التاريخ 20 آذر 1360 هـ ش/ 14 صفر 1402 هـ ق
المكان: طهران جماران
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
إنالله وإنا إليه راجعون
ليس الاستشهاد في سيبل الهدف والاسلام الغالي والقرآن الكريم أمراً غير اعتيادي أو ظاهرةغير معهودة لأبناء الإسلام وذريةالرسول العظيم صلي الله عليه وآله - وأبناء فاطمة عليهم السلام - وبقايا الحسين سلام الله عليه -.
لقد قدمت الأمة الإسلامية الكبيرة شهداء كراماً للإسلام العزيز وفي سبيل الله من محراب مسجد الكوفة وحتي صحراء كربلاء المفعمة بالفخر طوال تاريخ التشيع الدامي القيم ولاتستثني إيران الراغبةفي الشهادة عن هذه الظاهرة السعيدة. وتزخر الثورة الإسلامية بهؤلاء الشهداء الذين يشبهون الحسين. سيقدم شعبنا يوم القيامة بكل فخر أمام الله والأنبياء والأولياء الكرام طوابير الشهداء الذين قضوا في سبيل الدفاع عن الحق. فبينهم العلماءالأعلام وأئمة الجمع والجماعات والمضحون بالنفوس والجنود في جبهات الدفاع عن حمي الإسلام المقدس. إن رسول الإسلام الكريم الذي يباهي الأمم حتى بالأجنة المجهضة سيباهيهادون أدني شك بتضحية هؤلاء الأعزاء في الجبهة وخلف الجبهة وبشهداء المحراب والمنبر وصلوات الجماعة وفي المساجد والمستشفيات. وما أحسن أن نضيف مفاخر الرسول الأكرم في يوم القيامة باستشهاد أبناء الإسلام ووذريته الطاهرة.
إن أحبابنا وأعزتنا يسطرون كل يوم المفاخر والعظمةللإسلام في جبهات الجنوب والغرب من خلال قمع الشريرين الأمريكان ودحر جنود الشيطان وإرسالهم إلى جهنم. حيث أن هذه الانتصارات قد سلبت أزلام أمريكا في الخارج والداخل والمنافقين والمنحرفين عقولهم وزادتهم جنوناً ووحشية. وإذا ما افترضنا أن الشهيد البهشتي كان مذنباً فماذنب الشهداء الآخرين من أمثال الشهيد مدني والشهيد دستغيب الذين لم يكن لهم ذنب سوي تربية المحرومين وهداية الناس لماذا تقتلون هؤلاء. إذا كنتم تعتبرون هؤلاء يستحقون الموت ومذنبين لوفائهم للإسلام والدفاع عن المحرومين والمظلومين فماذنب الأطفال الأبرياء الذين هم في المهاد ولم ينطقوا بعدُ سوي أنهم أولاد المسلمين الذين يخالفون سيطرة أمريكا على نفوسهم وأموالهم «1» لقد سلبت أيدي الأمريكان المجرمة في يوم الجمعة هذا وأثناء الصلاة والعبادة الشعب الإيراني وأهالي محافظة فارس المحترمين شخصاً مهماً كان مربياً فاضلًا وعالماً عاملًاكان ذنبه الوحيد الالتزام بالإسلام. مما أدخل الحوزات العلمية والشعب الإيراني في مأتم لقد قتلوا سماحةحجة الإسلام والمسلمين الشهيد الحاج السيد عبد الحسين دستغيب الذي كان معلماً للأخلاق ومهذباً للنفوس وملتزماً بالإسلام والجمهورية الإسلامية مع جمع من رفاقه وقدموا خدمتهم للقوة الكبرى واكبر مجرم لهذا العصر زعماً منهم بأنهم سيضرون بالشعب الإيراني البطل ويضعفونه في سبيل الهدف. إن هؤلاء الذين عميت قلوبهم لايرون بأن الشعب الإيراني الملتزم بالاسلام والبلاد يزداد عزيمة وحضوراً في الساحة بعد كل استشهاد وجريمة. ألم يسمع هؤلاء صرخة «حرباً حرباً حتى النصر» التي أطلقها الناس في الجنوب والغرب بعد القصف الجوي والمجازر الفظيعة التي ارتكبت بحق الناس الأبرياء. وأن الشعب الوفي يستقبل الاستشهاد في سبيل الله بكل ترحاب.
أم أنهم يريدون إطفاء النار التي اشتعلت في نفوس أصحابهم وأسيادهم بعد انتصار مقاتلي ايران بدماء رجال الحق. إن على أصحاب الرأي والمحللين أن يفكروا في هذه الأعمال الشريرة والجرائم وما هي دوافع هؤلاء المنافقين والمنحرفين الذين يرتكبون جريمة كبرى كلما حصل انتصار لنا وحدثت هزيمة لحزب البعث الأمريكي.
لا يمكن أن يكون ذلك من باب الصدف حيث أننا رأينا بعد انتصار آبادان جريمة حصلت ثم بعد فتح مدينه بستان حصلت جريمة ثم حصلت هذه الجريمة الكبرى اليوم بعد الفتح العظيم في الغرب وهزيمة أعداء الإسلام النكراء وهل هذه من باب الصدف أيضاً أم أنها مدروسةأو أمليت عليهم فيعملون على أساسه. وهل نخسر هؤلاء العظماء والعلماء والمعلمين الكرام للتعويض عن هزائم أمريكا في المنطقة وهزيمة صدام الأمريكي في الجبهات. رحمة الله على هؤلاء المجاهدين الكبار الذين يضمن استشهادهم نصرة الإسلام والعار والكره لهؤلاء الأمريكيين المجرمين وعملائهم وأتباعهم.
إنني أعزي الامام المهدي أرواحنا فداه - والشعب الإيراني الشجاع وأهالي محافظة فارس المحترمين وأسرةهذا الشهيد بمناسبة هذه الكارثة العظيمة والفاجعة المؤسفه. كما أهنئ رسول الإسلام لهذه التضحيات والمجاهدات التي أبداها الشعب المسلم وشرائح الشعب المختلفه في إيران. أرجو من الله تعالي التوفيق والصبرو الحلم والصحة لأسرة هذا الشهيد.
السلام على مجاهدي الإسلام الكرام، والتحية للمقاتلين في الغرب والجنوب والتهنئه للقوات العسكرية والشعبية المسطرة لملاحم النصر في جبهة الغرب. أسأل الله تعالي النصر النهائي لجيش الإسلام ضد القوى الشيطانية. والسلام على عباد الله الصالحين
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج15، ص:363,361
1- اشاره إلى الاغتيالات العشوائية التي قام بها المنافقون وأزلام أمريكا فبعد هروب زعيم منظمه المنافقين الإرهابية إلى فرنسا ولجوئه إلى أحضان أمريكا والدول الأروبية بدأ عناصر هذه المنظمه بارتكاب جرائم لاميثل لها في إيران.