الموضوع:أهمية صيانة الجمهورية الإسلامية-دور رجال الدين عبر التاريخ
خطاب
الحضور: مسؤولو موسسات الشهيد في أرجاء البلاد جرحي ومعاقو الحرب من مستشفي الامام الخميني ومستشفي الشهيد مصطفي الخميني أسر شهداء مدينة كرج
عدد الزوار: 115
التاريخ قبيل ظهيرة 25 من آبان 1360 هـ ش/ 19 محرم 1402 هـ ق 1
المكان: طهران جماران
الحضور: مسؤولو موسسات الشهيد في أرجاء البلاد جرحي ومعاقو الحرب من مستشفي الامام الخميني ومستشفي الشهيد مصطفي الخميني أسر شهداء مدينة كرج
بسم الله الرحمن الرحيم
رحيل العلامة الطباطبائي خسارة للمسلمين
لابد لي من إبداء الأسف على الخسارة التي أصابت الحوزات العلمية والمسلمين بسبب رحيل المرحوم العلامة الطباطبائي 2 وتقديم التعازي لكم وللشعب الإيراني وبخاصة الحوزات العلمية وأرجو أن يحشره الله مع خادمي الإسلام وأوليائه وأن يلهم ذويه وأقرباءه وطلابه الصبر والسلوان لقد جاء السيد كروبي 3 والتقيت به قبل أن آتي إلى هنا وقدم الشكر لمسؤولي مؤسسات الشهيد في جميع المدن وكذلك لمن يرتبطون بهذه المسائل من مأموري الحكومةو بخاصة الشعب الإيراني الكبير حيث يجتهدون في هذه الأمور وإنني بدوري أشكرهم جميعاً وأرجو أن يحفظكم الله أنتم الشباب الأعزاء الذين تعملون لخدمةالإسلام وكذلك الشباب المعاقون الذين أصبتم في صحتكم لخدمة الإسلام وأن يحفظ أسر الشهداء وذويهم ويشفيكم ويلهمنا الصبر في هذه الأمور طبعاً إن مؤسسةالشهيد مؤسسة لم أسمع أي انتقاد عنها حتى اليوم وإن السيد كروبي خادم جيد للشهداء والمعاقين. أرجو لكم التوفيق لكي تزيدوا من خدماتكم وأن تعتبروا هؤلاء الشهداء وأسرهم وهؤلاء المعاقين وأسر الشهداء كأسركم. وأن تجتهدوا في سبيل خدمتهم إذ أنها خدمةجليلة وكونوا واثقين من أن الله يعطيكم ثواب الدنيا والآخرة.
ضرورة صيانة الجمهورية الإسلامية
أود أن أشير أمامكم أيها السادة وأمام الشعب إلى مسألة تمس القضايا الداخلية ومسألة أخري تمس المنطقه.
ففيما يتعلق بالقضايا الداخلية فإن هناك إحساساً وقدأُ بلغت عن ذلك بأن بعض التيارات تريد خلق الفتنه والخلاف بين الشعب إن هؤلاء لم ينجحوا حتى الآن بأي شكل من الأشكال فكل عمل قاموا به من العمل العسكري والهجوم على بلادنا واشعال نار الحرب وكذلك ما قاموا به في الداخل من الاضطرابات والأعمال الأخري والاغتيالات والانفجارات ووجدوا أن هذا الشعب زاد صموداً ولن يخرج من الساحة فعندما يئسوا عن هذه الأساليب ولم تجدهم نفعاً فقد لجأوا إلى الأسلوب المطروح في العالم، فرّق تسد، فمرة أخري ظهرتيار الفتنه في إيران حيث يريد خلق الخلافات- ويجب على الشعب ألا يخرج من الساحة لأن شعباً ثار لأجل الله والاسلام وحصل على الحكومة الإسلامية لن يتزحزح بهذه الأمور وسيصون هذه الدرة الثمينة التي نالها بكل ما أوتي من قوة.
إنني أشيرهنا إلى بعض التيارات لتنبيه الشعب حتى يكونوا يقظين وألا يستيقظوا في وقت متأخر لاسمح الله- يجدون أن الأوان قد فاتت. فمن جملة هذه الأمور أن البعض قد أخبرني مراراً بأن بعض الشباب الغافلين أو بعض الناس الذين دخلوا بتخطيط مسبق وتم خداعهم بدأوا الإساءة إلى بعض مراجع الاسلام الكبار.
و هذا مايلاحظ في المدن المختلفه واعلموا أن الإساءة إلى المراجع لن تجدي نفعاً إلّا ايجاد الفرقه بين الشعب وستنتهي إلى عمل مخالف لرضا الله. إنني أطلب من كافة الشعب إذا مارأوا مثل هذه الأمور في أي مكان أن يقوموا بتقديم النصح للشباب المنخدعين فإذا مارأوا أنه من المجموعات التي تخلق الفرقةو الخلاف فإن عليهم أن يسلموه للمراكز الخاصةبذلك. إن حاجتنا إلى التضامن اليوم أكثر من أي وقت مضي إننا نواجه اليوم جميع القوى وانها تقوم بالتخطيط في الداخل والخارج حتى تقضي على هذه الثورةو على هذه النهضة الإسلامية والجمهورية الإسلاميةو هذا واجب إلهي إذا أنه من أهم الواجبات التي فرضها الله بمعني أن صيانة الجمهورية الإسلاميةأهم من الحفاظ على حياة شخص واحد ولو كان امام العصر لأن إمام العصر أيضاً يضحي بنفسه لأجل الإسلام. إن جميع الأنبياء الذين أتوا منذ بدء التكوين حتى اليوم قد جاهدوا لكلمة الحق ولدين الله وضحّوا بأنفسهم إن ما تحمله الرسول الأكرم من المشقات وماعاناه أهل بيته العظام من المتاعب الكثيرة والتضحيات كله كان لأجل الإسلام. إن الإسلام أمانة إلهية عند الشعوب هدفها تربية الأفراد وتقديم الخدمة لهم وإن الحفاظ عليه واجب عين على الجميع أي إننا مطالبون جميعاً بالحفاظ عليه إلى حين يقوم للحفاظ عليه قائمون فعند ذلك يرفع الواجب عن الآخرين إن إيجاد الفرقه اليوم من أي نوع كانت وإن الأعمال المسببه للفرقه مهما يكن نوعها ومهما يكن اسمها فإنها تضرّ بالاسلام وتضرّ بالثورة. ومن هذا الخيط نعرف التيار الذي يعمل للإساءة إلى علماء البلاد ورجال الدين وأئمة الجماعة. وإن ذلك تيار لونجح لاسمح الله- في مسعاه حسب زعمه فإنه يريد الفصل بين رجال الدين وبين الناس فإذا ما نجح هذا لأمر فلاتشكّوا في أننا سننهزم، إن رجال الدين حافظوا لإسلام في كل البلاد وهم يحفظون الإسلام ومقاصده وكذلك كانوا منذ البداية.
جهود رجال الدين في الكفاح ضد الاستعمار
لولا رجال الدين لكنا جاهلين بالإسلام إن جهود رجال الدين الذين هم منكم استطاعت أن تحفظ الإسلام حتى اليوم وكانوا في الطليعة كلما ظهرت مشكله للاسلام. وكانوا يثورون سواء انتصروا أم انهزموا في تلك الثورة ففي العهود الأخيره حسب ما أعلم وحسب ما شهدت قاموا بثورات متعددة ضد رضا خان ومحمد رضا شاه. وكان رجال الدين هم السبب في اشتعالها فكانت تبدأ الثورة منهم ولكن الناس لم يكونوا ينجحون أو لا يحققون نجاحاً كبيراً لعدم انسجامهم إذا لم يحفظ شعبنا هذه الشريحة فإن المصير الذي ينتظر كم هو نفس مصير الثورة الدستورية حيث عمل رجال الدين ذلك العمل الكبير وقطعوا أيدي الاستبداد ولكن، بسبب عدم وحدة الناس بالكامل مع رجال الدين وعدم طاعتهم الكامله لهم فقد جاء الآخرون وليجولوا الثورة الدستورية تلك إلى استبداد أشد من السابق فكان اسماً دون مسمي وكان يقال في ذلك الوقت بأن لدينا مجلساً وأن لدينا ثورة الدستور ولكن الاستبداد كان يحكمنا بكل قوةسوائ في عهد القاجار الذي أتذكره- أو بعد عهد رضاخان الذي مرّ الشعب بأسوأ الايام- أو في عهد محمد رضا. إذالم تنتبهوا إلى أن هؤلاء يريدون إخراج رجال الدين من الساحة وتصويرهم أمام الناس بشكل سيّئٍ ...
لقد جاءني هذا الصباح قبل أن آتي اليكم أحد رجال الدين في اصفهان مشتكياً من أن رجال الدين يعاملون بشكل سيئٍ. وسواءٌ أكان الكلام الذي نقل له عن ذلك صحيحاً أم غير صحيح ولكنني أقول بشكل عام بأن هناك تياراً يحاول تهميش رجال الدين.
لقد رأيتم ما كان يجري قبل الجمهورية الأخيره وفي بدايات الأمر من قبل التيارات التي كانت تحاول فضح رجال الدين الكبار بالكذب والاحتيال. فمثلًا السيد بهشتي رحمه الله- الذي كان مجاهداً للإسلام نافعاً تشيطاً عالماً مديراً مدبّرا ماذا صنع الشريرون به في البلاد وكيف أساؤوا إليه عند الناس وعندما انتبه الناس إلى الحقيقة كان بهشتي غير موجود إنني أخاف أن يستيقظ الناس فجأة ويري أن رجال الدين قدتم تهميشهم وعادت سيطرة الأجانب إلى هذه البلاد. وعند ذلك لا ينفع الأسف كما حدث في عهد الإمام الحسين سلام الله عليه حيث شوهوا سمعة ابن رسول الله الذي كان الناس في الكوفه قد شاهدوا والده وجهاده فإن هؤلاء الناس كانوا يتسابقون لقتل ابن رسول الله وعندما انتبه أهل الكوفةكان الإمام الحسين غير موجود.
و إنني أخشي عليكم أيها الشعب الإيراني الكبير حيث ثرتم لأجل الله وقدمتم شبابكم لله وتحملتم الأتعاب لله تعالي وضحيتم بكل شئٍ في سبيل الإسلام أن تنتبهوا فجأة من وراء هذا التيار الذي بدأ يزحف إلى الأمام أن الناس قد انعزلوا تماماً لاسمح الله- وبانعزالهم وانعزال من يشتغلون بالخدمة تأتي حكومةبلطجية باسم الإسلام وباسم الجمهوريه الإسلامية وباسم خادم الإسلام وتضيع بذلك أتعابكم جميعاً والدماء التي قدمتموها.
لقد كان رضاخان في بدايةالأمر يشترك في مواكب اللطم على الصدور وكان يذهب إلى التكايا ويوقد الشموع حولها ولكن عندما استقرت أقدامه كان يريد القضاء على جميع أمارات الإسلام لم يكن في جميع أرجاء البلاد مجلس للروضة الحسينيةبشكل علني. فإذا ما كان هناك مجلس فإنه كان في منتصف الليل أو قبل أذان الفجر. يجب عليكم أن تخشوا بأنكم إذا ما شكرتم النعمة التي أعطاكم اياها الله تعالي وهي نعمة الإسلام التي يجب أن تشكرو الله عليها بالوحدة وباحترام أولياء الإسلام فان لم تشكروا الله عليها فإن الله قد يسلبكم هذه النعمه لاسمح الله- ويعيدنا إلى السنوات الماضية التي مازلنا نشعر بمرارتها. إنني أعلن للشعب الإيراني أداءً للواجب بأن هناك جماعة منخدعةغير واعيةأو بينهم بعض المنافقين المدسوسين من الجماعات المنحرفة تريد ايجاد الفرقة بينكم وعليكم أن تنتبهوا لذلك إنها تريد خلق مجموعات مختلفة. كما تريد هذه الجماعات تصنيف الناس إلى أتباع المرجع الفلاني وأتباع الشيخ الفباني ومن ثم تريد تهميش الشيوخ لتسلبكم هذا النصر الذي حصل لكم. وهذا منهج موجود ذكرته لكم.
الخشيةمن ايجاد الفرقة بين المجموعات الملتزمة
و هناك شئٌ آخر قد ذكرلي قبل قليل وهو الخلافات التي توجد بين المجموعات الملتزمة، المجموعات التي تلتزم بالإسلام وتخدمه. ففي بعض المناطق يحاولون ايجاد الفرقة بين هذه المجموعات الملتزمة والمجموعات الأخري الملتزمة بالإسلام. وإنني أنبّه هذه المجموعةأينما كانت ومن كان فيها بأن عليكم أن تنتبهوا إلى أن أيدي الأجانب المجرمة تريد إيجاد الفرقةبأي شكل ممكن. إذا كنتم تريدون خدمةالإسلام عليكم أن تتوحدوا لكي تتمكنوا من أداء الخدمة. فإذا كان لكل واحد منكم رأي مختلف عن الآخر وأمور مختلفة عن الآخر وإذا خالفتم البعض واختلفتم في الأمور فيجب أن تتأكدوا بأن هذه الخلافات بين المجموعات الملتزمة رغم حسن نواياها ستنتهي لاسمح الله- إلى إيجاد الفرقة بين جميع المجموعات الملتزمة على مستوي البلاد وقد تؤدي إلى النزاعات المسلحة وهذا ما يتمناه أعداؤكم. وإنني واثق من أنكم أذكي من أن تسببّوا حدوث مثل هذه القضايا. لكنني أرى من الضروري أن أذكركم. فإن جميع الأمور التي تُشتّم منها رائحةالنفاق والخلاف يجب أن يُترك بالكامل إنكم اليوم مستهدفون من العالم كله بمعني أن هذه الثورةالإسلامية قد أحدثت دوّياً في العالم أدي إلى اضطراب جميع القوى الكبرى وخوفها لأنها تخشي من ظهور الوجه الحقيقي لهذه الثورة وتفاجأ القوى الكبرى يوماً من الأيام بأنها تخسر البلاد الإسلامية والبلاد الأخري ولأجل ذلك فإنها تسعي بكل قواها إلى قمع بؤرة الثورة ومنطلق النهضة الإسلامية هنا. وإن أحسن أساليب القمع هي قمعها من الداخل من خلال الخلافات الداخليةو ضرب بعضنا للآخر.
انتبهوا أنتم وجميع المسلمين حتى لا يخدعونا بهذا النمط ولا تغفلوا فقد يأتون بشكل جذاب ويخدعون الشباب قائلين بأن هذه الجمهورية الإسلامية تشبه عهد محمدرضا شاه بل هي أسوأ ولا يعمل رجال الدين شيئاً غير الفساد وكلمات أخري من هذا القبيل.
هذا فيما يتعلق بالقضايا الداخلية التي لها أهمية كبيرة.
التحذير لمشروع فهد
فيما يتعلق بقضايا المنطقه فإن أهم شئٍ يتم الحديث عنه الآن هو هذه المشاريع التي يتم التخطيط لها على أيدي أمريكا والصهيونية وبعض عملائهما. وهذه المشاريع التي تريد الحكومات الإسلامية والحكومات العربية فرضها على الجميع. ليس في هذا المشروع أي جانب ايجابي. وإن من ظنّوا أن في المشروع نقاطاً ايجابية فإنهم إما أن يكونوا غير واعين لقضايا المنطقة أم أن في الأمر شيئاً آخر. لا توجد نقطةايجابية في هذه المشاريع إن بلادنا وشعبنا الذي قدم كل هؤلاء الشهداء والمعاقين شفاهم الله- الذين يحضر بعضهم هنا، كان كل ذلك لأجل الإسلام وإننا لا نعتبر الإسلام محصوراً في إيران. إن الإسلام هو الإسلام فإن الإسلام هو نفسه في مصر وهو نفسه الإسلام في السودان وكذلك في العراق والحجاز وسوريا هو الإسلام نفسه. إننا لانستطيع أن نفصل أنفسنا عن سائر المسلمين إن جميع الخسائر التي تكبدناها وجميع الشهداء الذين قدمناهم والمعاقين الذين قدمناهم ومالدينا من المشردين كان لأجل الإسلام وإننا تحملنا كل هذه الأتعاب لإيران لأنها بلد إسلامي، إننا لا نستطيع الفصل بيننا وبين العرب وبين مصالحنا ومصالحهم ولا يمكننا عزل انفسنا عن سائر البلاد وما يقرر فيها. إن الإسلام في كل مكان ويجب على جميع المسلمين و نحن جزء منهم ويجب علينا جميعاً أن نحفظ الإسلام في أي مكان إننا مكلفون حسب امكانياتنا بهدايةهذه البلاد الإسلامية التي تفكر اليوم في هذا المشروع المضرّ جداً وتحاول إقراره علينا أن نذكّر الشعوب الإسلامية والبلاد الإسلامية. إنني أعلن الخطر لأجل هذا المشروع على الإسلام.
إن من قدموا هذا المشروع إما أن يكونوا جهلاء أو أنهم تحت تأثير امريكا والصهيونية. وكذلك من يرون في هذا المشروع نقطةإيجابية. فلولم يكن في هذا المشروع إلّا الاعتراف باسرائيل إن أحد البنود المقترحة هو أن يتم الاعتراف باسرائيل وضمان عدم الهجوم عليها- لولم يكن فيه إلّا هذا وكانت الأمور الأخري كلها ايجابية فإن تلك النقاط الايجابية كلها كانت لاتساوي شيئاً ومعني اعطاء الضمان لإسرائيل هو أن تمنح اسرائيل الأمن، وهي التي غصبت منذ سنين طويلة أراضي المسلمين وارتكبت مجازر جماعية في فلسطين ولبنان وسائر الأماكن وشردت المسلمين واستباحت اعراضهم ونفوسهم وعرّضتها للخطر وجعلتها ألعوبة لأهدافها الفاسدة ويعني ذلك أن أي شخص أراد أن يتعرض لهذه الدولةالغاصبة المجرمة فإن على جميع المسلمين وعلى حكومات المنطقة أن يعارضوه لحفظ إسرائيل التي امتصت دماء المسلمين وفعلت بفلسطين والقدس ما فعلت وفعلت بلبنان ما يحلولها وقامت بقتل المسلمين ونهبهم، علينا اليوم أن نعطيها أجرها وأن نكون حافظين لها. وعلينا جميعاً أن نؤمّن اسرائيل التي دخلت في القدس وفلسطين وغصبتهما يجب اليوم أن نعترف بها. أي إن على البلاد العربيه أن تعترف بهذا النظام الفاسد الفاسق الكافر وأن تعطيها أجرها بعد ارتكاب تلك الجرائم. فإذا كانت النقطةالايجابية هي أن تنسحب إسرائيل إلى حدود ما قبل الحرب الفلانية وحتي حدود الحرب الفلانية إن هذه نقطة سلبية ومعناها أن ما غصبته إسرائيل حتى تلك الفتره تبقي لها ولكن بالمقابل تتخلي عن بعض المناطق وهذا يشبه تصالحنا مع العراق وأن نقول للعراق تعال نقسّم خوزستان فالنصف لك والنصف الآخرلنا!
إن ذلك من النقاط السلبية وبقية النبود كلها في خدمة اسرائيل وتهدف إلى جعل اسرائيل تحكم العرب.
إنني أحذر الشعوب الإسلامية وخاصةالشعوب العربية وأحذر الجيوش الإسلامية وخاصةجيوش الدول العربية من أن تمرير هذا المشروع خلف الأبواب المغلقة دون الاهتمام بآراء الشعوب سيؤدي إلى أن تتحولو إلى أسري لإسرائيل وعملاء لها إلى نهايةالعمر وستكونون تحت تصرف إسرائيل وامريكا بشكل مطلق وليس وراء ذلك شيءٌ آخر لايوجد للشعوب الإسلامية والعربيةعار أسوأ من هذا العار الذي يستسلمون من خلاله إلى هذا المشروع الفاسد المخالف للإسلام مائة بالمائة إن قبل العرب بسيادة إسرائيل فهذا عار عليهم. وإنني أحذر الجميع بأن هذا المشروع لوتمّ تمريره فإن اسرائيل ستسيطر في المستقبل على مكة والمدينة أيضاً.
خيانه الإسلام والمسلمين بالسلام مع اسرائيل على الشعوب أن تكون يقظةو أن تنبّه الحكومات وأن تخالف هذا المشروع الكافر الفاجر. وقد كشفت أمريكا عن أنيابها لكي تجبر هؤلاء على القبول بهذا المشروع الذي يتم التخطيط له. قد جاءت أمريكا بقواتها من الكوماندوس والفرق العسكرية الأخري إلى المنطقة وبدأت بالمناورات والعروض العسكريةلتخويف شعوب المنطقة إذا ما خافت الدول فعلى الشعوب أن تكون حيةو ألاتخاف. إذا ما متنا جميعاً أفضل من أن نكون أذلاء تحت رحمةالصهيونية وأمريكا. إن هذه خطوة كبيرة خطتها أمريكا لإذلال العرب وإذلال المسلمين العار لاولئك العرب الذين يقبلون الذل للسيطرة على بلد إسلامي لفترة وجيزة وللتمتع ببعض الخيرات والعار علينا جميعاً إذا ما جلسنا صامتين إزاء القضية.
و إذا ما وافقت الدول اللامبالية بالأمور أو المتعمدة لخيانه الإسلام والشعوب العربيه والمسلمين على هذا المشروع فإن ذلك لاقيمة له لأن الشعوب تخالفه لايوجد. شعب من الشعوب الإسلاميةيرضي أن يكون عميلًا لإسرائيل وذليلًا تحت رحمة اسرائيل وأمريكا. وإذا ما وافقت الحكومات عليه فإن هذه الموافقة لاتساوي فلساً لأن المسلمين والشعوب يعارضونها. على الحكومات أن تدرك أن الأمور قد اختلفت عما كانت عليه في السابق حيث كانت الحكومات تعتبر نفسها كالوصي على الشعوب إن شيخاً واحداً أو رئيساً واحداً أو ملكا كما اصطلحوا عليه- لا يحق له أن يحكم بلاداً ويضحّي بها لأجل مصالح إسرائيل على الحكومات أن تستيقظ إن تمرير هذا المشروع يعني نهاية هذه الحكومات. يجب ألا تفكر هذه الحكومات بعد هذا بأنها تستطيع أن تعمل ما تشاء وأن الشعوب ليس لها ارتباط بالموضوع إنكم لاتساوون شيئاً أمام الشعوب إن الشعوب هي التي يجب أن توافق على الأمور.
طبعاً نحن كنا نعاني مثل هذه المشكلة في عهد رضا خان ومحمدرضا خان وكانا لا يهتمان بالشعب لم يكن لكلمة الشعب معني عندهما وكانا يعتبران الشعب غير قادر على عمل شيء كان سمو الملك يساوي كل شي ولا يوجد غير جلالة الملك ولكن الشعب الإيراني قد كسر ذلك وأثبت أن الشعب هو كل شي وعلى الحكومات أن تعمل وفق إرادة الشعب ووفق مصالحه. وإن حكومتنا اليوم ومجلسنا وجميع مؤسساتنا المدينة والعسكرية تعمل على هذا النهج وتخدم الشعب. ولا أحد منهم يخطرببا له أنه يريد أن يحكم أو أن يفرض شيئاً على الشعب. على الشعوب الأخري أن تعمل كذلك. لاحيلة لها، إلّا الثورةعلى هذه الاتفاقية وهذا المشروع الفاسد عليهم أن يضحّوا بأنفسهم حتى يمنعوا هذا المشروع من التحقق. ولوقام هؤلاء بالموافقة على هذا المشروع فإن الشعب يجب أن يعارض وعلى هؤلاء أن يدركوا أن هذا المشروع لا يتحقق مع وجود معارضة الشعب له.
أسأل الله تعالي يقظة جميع الشعوب الإسلامية والحكومات والشباب وإن ندائي هذا موجه إلى مدارس البلاد ووالجامعات وإلى سائر الأماكن. إن على الشباب الجامعيين والكتاب والخطباء والعلماء والجيوش جميعا أن يعارضوا هذا المشروع الخبيث الذي يسجّل أسر الشعب العربي وأسر الإسلام حسب زعمهم- ويسلم أمورهم لإسرائيل. وإن كل من لايعارض فانه خائن للإسلام واعلموا أن الشعوب إذا عارضت أمراً فإن الحكومات لا تستطيع تنفيذه ليس الأمر اليوم مثل السابق حيث كانت تعمل الحكومات كل عمل منكر تريده كلّا، يجب أن تعمل حسب رغبات الشعب وأن تكون خادمة للشعب لا سيداً عليه. يجب ألا يبني القصور الذهبية بالأموال ويعيش شعبه كأضعف الشعوب وأفقرها أسأل الله أن يمنحنا ويمنحكم ويمنح الشعوب الإسلامية كلها نوراً من أنوار الهداية نسير على هديه في خدمة الإسلام وفي خدمة الله تبارك وتعالي وفي طاعة رسول الله إن شاءالله.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*صحيفة الإمام، ج15، ص: 318
1- ورد تاريخ 26/ 8/ 60 في صحيفة النور.
2- السيد محمد حسين الطباطبائي مفسر القرآن والفيلسوف الإسلامي الكبير المعروف.
3- السيد مهدي كروبي رئيس موسسة شهيد الثورة الإسلامية.