علائم ظهوره، ما هي؟
الإمام المهدي (عج)
إذا كان للإمام الغائب، ظهوراً بعد غيبة طويلة، فلا بدّ من أن يكون لظهوره علائم وأشراط، تخبر عن ظهوره، فما هي هذه العلائم؟الجواب:إنّ ما جاء في كتب الأحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين:قسم هو من أشراط الساعة وعلامات دنو القيامة.وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر.
عدد الزوار: 118
إذا كان للإمام الغائب، ظهوراً بعد غيبة طويلة، فلا بدّ من أن يكون لظهوره علائم وأشراط، تخبر عن ظهوره، فما هي هذه العلائم؟
الجواب
إنّ ما جاء في كتب الأحاديث من الحوادث والفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين
قسم هو من أشراط الساعة وعلامات دنو القيامة.
وقسم هو ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر.
وربما وقع الخلط بينهما في الكتب، ونحن نذكر القسم الثاني منهما، وهو عبارة عن أُمور عدّة، منها
1- النداء في السماء.
2- الخسوف والكسوف في غير مواقعهما.
3- الشقاق والنفاق في المجتمع.
4- ذيوع الجور والظلم والهرج والمرج في الأُمّة.
5- ابتلاء الإنسان بالموت الأحمر والأبيض.
6- قتل النفس الزكية.
7- خروج الدجال.
8- خروج السفياني.
وغير ذلك مما جاء في الأحاديث الإسلامية1.
هذه هي علامات ظهوره، ولكن هناك أُموراً تمهّد لظهوره، وتسهّل تحقيق أهدافه نشير إلى أبرزها:
1- الاستعداد العالمي: والمراد منه أنّ المجتمع الإنساني "بسبب شيوع الفساد" يصل إلى حدّ، يقنط معه من تحقق الإصلاح بيد البشر، وعن طريق المنظمات العالمية التي تحمل عناوين مختلفة، وأنّ ضغط الظلم والجور على الإنسان يحمله على أن يذعن ويقرّ بأنّ الإصلاح لا يتحقق إلاّ بظهور إعجاز إلهي، وحضور قوة غيبية، تدمر كل تلك التكتلات البشرية الفاسدة، التي قيّدت بأسلاكها أعناق البشر.
2- تكامل العقول: إنّ الحكومة العالمية للإمام المهدي عليه السَّلام لا تتحقق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء، وإنّما تتحقق برغبة الناس إليها، وتأييدهم لها، لتكامل عقولهم ومعرفتهم.
يقول الإمام الباقر عليه السَّلام في حديث له يرشد فيه إلى أنّه إذا كان ذلك الظرف، تجتمع عقول البشر وتكتمل أحلامهم: "إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم"2.
فقوله عليه السَّلام: يجمع بها عقولهم، بمعنى أنّ التكامل الاجتماعي يبلغ بالبشر إلى الحدّ الذي يقبل فيه تلك الموهبة الإلهية، ولن يترصد للثورة على الإمام والإنقلاب عليه، وقتله أو سجنه.
3- تكامل الصناعات: إنّ الحكومة العالمية الموحّدة لا تتحقق إلاّ بتكامل الصناعات البشرية، بحيث يسمع العالم كلّه صوته ونداءه، وتعاليمه قوانينه في يوم واحد وزمن واحد.
قال الإمام الصادق عليه السَّلام: "إنّ المؤمن في زمان القائم، وهو بالمشرق، يرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي بالمشرق"3.
4- الجيش الثوري العالمي: إنّ حكومة الإمام المهدي عليه السَّلام: وإن كانت قائمة على تكامل العقول، ولكن الحكومة لا تستغني عن جيش فدائي ثائر وفعال، يمهّد الطريق للإمام عليه السَّلام، ويواكبه بعد الظهور إلى تحقق أهدافه وغاياته المتوخّاة.
* الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني.مؤسسة الامام الصادق عليه السلام.ج4،ص151-153
1- لاحظ في الوقوف على هذه العلائم: بحار الأنوار، ج 52، الباب 25، ص 181-308. كتاب المهدي، للسيد صدر الدين الصدر (م 1373). ومنتخب الأثر، ص 424-462.
2- منتخب الأثر، ص 483.
3- منتخب الأثر، ص 483.