دليلك إلى أشهر النور
فضل شهر رجب وأعماله
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ وَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ الشُّهُورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
عدد الزوار: 115
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ وَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ الشُّهُورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
في البدء كلمة
نودي فيكم بالرحيل فقوموا
شمّروا عن سواعد الجِد والعمل
فما الدنيا إلا ظِل زائل وسَرابٌ حائل
غداً تَتكشف الأستار وتُبدل الأرض غيرَ الأرض
غداً يعود شَريطُ الذكريات يقلّبُ هُنيهاتِ العُمر القصير
وما عسى لسَيّل الدمع أن يُطفئ من سَعير النار
ها هوَ موسم السعي قد حان
ففيه للعقل نصيبٌ من عِلم
وللبدنِ نصيبٌ من نَصَبِ العبادة وظمأ الصيام
وللقلبِ نصيبٌ من اللوعة والشوقِ والحنين.
ولسانُ حالِ الغافلِ: أما آن لكَ يا قلبُ أن تَستيقظ؟
أما آن لبئر الدنيا أن يبلغ القعر؟
آما آن للنور أن يغزوَ عتمة العقل وَيَغمُر ظُلماتِ القلب
أما آنَ لشَفتيك أن تَلهَجَ: "..اللهم هب لي قلباً أشد رهبة لك من قلبي وَلساناً أدوم لك ذكراً من لساني وَجسماً أقوى على طاعتك وَعبادتك من جسمي.." 1
لعلّ البابَ يُفتحُ ولوَ بعد حين..
فما عَلمنا من أهلِ هذهِ الدارِ صدّا
وعلى عَقْدِ بابها كُتِبَ بماء الوَرد: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾2
رجب، شعبان وشهر رمضان المبارك
بين أيديكم أدلة أعمال خاصة بهذه الأشهر تعطي للعبادة حقها وللروح نصيبها من الاهتمام بين زحمة مشاغلكم اليومية..
في عالم بات يئن من قسوة المادة وهيمنتها على منطق الروح والقيم والفضائل الإنسانية.
وأنتم تقلبون أوراق هذه الأدلّة تذكروا:
في أمهات الكتب العبادية أوراد وعبادات تفوق عدد الدقائق والثواني الموجودة في الأشهر الثلاث ولكننا اخترنا لكم كمثل ما يغترف نورس بمنقاره من بحر.
وقد تركنا لكم حرية الاختيار والانتقاء من هذه الباقة بما يتناسب مع خصوصياتكم الشخصية وَالعملية..
فما المقصود إلا أن يأخذ المرء زهرة من بستان ودرهما من قنطار تكون بها نجاته في غد يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا..
هي دعوة صادقة للعمل والسعي وهمسة في أذن من كان حيا أوَألقى السمع وهوَشهيد.
"فعلى بركة الله نقلب صفحات هذه الأدلّة وكلنا أمل أن نكون حرفاً بين شفاهكم في ساعة إفطار أوَلحظة مناجاة أوَهدأة ليل والله من وراء القصد.."
لحظة تأمل إسأل نفسك التالي
- هل كان صيام أشهر النور الماضية شفيعاً لك
- ما هوَ أنفع عمل في أشهر النور الماضية ترجوه عند الله
- ما هوَأخوف عمل فعلته في أشهر النورمن السنة الماضية
- بماذا استفتحت أشهر النورفي السنة الماضية
- بماذا ختمت أشهر النور في السنة الماضية(آخر ساعة قبل صلاة الفجر)
- لوَكتب لك أن تعود لأشهر النور الماضية ما هوَأول عمل تتمنى أن تفعله
- ما هوَأثر أشهر النور الماضية عليك وعلى من حولك
- إلى متى استمر أثر أشهر النور الماضية عليك
في هذا العام ما هي خطتك الخاصة بأشهر النور؟
- وضع (الخطة) يعني وصف المستقبل الذي نريد الوصول إليه
- الخطة تمكننا من بلوغ النقطة الأبعدالتي نرغب بالوصول إليها
- الخطة الواضحة تحفز الروح والعقل والجسم على العمل
- الخطة يجب أن تكون حماسية ومشرقة وواقعية ومشبعة بالأمل
- الخطة مصدر الهام وتحفيز وخلق للالتزام الفردي
- الخطة تحضّر وتروّض الروح لاختيار الأمور الأكثر أهمية والاعتناء بها
الآن، ما هي خطتك بخصوص أشهر النور هذا العام
إلى أين ستصل؟
اكتب العناوين العريضة في خطتك وأحتفظ بها في مكان بارز
إرشاد نبوي
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ فِي جُمْلَةِ كَلَامٍ لَهُ: أَلَا فَاعْمَلُوا الْيَوْمَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَعِدُّوا الزَّادَ لِيَوْمِ الْجَمْعِ يَوْمِ التَّنَادِ وَتَجَنَّبُوا الْمَعَاصِيَ،
بِتَقْوَى اللَّهِ يُرْجَى الْخَلَاصُ.
فَإِنَّ مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَوَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ الشُّهُورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَانَ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شُهُودَهُ بِتَعْظِيمِهِ لَهَا.
وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا رَجَبُ وَيَا شَعْبَانُ وَيَا شَهْرَ رَمَضَانَ كَيْفَ عَمَلُ هَذَا الْعَبْدِ فِيكُمْ كَانَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ؟
فَيَقُولُ رَجَبُ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ يَا رَبَّنَا مَا تَزَوَّدَ مِنَّا إِلَّا اسْتِعَانَةً عَلَى طَاعَتِكَ وَاسْتِعْدَاداً لِمَوَادِّ فَضْلِكَ وَلَقَدْ تَعَرَّضَ بِحَمْدِهِ لِرِضَاكَ وَطَلَبَ لِطَاقَتِهِ مَحَبَّتَكَ.
فَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ الشُّهُورِ مَاذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الشَّهَادَةِ لِهَذَا الْعَبْدِ؟
فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا صَدَقَ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ، مَا عَرَفْنَاهُ إِلَّا مُقْبِلًا فِي طَاعَتِكَ مُجْتَهِداً فِي طَلَبِ رِضَاكَ صَائِراً فِيهِ إِلَى الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ.
وَلَقَدْ كَانَ بِوُصُولِهِ إِلَى هَذِهِ الشُّهُورِ فَرِحاً مُبْتَهِجاً، وَأَمَلَ فِيهَا رَحْمَتَكَ وَرَجَا فِيهَا عَفْوَكَ وَمَغْفِرَتَك،َ وَكَانَ عَمَّا مَنَعْتَهُ فِيهَا مُمْتَنِعاً، وَإِلَى مَا نَدَبْتَهُ إِلَيْهِ فِيهَا مُسْرِعا.
لَقَدْ صَامَ بِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَرْجُوَ دَرَجَةً، وَلَقَدْ ظَمِئَ فِي نَهَارِهَا وَنَصَبَ فِي لَيْلِهَا، وَكَثُرَتْ نَفَقَاتُهُ فِيهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ، وَعَظُمَ أَيَادِيهِ وَإِحْسَانُهُ إِلَى عِبَادِكَ.
صَحِبَهَا أَكْرَمَ صُحْبَةٍ، وَوَدَّعَهَا أَحْسَنَ تَوْدِيعٍ، أَقَامَ بَعْدَ انْسِلَاخِهَا عَنْهُ عَلَى طَاعَتِكَ، وَلَمْ يَهْتِكْ عِنْدَ إِدْبَارِهَا سُتُورَ حُرْمَتِكَ، فَنِعْمَ الْعَبْدُ هَذَا.
فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْمُرُ اللَّهُ بِهَذَا الْعَبْدِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَتَلَقَّاهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْحِبَاءِ وَالْكَرَامَاتِ، وَيَحْمِلُونَهُ عَلَى نُجُبِ النُّورِ وَخُيُولِ الْبُلْقِ، وَيَصِيرُ إِلَى نَعِيمٍ لَا يَنْفَدُ وَدَارٍ لَا تَبِيدُ، وَلَا يَخْرُجُ سُكَّانُهَا، وَلَا يَهْرَمُ شُبَّانُهَا، وَلَا يَشِيبُ وِلْدَانُهَا، وَلَا يَنْفَدُ سُرُورُهَا وَحُبُورُهَا.3
هل لديك شعار في أشهر النور؟
- ضع شعاراً عبادياً تحفيزياً لك في أشهر النور
- كل مؤمن في هذه الأشهر مدعو لأن يكون لديه شعارٌ عباديٌ أو سلوكي
- هذا الشعار يساعدنا على إذكاء الدوافع بداخلنا لزيادة سعينا
- ليكن شعارك في هذه الأشهر: الورع عن محارم الله
أَنْظِرُوا هَؤُلَاءِ حَتَّى يَصْطَلِحُوا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَبُّ، وَشَهْرُ شَعْبَانَ تَتَشَعَّبُ فِيهِ الْخَيْرَاتُ، وَفِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ تُغَلُّ الْمَرَدَةُ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَيُغْفَرُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لِسَبْعِينَ أَلْفاً، فَإِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ غَفَرَ اللَّهُ لِمِثْلِ مَا غَفَرَ فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ، إِلَّا رَجُلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْظِرُوا هَؤُلَاءِ حَتَّى يَصْطَلِحُوا. 4
مرتكزات عملك في أشهر النور
- تعزيز العلاقة بالقرآن الكريم
- تعزيز العلاقة بالنبي وأهل بيته عليهم السلام
- تعزيز العلاقة بالمسجد
- التحلي بمكارم الاخلاق
- كثرة ذكرالآخرة والموت
- تنمية حس التعاطف الانساني
- بناء الارادة من خلال الصوم والعبادات
- استثمار الوقت وتنظيم الذات
- تعزيز المناعة الايمانية اتجاه المحرمات
- التركيز على الصوم(السعي لصوم رجب ووصله بشهر شعبان) أوَالاكثار من الصوم قدر المتيسر
- التركيز على الأذكار الخاصّة بكل شهر(الاستغفار في رجب-الصلاة على النبي وآله في شعبان- كثرة الاستغفار والدعاء في شهر رمضان)
- التركيز على الادعية والمناجاة المنصوص عليها في الاشهر الثلاث(أذكار ما بين الصلاتين في رجب- صلاة شجرة النبوة والمناجاة الشعبانية في شعبان- دعاء الافتتاح وأدعية التعقيبات في شهر رمضان)
- تغيير سلوكنا اليومي ونمط الحياة بشكل عام تحضيراً لشهر رمضان المبارك
مشوشات أشهر النور
المشوشات هي الأمور التي تؤثر سلباً على سعيك للاستفادة من بركات أشهر النور:
- معرفتك للمشوشات التي أثرت على أشهر النور الماضية سوف يساعدك على الوقاية من الوقوع فيها بإذن الله في هذا العام
- اكتب قائمة بتلك المشوشات
- اكتب الأشخاص الذين لَو جالستهم جلبوا عليك تلك المشوشات
- فكر وَاستشر آخرين تثق بهم في كيفية التغلب على تلك المشوشات
- استعن بالله.. ثق بقدراتك....توكل على الله
كيف تتخلص من المشوشات
- الاستعاذة
- النية الصادقة
- تجنب المشوشات (العادات السيئة ومضيعات الوقتلا سيما السهرات العبثية...)
- عدم اليأس من روح الله
- الصحبة الصالحة
- المحافظة على الأوراد
- الدعاء
- التركيز الدائم على الخطة التي وضعتها للأشهر
علاقاتك في أشهر النور
1- عزّز علاقتك بهؤلاء خلال أشهر النور:
- القرآن الكريم كمنهج حياة وسلوك.
- النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام كقدوات صالحة.
- امام زمانك عجل الله تعالى فرجه الشريف كرقيب على أعمالك.
- ولي أمر المسلمين كمرجع وقائد ومرشد.
- أهل التقوى والصلاح كمعينين لك على أمر آخرتك.
2- لاتنس هؤلاء من دعائك!
- الإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.
- الإمام الخميني قدس سره.
- ولي أمر المسلمين الامام الخامنئي دام ظله.
- سيد المقاومة حفظه الله.
- الشهداء.
- العلماء.
- المجاهدون في سبيل الله.
- الأسرى.
- الأهل.
- الأقارب.
- الجيران.
- الاخوة و الاصدقاء.
- من لهم فضل عليك.
- الأموات والأرحام المنسيين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله خياراً من كل ما خلقه..وأما خياره من الشهور فرجب وشعبان وشهر رمضان..وإن الله عزّ وجل ينزّل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزّل في سائر الشهور"5
* دليلك إلى أشهر النور، إصدار جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.
1- دعاء غرة رجب - إقبالالأعمال ص:621
2- الأعراف – آية 53
3- مستدركالوسائل، ج 26، ص 545.
4- وسائلالشيعة, ج 18, ص 315
5- مستدرك الوسائل، ج11، ص432.