يتم التحميل...

الموضوع: غياب الاسلام في نظام الشاه‏

نداء

المخاطب: رابطة الاتحادات الاسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا

عدد الزوار: 157

التاريخ: 4 مرداد 1356 هـ. ش/ 9 شعبان 1397 هـ. ق‏
المكان: النجف الأشرف‏
المخاطب: رابطة الاتحادات الاسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم‏

اتحاد الجمعيات الاسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا:

وصلت الرسالة الكريمة ... كان ما خاطبتُ به الجميع والطبقة الشابَّة والعلماء الأعزاء خاصّة هو الاهتمام الخاص بوحدة المسلمين وتضامنهم، داخل البلاد وخارجها. وأنا شاكر لوفاء الاتحادات الاسلامية خارج البلاد والطبقة الشابّة داخل البلاد وخارجها؛ للأهداف الاسلامية التي تكفل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة الى الأبد. يجب ألّا يفتر السادة عن مقاصدهم السامية بنفاق الأوباش وعملاء الاجانب، ولن يكون ذلك بالتأكيد.

واجه الاسلام أمثال هذه العناصر على مرّ التاريخ، وفئة المنافقين كانت منذ صدر الاسلام حتى الآن وصمة عار، إذ سعت الى ابعاد المسلمين الحقيقيين عن طريق الحق بالحيلة والتظاهر بالإسلام.

وفي عصرنا الحاضر بات التظاهر بالاسلام طليعة أساليب شاه ايران وأعوانه عبدة المنافع لمحو الاسلام وأحكامه السامية، وما يؤسف عليه أن هذا التظاهر القاتل للاسلام أضحى ذريعة لطلاب الراحة النفعيين الذين يريدون الفرار من تحمّل المسؤولية، غافلين عن أن كيدهم غير خاف على الله- سبحانه وتعالى- وعباده الواعين المخلصين. فالمتظاهرون بالإسلام يضيّعون أحكام الاسلام الواحد بعد الآخر، ويمحون تاريخ الاسلام الحافل بالمفاخر، ليحلوا محلَّه تاريخ الظلمة والمتجبّرين الشائن. ففي ايران يتظاهر «1» بالاسلام، وفي المقابلات التي يجريها في الخارج، يزعم أنّ الدين لا دور له في الدولة!

فمع وجود هذا العنصر الخبيث على رأس السلطة لا دور للدين، ولو كان للدين دور لأخرب قصور هذه العناصر الطامعة الناهبة على رؤوسها. ولو كان للدين دور لاجتثّ هذا النظام الفاسد الخائن للشعب والاسلام. ليس للاسلام دور في حكومتك التي وضعت كل ثروات البلاد في اختيار أعداء الاسلام لتعيش أياماً ذليلة.

ليس للدين دور حيث تنتصب القصور التي تناطح السحاب لثلّة من أكلة السحت، والى جانبها تقبع أكواخ الفقراء والمساكين والمؤمنين.

ليس للدين دور إذ يقبع علماؤه المحترمون في غياهب السجون والتعذيب، وأبناء الاسلام سواء الجامعيون وطلبة العلوم الاسلامية يعانون الهتك والضرب والشتم والتعذيب. لو كان للدين دور، لما سمح لأمثال ذويك ومقربيك التافهين بسلب حرية طالبات الجامعة وبقية المدارس. لو كان للاسلام دور، لما سمح لأمثالكم، أن تتهامسوا بتغيير العطلة جمعة المسلمين الى عطلة المسيحيين اعتذاراً بالمنفعة. كل مصائبنا في أنه لا دور للاسلام والمذهب في حكومتك.

ومصدر كل المفاسد في مصادرة البلاد على استقلالها. وظهورها بمظهر المستعمرة، وسيادة الاختناق العامّ على نطاق واسع في مختلف أنحاء البلاد، ومل‏ء السجون من الناس الأحرار، وفقدان أسباب العيش الأولية وسلب ثروات البلد، وإحكام اسرائيل قبضتها على الأسواق، وعدم فسح المجال للتجّار غير اليهود كل ذلك من أنّ الدين لا دور له لدى الشاه وحكومته.

وواجبكم الآن، انتم الفئة المثقفة والشابة وبقية فئات الشعب من كلّ صنف وشغل أن تسعوا ليجد الدين دوره. وبوحدة الكلمة ونبذ الاختلافات الموسمية وبالنضال السلبي الإيجابيّ في حينه يتسنى جعل الدين ذا دور وتوجيه صفعة محكمة لأبواق أصحاب القصور ومرتزقتهم. أسأل الله- تعالى- إصلاح أمور المسلمين، والتوفيق لخدمة الاسلام والمسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

9 شهر شعبان المعظم 97
روح الله الموسوي الخميني‏


*  صحيفة الإمام، ج‏3، ص: 204-205

2011-04-27