الموضوع: إنتقاد مواقف وتصرفات رجال الدين المسيحيين
بيانات
الحاضرون: الأسقف كابوجي (ممثل البابا جان بول الثاني)1
عدد الزوار: 109
الزمان: 12 مرداد 1359- 21 رمضان 1400
المكان: طهران، جماران
الحاضرون: الأسقف كابوجي (ممثل البابا جان بول الثاني)1
بسم الله الرحمن الرحيم
البابا يطالبنا بإطلاق سراح الجواسيس وإيجاد"مدرسة مسيحية"
إنها المرة الثانية التي يرسل لي البابا فيها رسالة ويبعث برسل.
المرة الأولى كانت من أجل الوكر الجاسوسي والذي اكتشف شبابنا المؤمن بأنه ليس بسفارة بقدر ما هو مركز تجسس وأفراده ليسوا بدبلوماسيين بل هم جواسيس تجمعوا في هذا الوكر للتآمر على دولتنا.
أظن أن البابا اهتم بأمر هؤلاء دون أن يعرف حقيقتهم الشنيعة تلك ولقد حاولت أن ألفت إنتباهه إلى ذلك.
في هذه المرة أرسل إلي بشأن المدارس المسيحية (مدرسة الفكر) وطلب منا إيجاد مدارس للمسيحية هنا.
في الحقيقة إننا لا نكن أية عداوة للمسيحيين واليهود ولن نعارض تأسيس هذه المدارس مطلقاً ما دامت تهدف إلى التعليم ونشر العلم، ولا فرق في أن تختص بتعاليم المسيح (عليه السلام) أو بتعاليم الآخرين. ولكن إن وجدنا يوماً ما أن هذه المدارس تقوم بدور مشابه للوكر الجاسوسي فعندها لن نتحمل أن يُستغل العلم للقيام بأمور أخرى. وهذا طبعاً من واجبات الدولة أن تنظر في الأمر وتدرسه جيداً، فإن كانت فعلا مدارس حقيقية فلا مانع من وجودها أبداً ولكن إن كانت ليست بهذا الشكل فلا الشعب سيتحمل وجودها ولا نحن.
سكوت البابا والمسيحيين أمام الجرائم والمظالم
أود أن أرسل للبابا رسالة أقول فيها: أليست لديك معرفة بأمريكا وهؤلاء الأفراد الذين ينسبون أنفسهم للمسيحية؟ أم أنك على معرفة بذلك ولكنك لا تعيره اهتماماً؟ هل تعلم أن الإنكليز والأمريكان وخلال 50 سنة من تسلطهم علينا قد سلبونا كل شيء؟ هل لديك إطلاع على مدى المعاناة التي عاشها شعبنا على يد رضاخان الذي فرض علينا من قبل الإنكليز ومحمد رضا الذي فرض علينا من قبل الإنكليز والأمريكان والسوفييت؟
هل تهتمون أصلا بالإصغاء لصوت المحرومين واستغاثاتهم؟
أم أنكم تمنحون جل وقتكم لسماع كلام الظالمين؟
هل تعلم ماذا فعل الأمريكان وشرطتهم بشبابنا وفتياتنا وطلبتنا؟
هل تعلم أن الشرطة الأمريكية قامت بدعم الخونة في مظاهراتهم ضدنا وساندتهم في أعمال أخرى موجهة ضدنا؟ وهل تعلم ما الذي فعلته عندما قام الطلبة المسلمين بالتظاهر لإيصال صوت المظلومين للعالم بأجمعه؟
هل يعلم البابا بعمليات الإعتقال الإجرامية وتكسير الأضلاع ودك الشباب في السجون الأمريكية وهم في حالة إغماء؟
ألا تعيرون ذلك إهتماماً؟ ألستم على علم بتعاليم السيد المسيح (عليه السلام) وأساليب تعامله مع البشر مع أنكم تدعون نيابته؟
كم كان من المناسب لو قمت بإرسال رسالة لكارتر أو مبعوثين إليه ليروا حقائق الأمور وأي عذاب ومعاناة يتعرض لها شبابنا الداعين إلى إحقاق الحق ورفع المظالم التي يتعرض لها شبعنا. ليروا كيف يسجنون وينقلون من معتقل إلى آخر وتقيد أرجلهم بالسلاسل وتكسر أضلعهم بوطىء الأحذية وكيف يقتلون وهم على هذه الحالة.
ماذا سأقول لشعبي الذي يرى رجال الدين المسيحيين يعملون في خدمة الإستكبار؟ طبعاً لا يمكنني أن أنكر ذلك أبداً لأن الشواهد والأدلة والقرآن كثيرة وتشير إلى هذا الأمر بجلاءٍ لا يمكن إنكاره. لماذا لم يفعل البابا شيئاً طوال تلك المدة التي ذقنا خلالها الويلات وقتل فيها شبابنا في الشوارع وسفكت دماؤهم على الإسفلت؟
لماذا هذا التمييز؟ هل كان المسيح ينادي بالتمييز؟ هل كان المسيح يحب طبقة الأغنياء والمرفهين ويكره المحرومين والفقراء؟
واجبات البابا والمسيحية في الدفاع عن المظلومين
إن المسيحية الحقيقية هي ليست كذلك. فلقد أمر المسيح (عليه السلام) بنصرة المظلومين والوقوف في وجه المستكبرين كما يفعل المسلم تماماً. بينما نرى البابا اليوم لا يولي أدنى اهتمام بأولئك الفتية الذين يتعرضون في هذه اللحظة لأشد أنواع العذاب وأقسى أشكال الأسر. لماذا لم ينتقد البابا أولئك الذين يرتكبون باسم المسيحية كافة أنواع الجرائم؟ كيف يمكنني أن أنظر في وجوه هؤلاء الفتية المظلومين وماذا سأقول لهم؟
إن الشعب لا يقبل أن أؤيدكم أيها البابا لأنكم لا تتفوهون بكلمة ضد المستكبرين والظلمة، ولا تعيرون إهتماماً لمن يتعرض للظلم والتعذيب من أبنائنا بينما تسارعون في نفس الوقت لأرسال المبعوثين والرسل للدفاع عن مجموعة من الجواسيس.
وبالنسبة للمدارس فإن التحقيقات التي أجراها المختصون أثبتت أنها ليست بمدارس حقيقية بل تحولت إلى مراكز لإدارة أمور أخرى.
هل نحن نعارض العلم؟ هل نعارض التعليم؟ وهل نحن نعارض المدارس؟
هل عارضنا مدارس المسيحيين والزرتشتيين واليهود سابقاً؟
طبعاً إن تحولت هذه المدارس عن هدفها واتخذت مسيراً آخر فلن نتمكن من تحمل وجودها حين إذٍ، إني أدعو البابا للإطلاع على حقيقة هذه المدارس من خلال إرسال المبعوثين والوقوف عن كثب على حقائق الأمور.
عليكم أيها البابا أن تغييروا نظرتكم للأمور كرجل دين والإستفسار عن سبب تعرض المظلومين من الشباب لأقسى أنواع التعذيب في السجون الأمريكية.
لماذا لم نسمع حتى الآن كلمة تضامن وتأييد مع شبابنا المعتقلين في أمريكا أو تنديد للظلم الذي يتعرض له بعض الأمريكيين أنفسهم في أمريكا؟
بلّغوا البابا تحياتي واطلبوا منه أن يغير نهجه هذا. عليه أن يدعم المظلومين ويساند المحرومين ويقف إلى جانب شبابنا وبناتنا والمعتقلين في أمريكا. ويجب أن يصدر أوامره بفك أسرهم وإطلاق سراحهم.
لن نسمح بعودة أمريكا إلى هنا ثانية حتى ولو كلفنا ذلك كل أرواحنا وأنفسنا لأن عودتها إلى هنا تعني احتلالنا وظلمنا وتعذيبنا.
على أمريكا أن تدرك بأن الماضي قد ولى ولا يمكن لها أن تدخل إيران ثانية. ويجب على البابا أن يوصي أمريكا بأن لا تتصرف بهذه الطريقة من الجشع والتسلط على البشر. فالناس هم عباد الله ولا يحق لأحد أن يعاملهم بهذه الطريقة ويظلمهم كل هذا الظلم.
آمل أن يعمل البابا بواجباته ووظائفه الدينية ويمنع الأمريكان من إرتكاب الجرائم.
لقد وقفنا في وجه أمريكا ولن نسمح لها بالعودة إلى وطننا هذا ولن نسمح بالدخول لكل من يرتبط بها، وسيدافع الشعب عن حقه ولن يرضخ للظلم والتسلط أبداً.
والسلام على من إتبع الهدى
* صحيفة الإمام، ج13، ص: 58-60
1- البابا يوحنا بولس الثاني، زعيم الكاثوليك في العالم.
2011-05-23