الموضوع: ضرورة أن يكون النظم حاكماً في الأجهزة العسكرية والأمنية
خطاب
الحضور: مرتضى رضائي (الرئيس الجديد للحرس الثوري) ومجموعة من ضباط الحرس
عدد الزوار: 112
الزمان: قبل ظهر 28 تير 1359 هـ. ش/ 6 رمضان 1400 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحضور: مرتضى رضائي (الرئيس الجديد للحرس الثوري) ومجموعة من ضباط الحرس
بسم الله الرحمن الرحيم
النصر في ظل إشراف الإسلام على كافة الأجهزة
الإسلام هو أساس ثورتنا ونهضتنا ولا نقبل دونه شيئاً آخر أبداً ولذلك ينبغي على كافة القوى والمؤسسات العسكرية من حرس وجيش أن ترفع راية الإسلام وتطبق أحكامه. وفي هذا المجال علينا إبعاد وتنحية كل فرد لا يقبل الإسلام وليس لديه رؤية إسلامية. وأما أولئك المنحرفون عن الإسلام الحقيقي فيجب إرشادهم وهدايتهم أولا ومن ثم إبعادهم وتنحيتم إن لم يهتدوا، فالإسلام هو الذي صنع هذه الثورة ودعا الناس للمشاركة فيها. ولا توجد أية قوة في العالم قادرة على توحيد 35 مليون إنسان في مسير واحد إلا الإسلام. إن تاريخنا حافل بتجارب ومحاولات ثورية أخرى كقضية تأميم النفظ ولكن كل هذه المحاولات وصلت إلى طريق مسدود لأنها كانت ترتكز على أفكار قومية بحتة دون أي توجه للإسلام ولهذا السبب فقد فشلت في بلوغ أهدافها وسلب منها كل ما حققته.
إن طريق النصر والنجاح هو الإعتماد على الإسلام في الحياة المدنية والعسكرية ولكن تجاهل الإسلام والغفلة عنه سيؤدي بنا إلى الفشل الذريع. ولذلك ينبغي على كافة قادة الجيش والحرس والشرطة والمفكرين والكتاب والصحفيين أن يقودوا مسيرة هذا الشعب نحو الإسلام الحنيف. فإن فعلنا ذلك وزرعنا روح الإسلام الثوري في أجهزتنا الحكومية فسيكون النصر حليفنا. ولكن إن ساد الإختلاف بيننا وتنازعت مؤسساتنا فيما بينها كأن تحل الفرقة بين الحرس والشرطة أو بين الجيش والحرس وتعم البلاد لغة المواجهة والإصدام فإن الطامة الكبرى آتية لا ريب فيها ولو بعد زمن طويل.
ضرورة التلاحم والتنسيق بين وحدات القوات المسلحة
من الأمور التي ينبغي التأكيد على أهميتها هي مسألة التلاحم بين القوات المسلحة وجعلها متماسكة متراصة الصفوف. وهذه الوظيفة تدخل في نطاق وظائف أولئك الذين عُينوا قادة على هذه الوحدات، عن طريق الدعوة إلى التقارب والتنسيق والتضامن قبل أية خطوة أخرى كي لا تتخذ كل من هذه الوحدات موقفاً خاصاً بها وهذا ما سيؤدي إلى الهزيمة والتشتت.
أهمية المحافظة على الآداب الإسلامية
علينا جعل كل شيء في هذا البلد ذي طابع وروح إسلامية وأن نتحلى بالآداب الإسلامية وأن تعم المظاهر الإسلامية كل مكان.
البعض يدعونا إلى ترك الظواهر الإسلامية والإهتمام بالأصول والأركان الإسلامية. هذا لا يجوز وهو خلاف الإسلام وتعاليمه.
يجب أن تنشر الآداب الإسلامية في الثكنات العسكرية ومؤسسات الحرس والإدارات الحكومية. فمثلًا على الجميع أن يصوموا في شهر رمضان ويصلوا ويمتنعوا عن الفحشاء والمنكر. فللإسلام معاييره الخاصة ويجب أن نحافظ عليها وهذا هو معنى الجمهورية الإسلامية، علينا أن نبني جمهورية إسلامية حقيقية وليس إسمية كأن تذهب إلى مركز الشرطة مثلا فلا تجد فيها من الإسلام شيء وكذلك المراكز الحكومية والحرس الثوري وعندها لن تكون هذه الجمهورية إسلامية بل طاغوتية كما كانت سابقاً. علينا الإسراع في إصلاح هذا الأمر بشكل جدي وعزل الأفراد السيئين والمخالفين للدين وتقديمهم للعدالة إن كانوا قد ارتكبوا جرماً ما. وأما أولئك الذين يعيشون في حالة تناقض ومفارقة بين رؤيتهم الإسلامية وأفعالهم المخالفة لها فعلينا هدايتهم وإرشادهم فإن لم يستجيبوا فعلينا عزلهم حينها.
التأكيد على حفظ النظم والتلاحم لدرء الأخطار
عليكم بنظم أمركم لأن إنعدام النظم يعني التزلزل والفشل. فلو امتنع أفراد الحرس عن طاعة رئيسهم والجنود عن طاعة قائدهم لتزلزلت أركان القوات المسلحة وانهارت وهذا بدوره سيؤدي إلى إنهيار الدولة بأكملها.
ولتكن نظرتكم إلى النظم نظرة إسلامية طاعة الرئيس فيها واجبة. ومن جهة أخرى فإن عهدنا هذا يختلف عن عهد الطاغوت البائد فالحاكم اليوم هو الإسلام والإسلام يشمل باطن الأمور وظاهرها. والله سبحانه وتعالى محيط بكل الأمور ولا فرق هنا بين المعصية العلنية الظاهرية والمعصية السرية الباطنية. إذا فالطاعة والنظم من الأمور الهامة التي ينبغي أن نؤكد عليها هنا. هنالك مسألة خطيرة ينبغي الإشارة إليها وهي قيام بعض المغرضين والخونة بالنفوذ في جسد الحرس ومؤسساته والتصرف بطريقة تسيء إلى الحرس وتهتك حرمته وتبعث على إستياء الناس منه مع أن كل ما نملكه اليوم وكل ما حققناه هو من صنع الحرس نفسه وأنا شخصياً أحب هذه الجماعة حباً جماً وأكن لهم احتراماً شديداً. ولكن يمكن لتصرفات بعض المغرضين أن تشوه صورة جماعة ومؤسسة بأكملها فلقد صدرت عن بعض أفراد الحرس تصرفات شخصية واعتقالات تعسفية بحجة انتهاك القانون ونقضه كما تم سلب ممتلكات بعض الأفراد بحجج مماثلة. إنه أمر غير مقبول فهو مخالف للإسلام ولنظام الجمهورية الإسلامية كما يبعث على الفتنة والتفرقة كذلك.
لذا علينا منع وقوع هذه الأمور بدون أمر من المحكمة العليا أو تدخل القضاء، ولا يحق لأحد أن يتصرف كما يحلو له بحجة تطبيق القانون ونشر العدالة، فهذه هي الفوضى والعنجهية بعينها، على الجميع أن يواجهوا هذه الظاهرة وخصوصاً الحرس الثوري والذي يتحمل واجباً أكبر في هذا المجال، وعلينا هنا مجازاة ومحاكمة كل من يتصرف بشكل شخصي ويعتقل شخصاً أو يسلب منه مالًا بدون حكم قضائي أو تكليف نيابي، إن النظم والإنضباط في القوات المسلحة هو الأساس في ثبات أي دولة وترسيم مستقبلها المشرق. علينا أن نخضع للنظام ونحافظ على شرعيته وإسلاميته لكي تسير الأمور كما يجب. وهنا أؤكد مرةً ثانية على أهمية تعاون القوات العسكرية والحكومية كواجب شرعي وإن تفرقهم مخالف للشرع، وأدعو الجميع للتشاور وتبادل وجهات النظر لحل كافة الإختلافات. وعلى الممثلين الذين عينتهم من قبلي في هذه المؤسسات أن يلعبوا دوراً هاماً في تقريب وجهات النظر وحل الإختلاف، وعلى الجميع أن ينسقوا فيما بينهم لمواجهة المخاطر والمشاكل الطارئة ووضع الحل المناسب لها وليس أن تقوم كل جهة بمواجهة الأمر كما يحلو لها كأن يتصرف الجيش بطريقة ما، وتعالج الشرطة هذا الأمر بطريقة أخرى، إذاً عليكم بالاتحاد والتضامن والسعي الدؤوب والعمل الجاد بالتعاون مع السيد محلاتي 1 في الحرس والسيد خامنئي 2 في وزارة الدفاع وبقية الأخوة الذين يمثلوني في كافة المناصب المهمة الأخرى.
يطلب مني البعض أن أتدخل في كافة الأمور شخصياً ولكني عينت ممثلا عني في كل إدارة ومؤسسة في هذا البلد ويمكنني الإعتماد عليهم. فعندما أعين فلاناً ممثلا عني في الجيش مثلًا فإن كل ما يقوم به يعد بمثابة تدخل شخصيٍ مني، وعلى جميع الأفراد أن يطيعوا أوامرهم لأن طاعة هؤلاء هي طاعتي وأفعالهم هي أفعالي فلو عينت رئيس الجمهورية مثلا قائداً لكل السلطات ستكون مساندته حينها مساندة لي وإطاعته إطاعة لي، وفي الحقيقة ليس بوسعي أن أتدخل بشكل مباشر في أمور كافة الإدارات والمؤسسات ولذلك عملت على تعيين بعض الممثلين ليتولوا إداراتها وتطبيق النظام فيها.
المحافظة على الأمانة الإلهية بعيداً عن الأهداف الشخصية والمقاصد الدنيوية
إن هذه الدولة هي ملك لكم وكلنا مسؤولون فيها والكل مكلف بحفظ هذه الدولة وحمايتها وخصوصاً بعد تعرض الدولة لبعض الاضطرابات وما ستتعرض له من مشاكل مستقبلية.
إننا مكلفون من قبل الله سبحانه وتعالى بحفظ الجمهورية الإسلامية أي بحفظ الإسلام كأمانة في أعناقنا، وعلينا أن لانتهاون في ذلك أبداً وأن لا نخلط بين هذا وبين أمورنا الشخصية، بل لنعمل على حفظ هذه الأمانة الإلهية. وهنا أوجه نداءً لكل الكتّاب والمحللين وأقول لهم بأن إضعاف القوات العسكرية ومن جملتها الحرس الثوري هو إضعاف للإسلام بأكمله لأن إضعاف جيش الإسلام هو إضعاف للإسلام بعينه. وطبعاً هذا لا يمنع من أن نعاقب كل من يخطئ من هذه الجماعة ونخرج الفاسد منها. فالفاسدون ينبغي أن يحاكموا ويقدموا للعدالة أينما كانوا ومهما كانت مناصبهم العسكرية. ومن جهة أخرى فعلى جميع الكتاب والصحفيين أن يسلطوا الضوء على كل فرد ملتزم بخط الإسلام الحنيف وتبيين خصائصهم وشحذ هممهم. ومن جهة أخرى فإن إثارة الشكوك حول هذه المؤسسة وتلفيق الإتهامات الباطلة تجاهها أمر محرم وغير جائز شرعاً. وفقكم الله وأيدكم لحفظ هذه الأمانة وتذكروا أننا سنحاسب يوم القيامة على كل صغيرة وكبيرة وعن كل ضرر ألحقناه بالجمهورية الإسلامية وما أشده من حساب حينها.
إنزال العقوبة الشديدة لمخططي ومنفذي محاولة الإنقلاب 3
هنالك الكثير من الانحراف والإعوجاج في مجتمعنا منها ما هو قابل للإصلاح بالموعظة والتذكير والهداية ومنها ما لا علاج له، وفي الحالة الثانية ينبغي عزل هؤلاء وطردهم من مراكزهم، وأما بالنسبة للذين اشتركوا في هذه المحاولة الخبيثة فجزاؤهم القتل كما صرح بذلك القرآن ولا يوجد أي استثناء في ذلك ولا يحق لنا أن نعفوا عن أحد ونسامح أحد ما فهم بحكم الإسلام والقرآن مفسدين والقرآن بين لنا أربعة أحكام في هذا المجال والقتل أخف هذه الأحكام.
أدعو الله أن يوفقكم في متابعة المسيرة متمتعين بالصحة والعافية.
حفظكم الله ورعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج13، ص:41,38
1- السيد فضل الله محلاتي، مندوب الإمام في حرس الثورة الإسلامية.
2- السيد علي خامنئي، مندوب الإمام في وزارة الدفاع.
3- انقلاب( نوجه) الفاشل.