومذاك. وعندما توسّط الشيخ المستقبلين طلبوا منه أن يعظهم، فرفع الشيخ رأسه وأدار بنظره في وجوه من حوله من المستقبلين ثمّ رفع صوته فيهم وقال: أيّها الناس اعلموا انّ اللّه موجود، وسكت، وحيث انّ هذه الكلمة كانت قد خرجت من القلب ومن مثل الشيخ التستري وقعت في القلب وأثرت أثرها البالغ والمدهش في النفوس، فجرت الدموع، ووجلت القلوب، وحدث في حال الناس إنقلاباً روحيّاً عجيباً. فكتب السفير الروسي وقد إصطدم معنوياً مما رآه من تعاطف الشعب مع علمائه إلى (نيوقولا) قيصر روسيا: انه يجب علينا مراجعة نوايانا السياسية تجاه إيران والشعب المسلم وإعادة النظر فيها، فإنه مادام رجال الدين والعلماء موجودين بين الناس، وللناس تعلّق كبير بهم، قلت نتمكّن من فعل أيّ شيء يمسّ كرامتهم ويهدّد استقلالهم، فإنّ كلمة واحدة من واحد من علمائهم كافية لإحداث موجة عارمة في نفوسهم، فكيف بالأوامر الصارخة والصريحة منهم؟