الموضوع: موامرة منظمة العفوالد وليه الملاحم التي سطرها الشعب الايراني‏

التاريخ 26 مهر 1360 هـ ش/ 19 ذي الحجة 1401 هـ ق‏
المكان: طهران جماران‏
المخاطب: كروبي مهدي (مندوب الامام ومسؤول مؤسسة الشهيد) أعضاء المجمع الإسلامي لأولياء التلاميذ والمعلمين- أسر شهداء المحافظة المركزيه لرستان جهار محال وبختياري زرند وكوهبنان بكرمان

بسم الله الرحمن الرحيم‏

تثمين تضحيات أسر الشهداء المكرمة
إنني لا أعلم هل يجب على أن أعزي أسر الشهداءهذه ورسول الإسلام وأئمةالهدي وإمام العصر ارواحنا له الفداء- أم على أن أهنئهم.

التهنئة لأن الإسلام قدربيّ شعباً كهذا وأناساً ذوي الأهمية مثل هؤلاء. اولئك الشباب الذين نشاهد هنا صور بعضهم ونشاهد وجوههم المشرقةقدربّا هم الإسلام. كما أن اولئك الآباء والأمهات وأقرباء الشهداء الذين نري بعضهم هنا قدربا هم الإسلام أيضاً.

إنني لا أظن أن أموراً كهذه تتحقق في بيئات غير إسلامية حيث أن امرأة كبيرةالسن قد فقدت ابنها تأتي وتقول بأن لديّ شباباً آخرين وإنني مستعدة لتقديمهم للإسلام والشيخ الطاعن في السن الذي فقد ابنه يأتي ويصرح بأنني مستعد للذهاب إلى الجبهه حتى أستشهد وهناك شباب كثيرون يأتون ويطلبون حتى ندعولهم بالاستشهاد في سبيل الإسلام إن شاباً يطلب أن ندعو لاستشهاده!

أين يمكنكم أن تجدوا شباباً بهذه المواصفات وأسراً كأسر هؤلاء الشهداء إلا في ظل الإسلام والتربية الإسلامية. إنهم رغم فقد انهم لشبانّهم وفقدان أعضاءأسرتهم وتشردهم إلّا أنهم صامدون أمام الأعداء بكل بسالة ومستعدون للتضحية.

دفاع المنظمات الدوليه عن الشريرين والجناة
إن هذه المنظمات الدوليه ومنظمة العفو الدولية التي تطلب الحضور في إيران لمشاهدة الإعدامات حتى تبدي رأيها لصالح القوى الكبرى هل تعلم شيئاً عن ايران؟ هل تعلم هذه المنظمات شيئاً عن الأعمال الشريره التي قام بها المنافقون؟ اعلموا أنها مطلعة على هذه‏ التفجيرات التي تحدث. ألا تعلم هذه المؤسسات المجازرو الحراثق التي تقضي على الناس وأموالهم؟ ألا تعلم المتطمات أن هؤلاء يحرقون الباصات ويحرقون بداخلها الأطفال ويقتلونهم ألم تسمع المنظمات من خلال وكالات الأنباء أنهم أحرقوا بالأمس باصاً في شيراز وقتلوا طفلين وجرحوا حوالي ثلاثين إلى اربعين شخصاً وصفت حالةبعضهم بالخطيرة. وقد تم القاء القبض على بعضهم ونالوا جزاءهم لماذا لاتتحدث هذه المنظمات عن هذه الأعمال الشريره ولو بكلمة واحدة.

ألا تعتبر منظمة حقوق الإنسان الإيرانيين من البشر حيث يتم قتل هؤلاء البشر على يد أمريكا ومؤامرات القوى الكبرى وذنبهم هو أنهم قانعون بهذه الحياة الفقيرة التي لديهم غير أنهم يريدون الاستقلال والحريةلماذا لا تتحدث هذه المنظمات الدولية الفاسدة بكلمة في هذه الأمور ولكن مجرماً عاش مجرماً طول عمره مثل هويدا ونصيري وأمنالهما الذين يتم اعدامهم في ايران لجرائهمهم الكثيرة يؤدي ذلك إلى رفع صراخات هذه المنظمات. لماذا لم تتكلم المنظمات هذه عن التفجير الذي حدث في حزب الجمهورية الاسلامية حيث أحرق فيه اكثر من سبعين عالماً ومومناً ومسلماً بريئاً كما أحرقوا شخصين ملترمين ومؤمنين في تفجير رئاسة الوزراء. ولكن هذه المنظمات لم تنبس ببنت شفتها. ولكن عند ما خرج عدة أشخاص مسلحين إلى الشوارع وأرادوا أن يقتلوا الأبرياد فألقي القبض عليهم وثبت بعد محاكمتهم أنهم ارتكبوا القتل فتم إعدامهم بدأت هذه المنظمات تصرخ وتتكلم. أيها الاخوة والأخوات المحترمون الذين جئتم من أماكن مختلفه اعلموا أن جميع القوى الشيطانية وجميع المرتبطين بالقوى الشيطانية مثل منظمه العفو الدولية والمنظمات الأخري وضعوا أيديهم في أيدي البعض لخنق هذه الجمهورية الإسلامية ومنع ازدهارها خوفاً من صدور هذه الثوره إلى الأماكن الأخري التي لديهم فيها مصالح.

كما أنهم يريدون تثبيط عزائمكم واضعافكم ظناً منهم بأنهم يستطيعون من خلال هذه الموامرات ثني شعب ثار من أجل الله والإسلام. إن هذا الشعب صامد مشغول بالخدمة مادام الإسلام موجوداً لم يثر هذا الشعب لأجل الدنيا حتى يحيد عن الطريق بمجرد فقدانه لأولاده. إن ثورة هذا الشعب من قبيل ثورةالأنبياء وثورة أئمةالهدي. وهي من قبيل ثورة أبي عبدالله سيد الشهداء. إن شعباً ثار من أجل الإسلام والايمان لاينثني ولايضعف بمثل هذه الأمور فلو أن جميع قوى العالم تقف ضد هذا الشعب و- قد وقفت فعلًا- فان ذلك لن يثنيه عن مقصده ودافعه. وإننا نعلم أن منظمة العفو هذه التي طلبت الحضور إلى ايران للنظر في مايجري فيها لديها مهمة المجئ إلى ايران للتنديدبها. إن هؤلاء مأمورون بأن يتضامنوا لقمع هذه النهضة الإسلامية انهم قد خافوا من الإسلام وكانوا منذ البدايةيخافونه لكنهم اليوم تلقوا الصفعة من الإسلام فلذلك زاد خوفهم.

ثورة الشعوب استلهاماً من الثورة الإسلامية
إن هؤلاء يشاهدون أن في العالم وحتي بين السود في امريكا نفسها بدأت ترتفع الأصوات المنادية بزوالهم. لقد شاهدوا أن للإسلام قوة يسير من خلالها بنفسه إلى الأمام وهو بنفسه يستطيع تعبئة الناس والمتدينين والمظلومين. وستقرأ الفاتحة على القوى الكبرى بثورةالمستضعفين العامه في العالم إن شاء الله وانهم يخافون من هذا الأمر إنهم ليسوا مهتمين بايران بل يهتمون بالإسلام. ولأن الشعب الايراني يمثل الإسلام وثار بالاستلهام من الإسلام وقد حصلت هذه الثورة وهي تصدّر إلى البلاد الأخري وثارت البلاد الأخري وهي بصدد الثورة وتدافع عن النهضة الانسانية الإسلامية في ايران انهم يخافون أن يخسروا مصالحهم في المنطقه بل في جميع أرجاء العام ويخسروا سيطرتهم فيه لقد نهضت اليوم مصر كما أن العراق مشغول بالثورة وكذلك الأمر في المناطق الأخري. وإذا ما عرفت الشعوب دوافع الشعب الإيراني فإنّ لديهم نفس الدوافع ولذلك ستثور وستقوم بتصفيةأشخاص مثل صدام وسائر المجرمين مثل السادات وبقيه المجرمين بنفسها.

أيها الاخوةو الأخوات المحترمون الذين قدمتم من أرجاء ايران وبعض المراكز وإذا اردت أن أذكر الأسماء قد أنسي بعضعها- فمن هذه الناحية فانكم جميعاً إخوه وجميعكم على درب الإسلام على كل الإيرانيين وعليكم جميعاً من الرجال والنساء في ايران أن تعلموا أنكم تقفون في وجه القوى الكبرى ولم يقم بلد بذلك قبل هذا ولايوجد بلد وقف في وجه القوى الكبرى ولم يُظلم بلد بقدر ما ظلمت إيران ورغم أن ايران البلد الإسلامي قد ظلمت على يد القوى الكبرى وتهاجم من كل ناحية إلّا أن الأبواق الدعائيه في جميع العالم تقريباً موجهة ضد هذه الجمهورية الإسلامية وعلى الرغم من ذلك فلان الشعب قد ثار لأجل الله ولإقرار أحكام الإسلام فقد صمد في مواجهة الجميع وهو يسير إلى الأمام ولم تكن في العالم ثورة كهذه الثورة التي حققت بخسائر قليلة انتصارات باهرةً كثيرةً لقد فقدتم أنتم كثيرين من الشباب وخسرتم بيوتكم وأسركم كما تجشمتم عناءً وتعباً كثيرين.

ولكن هل تعلمون ماذا أنجزتم مقابل ذلك كله؟! لقد كان أمامكم النظام الشاهنشاهي الذي كان يمتد عمره إلى 2500 عام وكان لديه كل الإمكانيات كما كان مدعوماً من جميع القوى الكبرى والقوى التي تقل قدراتها عن القوى الكبرى إلا القليل منها- ولكنكم استطعتم أن تهزموا نظاماً شاهنشاهياً بهذه القدرات وقد أصبح في خبركان، بأيديكم الخاليه دون أن يكون لديكم سلاح مناسب. وهذا في حد ذاته معجزةو ليس أمراً صغيراً. إنه معجزه لكبيرة حققها الله تبارك وتعالي بأيدي الشعب الإيراني الشريف. هل تعلمون ماذا يعني طرد جميع المستشارين والطفيليين من ايران وأي معجزة كان هذا الأمر؟ وأنتم رغم أنكم ظلمتم إلّا أنكم أنجزتم‏ عملكم. رغم دعايات الأبواق الدعائية العالمية وخاصةالأميركية والاسرائيلية منها حيث تقوم بنشر الأكاذيب وإذا ما حصل خطأ ما أولم يحصل الخطأ أصلأ فانها تضخمه. وإذا ما تمّ اعدام شخص في محكمة مع مراعاة جميع القوانين فإن هذه الأبواق ستدعي بأنهم أعدموا الأطفال وألقوا القبض على الأطفال وأعدموهم وقالوا يجب إعدامهم في الشوارع ولا نحتاج إلى المحاكم. إن هذه الدعايات الواسعة العالمية تأتي لأن أيدي هؤلاء قد قطعت عن إيران وعن بترول ايران وثرواتها وسائر الأشياء، ولذلك انطلق لسانهم بالشتيمة والتهمة والكلام الباطل.

معجزه الشعب الإيراني البطل‏
لقد وقفتم صامدين أمام الجميع أيها الشعب الإيراني المظلوم الذي تمت مهاجمته من كل ناحية وتتم اليوم سواء الهجوم الدعايي أو الهجوم العسكري ويزداد هذا الصمود كل يوم وأرجو أن يزداد كل يوم. لقد حققتم في هذا القرن معجزة. إن الشعب الإيراني شعب معجزات هذا القرن. لايوجد شعب على ظهر البسيطة يمكن أن يدعي بأنه وقف في وجه جميع القوى. في حين أن القوى الكبرى لديها الأسلحة المحيّرة كما أن محمد رضا كان مجهزاً بجميع انواع الأسلحة المتطورة. ولكنكم خرجتم وخرج أطفالكم وشبابكم ورجالكم ونساؤكم واستطاعوا الوقوف بأيد خاليه أمام الرشاشات والدبابات والمدافع وتمنكوا من هزيمتهم. وأنتم بعد اليوم كذلك، وستبقي دوافعكم كلّها هكذا للإسلام وإذا ما استشهدتم فإنكم في الأخره في جمع شهداء صدر الإسلام وشهداء كربلاء وإذا ما انتصرتم فإن ذلك ينفعكم أيضاً.

إن الاستشهاد ينفعكم كما أن الانتصار لصالحكم أيضاً. دعوا الأبواق تردد ما تشتهي ودعوا المفسدين يعملون ما يشاؤون ودعوا التفجيرات تحدث ودعوا الحرائق تشب إن هذا الشعب المقاتل سيتحمل كل هذه الأمور وسيسير إلى الأمام. ولقد رأينا أن الخطوات تزداد قوة منذ بدايةالنهضة حتى اليوم. لم تتوانوا منذ بداية الثورة حتى اليوم. ولقد كانت الشرائح المليونية من الناس وهذه الطبقات المستضعفه وسكان الأكواخ والطبقات المتوسطه موجودين في الساحة وهم موجودون اليوم. وهم صامدون أمام جميع القوى حتى النهاية. وقد زاد الرجال والنساء في إيران قوة رغم أنهم قدموا شهداء كثيرين ولايمكن القول بأن هناك مدينة لايوجد بها شهداء كما أنهم زادوا عزيمة في الثورة والنهضة وسوف تتراص الصفوف أكثر فأكثر إن شاء الله وهم صامدون إلى أن ينهوا الظلم ويقطعوا جذور الظلم الفاسدة وكذلك القوى وجذورها الفاسدة ويطردوها من البلاد.

وأرجو أن تتأسي الشعوب الأخري بالشعب الايراني وتنتبه إليه وعلى الشعب المصري ألا يعيراهتماماً لهذه الحكومة الظالمة التي تعلن أن كل من يذكر الإسلام فإننا سوف نقمعه وعليهم أن يدركوا أن الإسلام في مصر معرض للخطر وعلى المصريين رجالًا ونساءً أن يثوروا للإطاحةبهذه الحكومةالفاسدة التي أعلنت منذ البداية الحرب على الإسلام. وكذلك على العراقيين رجالًا ونساءً أن يثوروا وأن يزيلوا هذا النظام الذي هو رمزالفساد وهذا الشخص الفاسد الذي كان مخالفاً للاسلام منذ البداية ولكنه يتشبت بالإسلام لخداع الناس و اننا نعرف حزب البعث العراقي ونعرف بأنهم لايومنون بالإسلام بل يعادون الإسلام ويعتبرون الإسلام حجر العثرةفي طريقهم. وسيهزمون بحمد الله في ايران وستتطهر أرض ايران إن شاءالله في القريب العاجل من دنسهم.

و أود ذكر كلام لأولياء الأطفال ومربيهم الذين قدموا إلى هنا وهو أنكم يجب أن تتعاونوا في تربية هؤلاء الأطفال تربية اسلامية. وانظروا إلى أن الأسلام هو الذي أنقذ كم من شر القوى وسيطرتها. وإن تعاليم الإسلام هي التي تجعلكم صامدين هكذا حيث وقفتم في وجه جميع المشاكل إن هدف مخالفي الإسلام هو أن يبعدوا أولادكم عن طريق الإسلام وأن يبعدوا شبابكم عن نهج الإسلام وفاهتموا بأن تربوا أطفالكم وشبابكم تربيةإسلاميه موافقة لتعاليم الإسلام حتى تصان بلادكم إن شاء الله أمام المخاطر حتى يقوم شبابكم وأطفالكم وهم أملنا وأمل الإسلام في المستقبل بإحياء الإسلام كما قمتم أنتم بإحياء الإسلام.

كما أشكر أعضاءجهاد البناء الذين قدموا من بعض المناطق وأرجو أن يواصلوا أعمالهم وأن يزيدوا من البناء أكثر إن شاء الله.

كما على أن أتقدم بالشكر للسيد كروبي ¹ الذي يعدّ شخصاً خادماً لهذا الشعب وإن مؤسسةالشهيد من أحسن المؤسسات التي وُفق هو بحمد الله أن يديرها بتوفيق الهي. حفظ الله أمثال هؤلاء الخادمين لكم.

و السلام عليكم ورحمة الله‏

^{* صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 278}

^{1- السيد مهدي كروبي مندوب الإمام ورئيس مؤسسة شهيد الثورةالإسلامية.}