يتم التحميل...

إغتيال الإمام موسى الكاظم عليه السلام

شهادة الإمام الكاظم(ع)

لقد عانى الإمام الكاظم عليه السلام أقسى ألوان الخطوب والتنكيل، فكان هارون الرشيد شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس، و صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذى وأقدم على قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولا التخلص من مسؤولية قتله...

عدد الزوار: 106

لقد عانى الإمام الكاظم عليه السلام أقسى ألوان الخطوب والتنكيل، فكان هارون الرشيد شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس، و صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذى وأقدم على قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولا التخلص من مسؤولية قتله وذهب أكثر المؤرخين والمترجمين لحياة الإمام عليه السلام الى أن الرشيد أوعز الى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام عليه السلام فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفضع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم صلى الله عليه وآله. حيث عمد السندي الى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي زد على ذلك فرمقه الإمام بطرفه وقال له: حسبك قد بلغت ما تحتاج اليه.ولمّا تناول الإمام تلك الرطبات المسمومة تسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة واوجاعاً قاسية، قد حفت به الشرطة القساة ولازمه السندي بن شاهك الخبيث فكان يسمعه في كل مرة أخشن الكلام وأغلظه ومنع عنه جميع الاسعافات ليعجل له النهاية المحتومة.وفي الاثناء استدعى السندي بعض الشخصيات والوجوه المعروفة في قاعة السجن، وكانوا ثمانين شخصاً كما حدّث بذلك بعض شيوخ العامة ـ حيث يقول: أحضرنا السندي فلما حضرنا انبرى إلينا فقال:انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل به مكروه، ويكثرون من ذلك، وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره، وها هو ذا موسّع عليه في جميع اُموره فاسألوه.

يقول الراوي: ولم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الإمام عليه السلام ومقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قطّ في فضله ونسكه فانبرى إلينا وقال لنا: أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر،غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات، واني اصفر غداً وبعد غد أموت.

ولمّا سمع السندي ذلك انهارت قواه واضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة فقد أفسد عليه ما رامه من الحصول على البراءة من المسؤولية في قتله. وبعد أكله للرطب سرى السمّ في جميع أجزاء بدنه الطاهر، و لحق الإمام بالرفيق الأعلى. فسلام عليك يا بن رسول الله،يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حياً.1


1- روضة الواعظين / 1 ص260.

2011-06-27