الموضوع: القضاء على التبعية الفكرية للغرب والعودة إلى الثقافة الإسلامية
نداء
المخاطب: الشعب الجزائري
عدد الزوار: 129
التاريخ: 8 آبان 1358 هـ. ش/ 8 ذي الحجة 1399 هـ. ق
المكان: قم
المناسبة: تهنئة الشعب الجزائري في الذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال الجزائر
المخاطب: الشعب الجزائري
بسم الله الرحمن الرحيم
أتقدم بأطيب التحيات باسمي وبإسم الشعب الإيراني النبيل إلى الشعب الجزائري الشقيق بمناسبة اطلالة الذكرى الخامسة والعشرين لتحرير الجزائر الشقيق من سلطة الإستعمار الظالم المتبجح بالمدنية والتحضر.
إن شعبنا ذاق مرارة الهيمنة الاجنبية والناهبين الدوليين ولا سيما الهيمنة الأمريكية ولذلك فهو يعي حجم المرارة التي عانيتم منها أيها الأخوة، وإن الأخوة الإيمانية تفرض علينا أن نشارك الشعب الجزائري الأبي والشعوب الإسلامية العزيزة الأخرى، في أفراحهم وأحزانهم.
إني آمل أن يدرك المسلمون ونحن على اعتاب القرن القادم، منشأ مشاكلهم ويتحرروا من قيود المستعمرين، بالوحدة والاتكال على الله والإنضواء تحت راية الإسلام الخفاقة.
على المسلمين الذين عانوا من الويلات، وذاقوا مرارة الظلم والهيمنة والخداع الغربي، أن يبحثوا عن حلول مناسبة من خلال الاتحاد والانصهار في بوتقة الإسلام والتوكل على الله عزوجل.
وعلى الدول الإسلامية بذل الجهود والمساعي الكافية للتخلص من التبعية للغرب والعودة إلى الأصالة وإدراك الثقافة الإسلامية الغنية التي ألهمنا إياها الوحي الإلهي، ونقلها إلى الآخرين.
ينبغي على الشرق وأفريقيا العزيزة، القارة التي استفاقت على ترانيم النهضة الإسلامية الوطنية والقيام الدامي للشعب الجزائري البطل، وتحررت دولها الواحدة تلو الأخرى من براثن امريكا وبقية القوى الإستعمارية؛ النهوض والاعتماد على كوادرها والوقوف على أقدامها بثبات، ومحاربة الثقافة المستوردة بشدة. على جميع الدول الأفريقية والآسيوية وكافة الدول الخاضعة لهيمنة الاستعمار في القارات الأخرى، أن تدرك أن كل ما تصدّره الدول المتغطرسة الغربية منها والشرقية لا سيما أمريكا للدول المستضعفة فيه الكثير من الشر والضرر بالمقارنة مع فوائده الضئيلة. إن من واجب الدول الإسلامية ومنها إيران، وبناءً على ما يمليه عليها الواجب الإسلامي، ان تقدم الدعم والمساندة لكافة الدول النامية والمستضعفة والمناضلة ضد الاستعمار. ومن واجب الدول الإسلامية أن تقف في وجه إسرائيل الغاصبة التي تقف وراء كل مشاكلنا المعاصرة، وأن تدافع عن القضية الفلسطينية واللبنانية بكل ما أوتيت من قوة. كما ينبغي لها مساندة الحركات التحررية العالمية. وإننا ندين المؤامرة المصرية والأمريكية والإسرائيلية في سحق ثورة الشعب الفلسطيني المجاهد.
أيها القادة والرؤساء المجتمعون حالياً في الجزائر الحبيبة! فلنتحد جميعاً ولنقطع دابر المجرمين في الشرق والغرب خاصة أمريكا، ولنزيل اسرائيل من الوجود، ولنعيد الحق إلى الفلسطينيين أصحابه الحقيقيين.
أسأل الله تعالى صحوة المسلمين واتحاد كلمتهم، وعظمة الدول الإسلامية.
والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج10، ص: 288-289
2011-05-10