التاريخ 12 خرداد 1358 هـ. ش/ 7 رجب 1399 هـ ق
المكان: قم
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
بحلول 15 خرداد تتجدّد خاطِرَةُ هذا اليوم التاريخية المحزنةُ الباعثة على الحماسة.
ففي ذلك اليوم خُضِّبَ زهاءُ خمسة عشر ألفاً من شعبنا المظلوم المضطهد بدمائهم.
وهو اليوم الذي لاحت فيه طليعة الثورة الإسلامية لهذا الشعب الشجاع الغيور، وهي الثورة العظيمة التي حدثت قبل خمسة عشر عاماً إثر قيام رجال الدين الملتزمين المسؤولين على محمد رضا بهلوي الذي تجلّت مخالفته للإسلام العزيز، وازدادت تجلّيا، فنهض رجال الدين اعتراضاً عليه عصر عاشوراء إثر حادثة مُزعجة، وتعاظم موج الاعتراض الإسلاميّ الإنساني، وبلغ أوجَه، فامتدّت يد الاستعمار النجسة من كُمّ الملك المخلوع، وخطَّت غائلة 15 خرداد الموافق للثاني عشر من المحرَّم بآلَم ما يكون.
ياللمحرم من شهر مفعم بالغوائل، ويا له من شهر دامٍ، وياله من شهرٍ باعثٍ على الملاحم.
فهو الشهر الذي حطَّم الجهاز الملكيّ لبني أُميَّة، والشهر الذي طوى 2500 سنة من سلطان الجناة.
ولن ينسى شعبنا شهر المحرّم الشاهد على قتل الجبابرة الذريع الوحشيّ، ولا 15 خرداد الذي هو مطلع ثورة رجال الدين الإسلامية.
قامت النهضة من حوزة قمّ العلمية مركز الفقاهة الصادقة، وسرتِ الشرارة إلى بقية الحوزات العلمية والجامعات، واستوعبت طبقات الشعب العظيمة في طهران وبقية المدن، وجذبت الجميع إلى ميدان الكِفاح.
وفي السنوات الأخيرة التي توالتْ فيها الحوادث اجتثَّ فيها الشعب العظيم الوجود البهلويّ من جذوره بهتافِه للإسلام وتكبيره ونور إيمانه ووحدة كلمته.
وشعبنا يعتزّ بهذا اليوم، وأنا اعلن 15 خرداد يوم حداد عامٍّ إلى الأبد، وإكراماً لذكرى شهدائه نحضر مجلس تأبين لهم في المدرسة الفيضيّة على أمل أن يُجتثّ ما بقي من جذور الاستعمار وعروقه العفنة بإرادة الله المتعال، وتستقرّ في بلادنا الجمهورية الإسلامية المبنية على أحكام القرآن المجيد النورانية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسويّ الخمينيّ
*صحيفة الإمام، ج8، ص: 47
2011-05-01