الموضوع: سرّ النصر الفوز بالشهادة
خطاب
الحاضرون: جمع من الزعماء الفلسطينيين جمع من مسلمي ليبيا والعراق ومصر والمجاهدين العرب الايرانيين
عدد الزوار: 83
التاريخ 17 فروردين 1358 هـ.. ش/ 8 جمادى الاولى 1399 هـ.. ق
المكان: قم المقدسة
الحاضرون: جمع من الزعماء الفلسطينيين جمع من مسلمي ليبيا والعراق ومصر والمجاهدين العرب الايرانيين
بسم الله الرحمن الرحيم
سرّ انتصار الثورة الاسلامية
اشكر السادة على مقدومهم من مناطق بعيدة لتفقدنا وتفقد شعبنا.
قبل ان تكون ثورة شعبنا ثورة انسانية هي ثورة اسلامية وانسانية، الانسانية التي يؤمن بها الاسلام نحن لم نتمكن من التغلب على تلك المشاكل والمصائب التي حلت بنا بقدرتنا الطبيعية، لان قدرتنا وطبقا لما تفرضه الطبيعة، قدرة ضئيلة للغاية في مقابل القوى العظمى كامريكا والشاه المخلوع بما يملكونه من معدات واسلحة.
لقد انتصرنا عليهم، وانتصر شعبنا في هذه الثورة لانه توكل على الله. لقد حصل لشعبنا تحول كبير لا سابقة له، والى الحد الذي جعله يعتبر الشهادة فوزا عظيما.
ان بعض الشبان ما زالوا يأتون الينا ويطالبونني بالدعاء لهم بالفوز بالشهادة! هذا هو سر الانتصار الذي جعل المسلمين في صدر الاسلام ينتصرون. بهذا السر انطلق شعبنا وبهذا السر تستطيع الشعوب التقدم.
طريق تحرر الشعوب
لا تتوقعوا ان تقوم الحكومات بعمل لصالحكم. لقد نصحت الحكومات العربية لاكثر من 15 عاما وحثثتهم على الوحدة لانقاذ القدس، إلا ان ذلك لم يؤثر فيهم مطلقاً، لان مثل هذه الامور لا تخطر على بالهم ابدا وهم اذا ما تحدثوا حول عن ذلك فحديثهم يشبه الى حد كبير الاحاديث التي كان يتبجح بها الشاه المخلوع فيما يتعلق بالتقدم والحضارة الكبرى؟!!
فهؤلاء لا يخطر على بالهم التفكير بالشعوب، وعلى الشعوب ذاتها ان تفكر بمصالحها. ولو تقرر ان نقف بانتظار ما تقوم به الحكومات من أجلنا لبقينا على حالنا من التخلف ولبقي الشاه المخلوع يحكمنا. لقد واجهنا نحن بقوة الايمان التي تحققت لشعبنا، واجهنا تلك القوى وانتصرنا بحمد الله وقضينا عليهم.
اذا اردتم التغلب على مشاكلكم، اذا اردتم انقاذ القدس وانقاذ فلسطين وانقاذ مصر وسائر الدول العربية من ايدي هؤلاء العملاء ومن ايدي الاجانب، فان على الشعوب ان تنهض، على الشعوب ان تقوم بهذا الامر وان لا تبقى بانتظار قيام الحكومات بذلك، فتلك الحكومات لا تتحرك الا لما يحقق مصالحها.
الشهادة سر النصر
على الشعوب ان تثور، على الشعوب ان تدرك ان سرّ النصر يكمن في تمني" الشهادة"، وفي الاعراض عن الحياة المادية والدنيوية والحيوانية. انه السر الذي يمكّن الشعوب من التقدم السر الذي اشار اليه القرآن وجعل العرب، أضعف الناس آنذاك، يبسطون سيطرتهم على بقاع كثيرة.
لقد صاغ القرآن الانسان، صاغ انسانا إلهيا يمكنه الانطلاق بقدرة إلهية والتغلب على أقوى الامبراطوريات في اقل من نصف قرن.
علينا ان نعثر على هذا السر، علينا ان نتبع القرآن، ينبغي ايجاد الانسان القرآني، وعلى الشعوب ان تستلهم القرآن حتى تتمكن من التقدم.
ولو ان الشعوب ارادت انتظار النتائج من الالاعيب السياسية، والاجتماعات العادية والجلسات التي تعقدها المحافل السياسية، فانهم لن يحققوا شيئا ابدا.
على الجميع ان يتوحدوا ويصبحوا نموذجاً للانسان الالهي المجاهد في سبيل الله، فاذا اصبحوا كذلك سيتقدمون.
انني اوصي كافة الشعوب والمسلمين والعرب الراغبين في التغلب على مشاكلهم ان يتربوا تربية اسلامية وان يتحركوا طبقا لنهج الإسلام وان يكون القرآن هاديهم وامامهم. اذا اصبحت الامور كذلك فانهم سيتغلبون على كافة العقبات. وفي غير ذلك واذا ارادوا التحرك طبقا للموازين العادية والمعادلات السياسية فان الحكومات مسلطة عليهم والشعوب لن تحقق شيئا يذكر.
الاقتداء بمسلمي صدر الاسلام
اسأل الله تبارك وتعالى ان يوقظنا بمشيئته وان يجعلنا كمسلمي صدر الاسلام، ويجعل الشعوب مثل شعب صدر الاسلام الذي تحلى بالايمان الصادق وانتهل من القدرة الايمانية الخالصة وتحلى بالقدرة الاسلامية، فانتصر.
بضعة آلاف تمكنوا من التغلب على امبراطورية تفوق المسلمين عدة وعدداً. لقد كان لديهم اكثر من ضعف عدد المسلمين ومع ذلك تمكن المسلمون من الانتصار عليهم! ولم يكن ذلك إلا بالايمان. وفي ايران حصل الشيء نفسه وتقدمت ايران لتتغلب على القوى العظمى.
ادعوا الله تبارك وتعالى ان يمنّ علينا بالتوفيق كي نتمكن من اداء مسؤولياتنا الدينية والانسانية. اخيرا اشكركم مرة اخرى ان شرفتمونا بالزيارة.
وفي معرض رده على ما اعرب عنه احد الضيوف الاجانب من شكر وتهنئة بانتصار الثورة قال الإمام الخميني:موفقون ان شاء الله. لا شك ان على المسلمين التكاتف فيما بينهم، عليهم ان يكونوا يدا واحدة وان يلتزمون بمسؤوليتهم الاسلامية والانسانية وسيمنّ الله بالتوفيق على الجميع، موفقون ان شاء الله، مسددون ان شاء الله، ان شاء الله.
*صحيفة الإمام، ج6، ص: 396
2011-04-30