الموضوع: تضحيات شباب البلد، طمع الفئات المنحرفة بالسلطة
خطاب
الحاضرون: جمع من معاقي الثورة الإسلامية، والشبان المتطوعين للإلتحاق بجبهات الحرب
عدد الزوار: 48
التاريخ: 4 دي 1359 هـ. ش/ 17 صفر 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: جمع من معاقي الثورة الإسلامية، والشبان المتطوعين للإلتحاق بجبهات الحرب
بسم الله الرحمن الرحيم
استغلال دماء الشهداء للوصول إلى السلطة
عندما أقلب ناظري في هذه الوجوه النورانية، وأرى كل هذا العزم والإصرار فيكم أيها الشباب الغيارى، ينتابني إحساسان، إحساس بالغبطة والإبتهاج، وإحساس بالألم والأسى، وأمّا الإبتهاج فبهذا التحول الرائع الذي تشهده الأمة بحيث تقبل على الموت برحابة صدر، وتقدم كل ما عندها في سبيل الله، فلو وجد له مثيل في التاريخ، ففي صدر الإسلام، وإلّا فمن بعده لا أظن أن هناك شباباً يماثلوكم.
وأمّا الألم والأسى فعلى هؤلاء الشبان الأعزاء، الذين يسقطون شهداء على أيدي هؤلاء الأشرار أويصابون بالإعاقة، في حين أن الأمة والإسلام بأمس الحاجة إليهم وإلى خدماتهم. وأمّا الأمر الآخر الذي يبعث على الأسى والألم, فهذه المجموعات المنحرفة وأولئك الأشخاص المناصرون للقوى الكبرى الذين يسعون لجر البلاد إلى ما كانت عليه سابقاً، أو الطامعون بالسلطة والنفوذ وكيف يتجاهل هؤلاء كل هذه الدماء التي قدمها شهداؤنا ومعاقونا لأجل أطماعهم التسلطية أو خدمة لأسيادهم من القوى الكبرى، فيمرون على هذه الدماء الطاهرة مرور الكرام، خدمة لأمريكا أو للسوفيت، كيف للإنسان ألا يتأثر، وهؤلاء يرون السلطة في دماء شهدائنا؟ إن هؤلاء الذين يجعلون من دماء الشهداء والمعاقين وسيلة لتحقيق أطماعهم التسلطية خارجون عن الفطرة الإنسانية، إنهم حيوانات في صور إنسان. إن من يكون شغله الشاغل التفكير بالسلطة وكيفية إيصال جماعته إليها، في وقت تستعر فيه نار الحرب ويفكر فيه الجميع، الجيش، قوات الحرس، وكل الأمة، بكيفية مواجهة العدو واعتداءاته إن من يكون كذلك، ليسوا من البشر أبداً, إنما هو حيوان في صورة إنسان وترون الآن كيف أن هذه المجموعات المنحرفة قد انتشرت في شتى أنحاء البلاد، وكيف هي مشغولة بالتآمر وأعمال التخريب والفساد. طبعاً مما لا شك فيه أنهم وجميع مؤامراتهم وفسادهم لايشكلون شيئاً أمام شعبنا وقواتنا المسلحة، ولكن يبعث على التأثر أن يقوم هؤلاء البشر في الظاهر، السباع في الجوهر على إتخاذ دماء شهدائنا وسيلة لتحقيق أطماعهم السلطوية، وأن يعبروا من فوق قتلانا ليصلوا إلى السلطة، كيف, ولم لا يبعث على الأسى، وصول الإنسان إلى هذا المستوى من الجهل واللهاث خلف الشقاء، ففي الوقت الذي يقدم فيه شبابنا أرواحهم على الجبهات الحدودية حفاظاً على الأمة والجمهورية الإسلامية، يسعى هؤلاء الذين لا يؤمنون بالإسلام ولا بالجمهورية الإسلامية إلى بناء سلطتهم على أشلاء قتلانا ودمائهم.
بشارة النصر لجنود الإسلام
بيد أني أبشّركم أيها الأعزاء وأبشّر جميع قواتنا المسلحة من جيش وقوات حرس وشرطة أن النصر لكم، لأن الحق معكم. لقد قلتها مراراً، أنه سواء علينا أقتلنا أم قُتلنا فنحن الغالبون حتى أنتم يا من ذهبتم إلى الحرب وأصبتم بالإعاقة في سبيل الله إنكم منتصرون، إنكم في نظر الإسلام منتصرون، إنكم عند الله تبارك وتعالى جيوشٌ منتصرة. جعلكم الله من جنود إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأعطاكم أجر من جاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنكم لا تختلفون عنهم، فالذي شرفهم وكرمهم الخدمات التي قدموها للإسلام ولرسول الإسلام، وها أنتم تقدمون نفس هذه الخدمات ولهذا فأنتم لا تختلفون عن الذين حاربوا مع الرسول فيغزواته وسقطوا شهداء أو معاقين، لأنكم مثلهم, تضحون في سبيل الله والرسول والإسلام. إنكم أنتم المنتصرون حتى لو استشهد أصدقاؤكم وأصبحتم معاقين، فإن البلاد التي يهب جميع أبنائها- على إختلاف فئاتهم- للتضحية والدفاع عنها بهذا الشكل، هي بلاد منتصرة. نسأل الله أن يتفضل عليكم بالسلامة والأجر، وعلينا بالوعي حتى لا نغفل عن عيادتكم وزيارتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج13، ص:347,346