التاريخ 4 أرديبهشت 1360 هـ ش/ 19 جمادى الثانية 1401هـ ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: مولد السيدة فاطمة الزهراء ، ويوم المرأة
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك وأهنئ ذكرى الميلاد السعيد للصديقة الطاهرة الذي هو أفضل يوم لانتخابه يوماً للمرأة، للشعب الإيراني الشريف، وخصوصاً النساء المحترمات.
لقد حدثت هذه الولادة السعيدة في زمان ومحيط لم تكن المرأة تعد انسانا بل كانت الأمم المختلفة في الجاهلية تعتبر وجودها مدعاة للذلة والعار لأهلها.
ففي مثل هذه البيئة الفاسدة الموحشة، أخذ نبي الإسلام الكبير بيد المرأة وخلصها من مستنقع عادات الجاهلية. ويشهد التاريخ الإسلامي على احترام رسول الله اللامحدود لهذا المولود الشريف، لكي يؤكد أن للمرأة عظمة خاصة في المجتمع، إذا لم تكن أفضل من الرجل، فهي ليست أقل منه.
اذن فهذا اليوم هو يوم حياة للمرأة ويوم لتأسيس عزتها ودورها الكبير في المجتمع. أنني أتباهى بنساء إيران اللواتي يُفتخر بهن حيث تغيرن كثيراً وأصبح ذلك الدور الشيطاني الذي رسمه الأجانب وأتباعهم من عديمي الشرف منذ أكثر من خمسين سنة، من الشعراء الفاسدين إلى الكُتَّاب ووسائل الإعلام العميلة نقشا على الماء، وأثبتن أن النساء المسلمات لم يتأثرن بطرق الضلال ولن يتضررن بمؤامرات الغرب والشرق وأتباعهما. فلم يتأثرن بخدع الغرب طوال مدة السلطة البهلوية الغاصبة ورغم التطبيل الإعلامي فما عدا نساء الطاغوت المرفهات وأتباع السافاك وأذيالهم فإنّ باقي الشرائح المليونية من النساء اللاتي هن أساس الشعب المسلم لم يقعن في شرك المنبهرين بالغرب وقد قاومن بعملهن خلال خمسين عاماً من الظلام بوجوه بيضاء أمام الله والشعب. ولكن في هذا التبدل الإلهي الأخير قطعن بشكل قاطع للأبد أمل كل من عميت قلوبهم والذين كانت ولازالت قبلتهم الغرب.
النصر والرفعة للنهضة الإسلامية لنساء إيران العظيمات. الفخر لهذه الشريحة الكبيرة التي استطاعت بحضورها القيم والشجاع في ساحة الدفاع عن الوطن الإسلامي والقرآن الكريم،
الوصول بالثورة إلى النصر وهن الآن مشغولات في الجبهة مستعدات للتضحية.
ورحمة الله على الأمهات اللواتي أرسلن شبابهن الابطال إلى ساحة الدفاع عن الحق، واللواتي يفتخرن بشهادتهم العظيمة. الخزي والعار لأولئك اللواتي جلسن في قصورهن الفاسدة في الداخل والخارج كالدمى قد علقن قلوبهن بحياة حيوانية، ولا يفكرن إلا في نشر الفساد. قُطعت الألسنة والأيدي المجرمة التي تحاول أن تقضي على الجمهورية الإسلامية بكلامها وأقلامها وتريد أن تجر بلدنا العزيز إلى اليمين أو اليسار. والتحية الدائمة للنساء الملتزمات المشغولات في كل مكان في البلد بتربية وتعليم الأميين وتدريس العلوم الإنسانية وتعليم الثقافة القرآنية.
وسلام الله على النساء اللواتي نلن الشهادة في الدفاع عن هذا الوطن. وعلى كل العاملات في المشافي والمستوصفات في خدمة المرضى والمعاقين. والسلام على الأمهات اللواتي فقدن شبابهن بكل فخر. مبارك يوم المرأة على النساء الملتزمات في البلاد الإسلامية. ونأمل بأن تنهض نساء المجتمع من الغفلة والتنويم اللذين فرضا عليهن من قبل الغزاة. وأن يساعدن جميعاً كل المغفلات، لهداية المرأة إلى مكانها الرفيع، ونأمل أن تعتبر نساء الدول الإسلامية من التحول المعجزة الذي حدث لنساء إيران على إثر الثورة الإسلامية الكبيرة. ويسعين لاصلاح مجتمعاتهن ويوصلن بلادهن إلى الحرية والاستقلال.
رحمة الله وبركاته على نساء الإسلام وإيران الغالية. والسلام على عباد الله الصالحين من المؤمنين والمؤمنات.
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج14، ص: 249
2011-05-28