يتم التحميل...

الموضوع: أمر الشعب الإيراني بالاستنفار العام لمواجهة إعتداءات النظام البعثي‏

نداء

المخاطبون: القوات المسلحة والشعب الإيراني المسلم- مسلمو ومستضعفو العالم‏

عدد الزوار: 154

التاريخ: 27 مهر 1359 هـ. ش/ 9 ذي الحجة 1400 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المناسبة: عيد الأضحى السعيد
المخاطبون: القوات المسلحة والشعب الإيراني المسلم- مسلمو ومستضعفو العالم‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مبارك على جميع مسلمي العالم وأمة نبينا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم عيد الأضحى المبارك‏

مبارك هذا العيد الإسلامي الكبير على جميع مستضعفي العالم الثائرين على المستكبرين وأولياء الطاغوت.

مبارك هذا العيد على الشعب الإيراني المسلم العظيم، الذي نهض بكل صدق وبسالة في وجه أولياء الشيطان.

مبارك هذا العيد على قواتنا المسلحة وعلى جنودنا الشجعان المرابطين في جنوب البلاد وغربها، صفاً صفاً كالبنيان المرصوص ذوداً عن حياض الإسلام والوطن العزيز، الذين استطاعوا بإيمانهم وجهادهم وتضحياتهم تحطيم جنود حزب البعث الكافر وجلاوزته العملاء لأعداء الإسلام والإنسانية ورميهم وراء الحدود.

إن العيد الحقيقي للإسلام والشعوب المسلمة هو ذلك اليوم الذي تقطع فيه يد الظالمين عن البلدان الإسلامية جمعاء.

وإن العيد الحقيقي لأمتنا هو ذلك اليوم الذي نستطيع فيه إقامة الجمهورية الإسلامية في بلدنا المسلم على أكمل وجه، ونستبدل القوانين والأحكام التي كانت سائدة زمن الشاه بأحكام وقوانين الإسلام الراقية. والآن أيها الشعب الإيراني المسلم أنت أمام خيارين، إما أن تختار طريق الجهاد والدفاع عن بلدك المسلم، وهو طريق السعادة والعزة الأبدية، أو أن تختار طريق الذل والعار الأبدي بتقاعسك وقعودك عن الجهاد والدفاع عن إسلامك ووطنك.

وإني واثق بأن شعبنا لا ولن يقبل الذل وسيبقى يجاهد ويجاهد حتى سقوط النظام البعثي المنحط، وتحرير الشعب العراقي الشريف، وإنقاذه مما هو فيه من الإضطهاد والقمع.

وأنتم يا شباب خوزستان والمناطق الغربية والجبهات الأخرى الغيارى، إثبتوا في ساحات عزّكم، وابذلوا قصارى جهدكم في الدفاع عن إسلامكم ووطنكم، فإنكم بإذن الله‏ ستنتصرون وستدحرون جنود إبليس مفضوحين مخذولين. وأنت أيتها القوات المسلحة المرابطة في خوزستان على خطوط التماس مع العدو، حافظي على يقظتك وانسجامك ووحدتك، والتزمي بأوامر مجلس الدفاع الأعلى، ولا تسمحي للإختلاف والتفرقة أن تدب في صفوفك، لتشملك النصرة الإلهية وتخرجي من ساحات الوغى مرفوعة الرأس منتصرة. وإني أطلب:

أولا: من الشعب الإيراني أن يتهيأ وأن يكون على أهبة الإستعداد، فيهيئ نفسه ويجهز سلاحه، حتى إذا ما اضطررنا لإعلان التعبئة العامة والجهاد العام أن يكون جاهزاً للإلتحاق فوراً بساحات الحرب للدفاع عن دينه وبلده المسلم.

ثانياً: أحذر القوات العسكرية من التقاعس أو التباطؤ في تسليم المقاتلين، سواء كانوا من القوات المسلحة أو الشباب المتطوعين ما يحتاجون إليه من العتاد العسكري، فإن أي تساهل في ذلك غير جائز وأطالب المجلس الأعلى للدفاع بأن يطلعني يوماً بيوم على آخر أوضاع الجبهات، وإذا ما احتاج إلى مزيدٍ من القوات فليعلم إلى أنّ البلاد مليئة بالشباب المتحمس والمستعد للجهاد، وعلى القيادات العسكرية أن لا تتوانى في تجهيز المتطوعين للذهاب إلى الحرب وإرسالهم إلى الجبهات، وأن تعزز من قدرات قواتنا البرية بدعمها بما تحتاج إليه من أسلحة خفيفة وثقيلة، وأن يعلموا أن التساهل في هذا الأمر من الذنوب التي لا يغفرها الله والشعب لهم.

وأطمئن جميع التيارات أن النصر حليف الإسلام والدولة الإسلامية، وإن الخسران والخذلان سيكون من نصيب أعدائكم.

أسأل الله تعالى الرحمة لشهدائنا الأعزاء الذين قدّموا أرواحهم فداءً للإسلام فنالوا بذلك منزلة القرب ليتنعموا بالسعادة الأبدية والرحمة الواسعة والعزة الدائمة، كما أقدّم تبريكي وعزائي لذويهم وعائلاتهم.

إنكم أيها الشهداء الأوفياء أديتم ما عليكم من دين تجاه ربكم ودينكم، وعلمتمونا طريق التضحية والفداء، ألحقنا الله بكم ولم يحرمنا من فيض أنواركم.

وفي الختام أعيد وأؤكد أن الصمود والإصرار على هذا الأمر المصيري فيه عزتنا وعزة شبابنا.

أسأل الله تعالى النصر للمجاهدين في سبيله، والعزة والعظمة للإسلام والمسلمين. والسلام على من إتبع الهدى.

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏13، ص: 210-211

2011-05-24