يتم التحميل...

التسامح والنبل

قيد الدراسة2

وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًاالفرقان:72 المحقق الطوسي رحمه الله: جاء في سيرة المحقق الشيخ نصير الدين الطوسي رحمه الله: سلم شخص رسالة إلى المحقق من شخص آخر، تتضمن أسوأ السباب والشتائم

عدد الزوار: 90

﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا(الفرقان:72)
 

المحقق الطوسي رحمه الله: جاء في سيرة المحقق الشيخ نصير الدين الطوسي رحمه الله: (سلم شخص رسالة إلى المحقق من شخص آخر، تتضمن أسوأ السباب والشتائم، وفيها قوله عن المحقق (الكلب بن الكلب). فقال المحقق ملاطفاً: وصفه لي بالكلب غير صحيح لأن الكلب من الحيوانات التي تسير على أربع وهويعوي وجلده مكسوبالوبر وله أظافر طويلة.. وهذه الخصوصيات ليست موجودة فيَّ فإن قامتي مستقيمة، وجسدي لا يكسوه الوبر، وإظفري عريض، وأنا ناطق وضاحك، وفصولي وخواصي غير فصول الكلب وخواصه، وما هوموجود فيَّ مناقض لما قاله صاحب الرسالة عني. وهكذا، أجابه بهذه اللطافة، دون أن يجري على لسانه كلمة سيئة، أو يؤذي رسوله1.

العلامة الطباطبائي رحمه الله: يقول أحد تلامذة العلامة:كانت للاستاذ الجليل في مواجهة سيئي السريرة والشياطين طريقة مستوحاة من  الكتاب والسنة.. أتذكر عندما قام أحمق مغرض بعمل جاهل لإضعاف شخصيته العلمية واستجازه جمع من محبيه في التصدي له، قال بكل هدوء واطمئنان: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ(فاطر:43). وسرعان ما أصبح ذلك الجاهل مصداق هذه الآية الشريفة. وقد تكررت هذه التجربة مع عدة أشخاص، ابتلوا بمصائب وفضائح عجيبة.. وقد ثبتت هذه الحقيقة عملياً، وهي أن كفران نعمة وجود الرجال الإلهيين، وإساءة الأدب إلى العلماء سبب في سلب التوفيق، والخذلان والافتضاح في الدنيا والآخرة2.

سائل غير مؤدب

وزع الشيخ جعفر كاشف الغطاء يوماً مبلغاً على فقراء أصفهان، وبعد نفاذ المال أمّ المصلّين.. وبين الصلاتين وفيما كان الناس منشغلين بالتعقيب جاء سيد فقير وقليل الأدب ووقف مقابل الإمام قائلاً: أيها الشيخ أعطني مال جدي، الخمس.. قال الشيخ: تأخرت قليلاً وللأسف لم يبق شيء. فما كان من هذا السيد غير المؤدب، إلا أن تفل على لحية الشيخ بكل وقاحة.. أما الإمام فإنه ليس فقط لم يصدر عنه أي رد فعل قاس، بل نهض وأمسك طرف ثوبه ومشى بين المصلين وهو يقول: كل شخص يحب لحية الشيخ فليساعد السيد، وكان الناس قد شاهدوا ما جرى، فامتثلوا وملأوا طرف ثوب الشيخ مالاً.. ثم جاء الشيخ وقدم ذلك كله إلى السيد، ووقف يصلي العصر3.


1- بيداركَران أقاليم قبله/218، والفوائد الرضوية/609.
2- يادنامه علامة/40/41.
3- الفوائد الرضوية/74.

2009-07-28