الموضوع: الدور الخطير للعلماء والمسؤولين في تعبئة الشعب وإعداده للجهاد
نداء
المخاطبون: جمعٌ من علماء ومشايخ أهل السنة، نواب في مجلس الشورى الإسلامي
عدد الزوار: 114
التاريخ: 5 مهر 1359 هـ. ش/- 17 ذي القعدة 1400 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطبون: جمعٌ من علماء ومشايخ أهل السنة، نواب في مجلس الشورى الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات السادة الكرام من علماء ومشايخ أهل السنة، السادة النواب في مجلس الشورى الإسلامي المحترمين
لقد وصلتنا برقيات حضرات السادة المحترمين. إن التأييد والدعم الذي يظهره الشعب بمختلف شرائحه وفئاته وخصوصاً السادة العلماء الأفاضل، يشكل دعماً كبيراً لجنودنا وقواتنا الباسلة المرابطة في خنادقها على جبهات القتال، والتي استطاعت ببطولاتها المذهلة أن تضيّق على العدو الخناق، وتسطر أروع ملاحم البطولة والفداء، التي تعيد إلى الذاكرة ملاحم وبطولات صدر الإسلام العظيمة، وتبشر بالنصر الكامل على أعداء الإسلام وقوى الشر العظمى الشرقية منها والغربية، وإن هذه الوحدة وهذا الإنسجام الذي تشهده أمتنا الشجاعة وجيشنا وقواتنا البطلة، ليس له نظير في تاريخ إيران بل العالم كلّه.
حضرات السادة: حريّ بكم وفي أي موقع أنتم فيه أن تعبئوا وتعدوا الجماهير للحرب والجهاد ضد أمريكا وأذنابها من أمثال العراق، فالحرب حرب وإن عزة وكرامة وطننا وديننا مرهونة بهذا الجهاد والنضال، ووطننا الأعز علينا من أرواحنا، ينتظر نهوض أبنائه ليذودوا عن حياضه ويقطعوا أيدي الظالمين عنه. إننا سنجاهد ونناضل دفاعاً عن وطننا الغالي ما دام الدم يجري في عروقنا ولن نلقي بأسلحتنا على الأرض حتى يتحقق النصر المؤكد، فاليوم يوم الدفاع العام، وعلى أهالي كل مدينة الدفاع عن مدينتهم، وتقديم العون والدعم للمدن الأخرى التي دمرتها الحرب، والتعاون بشكل وثيق مع قوات الجيش وحرس الثورة ولا يتوانوا عن تقديم أي عون لهم. كما أنه يتوجب على العشائر الغيارى أن تحمي حدود البلاد وتدافع عنها، فالتحديات التي تتعرض لها الأمة تستلزم من جميع أبنائها أن يضعوا أيديهم في أيدي الجيش وقوات حرس الثورة الشجعان، ليعلم العدو أنّه في حال دخوله مدينة ما فسيواجه بجيش شعبي مسلح مستعد للدفاع عن كل شبرٍ من أرضه وبلده، إن هذه الأيام تتطلب من علماء الدين الأعزاء أن يبثوا في أبناء هذه الأمة روح الشهادة والشهامة والشجاعة، وقد فعلوا، بحمد الله، فاليوم يوم الإتحاد والتضامن ومن العناية الإلهية لنا أن جميع المؤامرات والحروب التي حاكها ودبرها الأعداء ضد أمتنا، وجميع الفتن التي حاولوا إثارتها في صفوف شعبنا، كانت على عكس ما ينتظرون، وتزيد من تضامن الشعب وتلاحمه في وجه قوى الشر. وإن شاء الله فإن هذا التلاحم وهذه الوحدة ستجعل عدونا الغاشم ييأس من ثورتنا، ويُخرج من رأسه فكرة ضربها والهجوم عليها. وإني إذا أعبّر عن شكري وإمتناني لجميع السادة، أستميحهم العذر لعدم تمكني من الرد على كل واحدة من برقياتهم على حدة لكثرة البرقيات التي تصلنا، وضيق وقتنا وأسأل الله تعالى التوفيق لكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
5/ 7/ 59
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج13، ص: 189-190
2011-05-24