الموضوع: بيان من إحدى عشرة فقرة حول القوات المسلحة وشؤون الحرب
نداء
المخاطب: القوات المسلحة والشعب الإيراني
عدد الزوار: 196
التاريخ: 1 بهمن 1359 هـ. ش/ 14 ربيع الأول 1401 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطب: القوات المسلحة والشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الفترة الزمنية المصيرية وفي ظل هذا الوضع الحساس للحرب المفروضة على القوات الإسلامية المسلحة من قبل القوى الكبرى وأذنابها، يجب أن أذكركم وأحذركم من أن التخلف عن خوض هذه الحرب سيلحق أخطاراً كبيرة وجسيمة بالإسلام والدولة الإسلامية ويستحق الملاحقة القانونية والشرعية:
1- على القوات المسلحة العسكرية وغير العسكرية بمختلف فئاتها، الإلتزام بالانضباط بشكل دقيق والابتعاد عما يخالف الانضباط، والانتباه إلى المسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقهم فإن التخلف والابتعاد عن الانضباط سيكون موجباً للملاحقة والمسؤولية.
2- من مصاديق الانضباط طاعة القادة، لذا يجب على جميع أفراد القوات المسلحة إطاعة رؤسائهم وقادتهم- وبحمد الله هم يفعلون ذلك- والتمرد ومخالفة أوامر القادة يستلزم الملاحقة والمسؤولية سواء كانت القوات عسكرية أو حرس ثورة أو تعبئة عامة وقوات شعبية.
3- وحدة القيادة من المسائل المصيرية المهمة التي لا يتحقق النصر بدونها وعدم مراعاة ذلك سيؤدي إلى خلق مشكلة.
4- الهروب من الحرب في الإسلام من الذنوب الكبيرة، ويستلزم الملاحقة والمسؤولية في الدنيا والعذاب الكبير في الآخرة، لذا يجب على القادة إلقاء القبض على الأفراد الذين- لا قدر الله- يقدمون على الفرار- ولن يفعلوا ذلك- وإحالتهم إلى المحكمة.
5- التعاون والتنسيق بين جميع القوى العسكرية وغير العسكرية من أجل الحفاظ على العتاد والمعدات العسكرية، وكل من يخل بهذا الأمر يجب الإبلاغ عنه وإحالته إلى المحكمة.
6- بما أن طاعة القادة أمرٌ واجب وعصيانهم ومخالفتهم جريمة، لذلك يجب في المقابل على القادة أن يعاملوا مرؤوسيهم معاملة إسلامية إنسانية وأن يحيطوهم بعواطفهم فيؤججوا فيهم الحمية والحماس وأن يصنعوا منهم فدائيين مضحين من خلال أعمالهم الحسنة.
7- يجب على القادة وعلى جميع أفراد القوات المسلحة الانتباه بشكل دقيق إلى محاولات أعداء الثورة في التسلل والنفوذ إلى جبهاتنا ليضعفوا قوة مقاتلينا بدعاياتهم المغرضة، وإذا ما حاول بعضهم الخيانة توجب على الجميع الإبلاغ عنهم وإعتقالهم وتسليمهم إلى القادة ليتم إحالتهم إلى المحكمة.
8- الأشخاص الذين يلجأون إلى إيران من الجيش العراقي المخدوع، يتم العفو عنهم ويعاملون بمحبة وأخوة ولا يحق لأي أحد التعامل معهم بصورة غير إسلامية وغير إنسانية، ويبلغ ذلك للجنود والضباط وأصحاب الرتب العليا العراقيين وغير العراقيين أنه في حال تسليمهم أنفسهم إلى جيش الإسلام سيتم العفو عنهم، وأما بعد الحرب فإذا أرادوا البقاء في إيران فلهم ذلك وإذا أرادوا العودة إلى بلادهم يتم ترحيلهم باحترام. إني أنصح الجيش العراقي جميعه ألا ينخدع بأضاليل حزب البعث الكافر وألا يحاربوا إخوتهم في الإسلام، وأن ينتبهوا حتى لا يغويهم صدام فيقتلوا إخوانهم خدمة لأمريكا. إخوتي العراقيين إلجأوا إلى الإسلام دين العفو والرحمة والصفح قبل أن يمضي الوقت ويحل العذاب الإلهي.
9- إني أرى من الواجب عليَّ أخلاقياً وإسلامياً أن أوصي كافة الجماعات داخل البلاد توصية أبوية في طهران وكردستان ومختلف مناطق إيران أن يعودوا إلى صدر الإسلام الدافئ وأمة الإسلام وأن يرموا السلاح جانباً ويتصالحوا مع إخوانهم وأخواتهم، وأعدكم أنكم ما دمتم تعيشون بسلام وصفاء وتآخي وتخدمون الجمهورية الإسلامية بإخلاص، فلن يستطيع أي شخص أن يضايقكم. هل هناك أفضل من أن تسهم جميع فئات الأمة وفي بيئة يسودها الوئام والصفاء ببناء بلدنا العزيز الذي دَمَّره النظام البهلوي السابق. إبدأوا بالعمل جاهدين لتحقيق ذلك وإني لآسف على هكذا وضع، فبينما تواجه قواتنا المسلحة المعتدين لترد كيدهم وتبعدهم عن تراب الوطن مضحين مجاهدين في سبيل الله، نرى أن بعض المجموعات المخدوعة بالمنحرفين يهدمون ما يبني أولئك المضحون ويقدمون المساعدة للأعداء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ويواجهون إخوانهم المسلمين بالسلاح.
أذكِّركم أنه سوف تندمون على جرائمكم وأعمالكم يوماً ما وهذا اليوم ليس ببعيد وعندها لن يفيد الندم. ما أجمل أن تدخلوا اليوم أبواب الرحمة الإلهية الكبيرة المشرعة مع الأمة الكبيرة وأن تواصلوا حياتكم المشرّفة في رعاية الإسلام وحفظه.
10- أؤكد مرة أخرى على الجيش والحرس والشرطة وقوات التعبئة ولجميع أفراد القوات المسلحة العسكرية وغير العسكرية أن تتضامنوا معاً للقضاء على الأعداء سريعاً وأن تبتعدوا عن الإختلاف الذي تثيره وساوس الشيطان ولا ينفع إلا الشيطان، وأن تطيعوا قادتكم وأن تعتمدوا وتتوكلوا على الله تبارك وتعالى وتنقذوا بلدكم بوحدة الكلمة من شرور الشياطين وأن تواصلوا الدفاع عن بلدنا العزيز بصبر وثبات كما كان مقاتلو صدر الإسلام والله تعالى معينكم وحافظكم وإن شاء الله سيكون النصر حليفكم.
11- أوصي مؤكداً مرة أخرى الأصدقاء خلف الجبهات سواء كانوا مسؤولين أو من مختلف فئات الأمة أن يحذروا من الأعمال التي يمكن أن تضعف مقاتلينا الفدائين نصرهم الله وتوهن عزيمتهم. ولتعلموا أنه إذا أصاب هؤلاء أو بلدنا الإسلامي العزيز أذىً بسبب أقوالنا وأفعالنا فنحن مسؤولون ولن تنال الرحمة أمام العدالة الإلهية أو الأمة الإسلامية.
في النهاية أحييكم وأحيي جميع الإخوة والأخوات الذين يعيشون أجواء الحرب بكل شجاعة وبسالة ولا يهابون الموت هناك لأنه في سبيل الله ويدافعون عن إسلامهم ووطنهم بكل ما أوتوا من قوة راجين بذلك رضا الله، مؤججين بصبرهم وبسالتهم روح الحماسة والفداء في صدور مقاتلي الإسلام، مقدمين كل ذلك بإخلاص، وسيسجل التاريخ على صفحاته ملاحم البطولة والفداء التي سطرتموها بجهادكم وصبركم وبسالتكم لتعطوا بذلك دروساً في الفداء والتضحية لكل مستضعفي العالم ولتعلموهم أن وعد الله باستخلافهم في الأرض حق. أحييكم يا من أخزيتم بجهادكم جميع القوى الكبرى وأقف أمام صبركم وتضحياتكم بكل خضوع وخشوع.
الخميني الذي يمضي آخر أيامه بينكم، كل أمله فيكم يا شعب إيران الذي لم يقع ولن يقع تحت تأثير الإختلافات. إنكم الشعب الذي إنتفض بكل وجوده على مستكبري العالم من الغرب ومن الشرق. أيها الأعزاء ستنتصرون بإذن الله فأنتم الشعب الشجاع الواعي وأنتم القدوة والأسوة الحسنة للأمم المستضعفة والمظلومة ولتعلموا أنكم باختياركم هذه الساحة من الصراع سوف تواجهون مشاكل ومصاعب كثيرة، ومنقذكم الوحيد هو ثباتكم ومقاومتكم. عليكم أن لا تسمحوا للخوف أن يتسرب إليكم ومواقفكم البطولية تشهد بأنكم لن تسمحوا بذلك، اتحدوا ففي اتحادكم أمام الطغيان والقوى الكبرى النصر الحتمي. أسأل الله الغلبة للإسلام والنصر لجنود الإسلام والسلام على عباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج13، ص: 422-424
2011-05-24