الموضوع: ارتكاب المذابح للشعب المسلم، وجوب هروب الجنود من المعسكرات ومواصلة الاضرابات
نداء
المخاطب: الشعب الإيراني
عدد الزوار: 162
الموضوع: ارتكاب المذابح للشعب المسلم، وجوب هروب الجنود من المعسكرات ومواصلة الاضرابات
التاريخ 11 آذر 1357 هـ. ش./ 1 محرم 1399 هـ ق.
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
المناسبة: حلول شهر محرم
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
أول محرم 1399
مرة أخرى امتدت يد الشاه المجرمة من كمّ الحكومة العسكرية المتمرّدة الخائنة ليريق دماء الشعب الإيراني على أعتاب شهر محرم، شهر مواجهة الإسلام والحق والعدالة لجنود الشيطان والطاغوت، فها هم السفّاكون المصّاصون للدماء واللصوص المغيرون والناهبون البائعو الوطن يبدؤون هجوماً وحشياً على ابناء القرآن والإسلام، والجيل الوطني الصاعد للشعب الإيراني الشريف، ليحصدوا جيل الانسانية الفتي بالرشاشات والمدافع والدبابات.
وآلمت روحي حتى هذه الساعة إلا الأخبار المحزنة في انحاء إيران العزيزة، فما مرّ يوم من محرم، فأخبار هذه الليلة واليوم تشهد على أبعاد جرائم الشاه والحكومة المتجبرة، كما تدل على شجاعة الشعب الغيور وشهامته التي لا نظير لها.
إن اعداء الإسلام وإيران ومؤيدي النظام اليزيدي انبروا الآن لمواجهة أنصار القرآن والإسلام والأعداء الألداء للنظام الطاغوتي السفياني، وهم يريدون أن يواجهوا الشعارات الإسلامية والحسينية التي تتوخى إحياء الإسلام وتحقيق الحرية والاستقلال واقامة حكم القرآن بدلًا من سلطة الشيطان، وحكومة قانون العدالة في مقابل قانون الغابة، بالرشاشات والمدافع والدبابات التي صُنعت بكدّ الشعب المحروم غافلين عن أن الشعب الذي ثار بوعي ويقظة، واعتبر نهضته الأصيلة واجباً شرعياً الهياً ينظر بسخرية الى هذه الأسلحة الصدئة.
إن هذا الشعب هو شيعة أعظم الرجال في التاريخ الذي أقام نهضة عاشوراء العظيمة بعدد قليل، ودفن الى الأبد الحكام الأمويين في مقبرة التاريخ، سيدفن باقتدائه الصادق بالإمام- عليه السلام- وبدمائه الأسرة الإبليسية البهلوية في مقبرة التاريخ بإذن الله، ويرفع راية الإسلام خفاقة في أنحاء البلاد بل في كل البلدان. إن المذابح الجماعية للمكرمين شهداء الحق هي عار على جبين الشاه الخائن، ومؤيديه في الداخل والخارج، وفخر للشعب الإيراني الكبير الذي وقف إزاء الاسلحة الحديثة بقبضاته، وزلزل دعائم قصور الظلم والجور، وأنا اقدم من بعيد تحيتي اللامتناهية لهذا الشعب العظيم، وأشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وأعلن وفائي لهم.
وأنا أطلب العون من جميع ابناء الانسانية لدعم هذه القضية الانسانية التي ثار شعبنا من أجلها. وأطلب المساعدة من جميع المسلمين في هذه النهضة الإسلامية التي قامت لإنقاذ الإسلام والبلد الإسلامي، وأنصح لأولئك الذين يدعمون الشاه الخائن بسكوتهم القاتل وأعمالهم أحياناً أن ينضموا الى صفوف الشعب المظلوم الذي يضحّي ويقدم دمه في سبيل الإسلام، ويعارضوا أهواءهم النفسية والشيطانية.
وإن الشعب الإيراني لمنتصر سواء استمر الشاه في سلطته غير القانونية بالحراب ام لم يستمر.
لقد سُجِّلت مفاخر شعبنا عند الله العظيم تعالى لقد هزّ ثباتكم يا أعزائي في طريق إحقاق الحق وابطال الباطل شعوب العالم، ووجدت الشعوب المظلومة طريقها بفضل حركتكم، ولقد حصلتم على رضا الله العظيم الذي هو فوق كل شيء.
إني أدعو الجنود في جميع أنحاء البلاد أن يهربوا من المعسكرات، وهذا واجب شرعي وهو ان لا يكونوا في خدمة الظالم، وأن أطلب من آباء المسؤولين وأُمهاتهم وأسرهم أن يمنعوهم من مساعدة الشاه الخائن، وطاعة أصحاب المناصب الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الشاه والأجانب، وأدعو أصحاب المراتب العسكرية أن ينضموا الى شعبهم، وينالوا شرف خدمة المسلمين.
وعليَّ هنا أن أُقدم شكري على هذا الإضراب العام الذي قام في هذه النهضة الإسلامية بدعم من الشعب، فهذه الإضرابات لها دور مهم في تحقيق أهداف الشعب الإنسانية برغم ما فيها من شقاء وصعوبة، فواصلوا إضراباتكم الكبيرة، وشُلّوا نظام هؤلاء الخونة المجرمين، وإن مساعدة هؤلاء الخونة هي عمل محرم ومخالف لرضى الله، وطاعتهم بأي عنوان مخالفة للإسلام ورب الإسلام.
وإن إضراب شركة النفط، ومنع هدر أموال الشعب الهائلة، هو طاعة لله، وأنا أعلن تأييدي لبيان المدرسين الكبار والفضلاء المحترمين في حوزة قم العلمية دامت بركاتهم اليوم تضامن الشعب مع اضرابات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وخاصة شركة النفط، وأنا أيضاً أعلن باعتباري فرداً من هذا الشعب تضامني معهم.
وفي هذه الأحوال الحساسة التي يجب أن يتحدد فيها مصير شعبنا سيكون منبوذاً من قبل قائدنا العظيم إمام العصر عجل الله فرجه الشريف كلُّ من تخاذل، وتملّص من مسؤولية دعم النهضة، وعلى الشعب أن ينبذه، ولا يقبل منه عذراً.
وإذا بادر أحد السياسيين الى الامساك بزمام الحكم مع وجود الشاه الخائن، كان منبوذاً ومعارضاً للإسلام، وعلى الشعب أن ينبذه، فليلزم الانتهازيون أماكنهم، فهم لا يمتلكون قاعدة، واذا ما لم يقع الشاه بيد هذا الشعب الرشيد فإنّ له طريقاً واحداً، وهو اعتزال التجبّر واغتصاب الحكم.
إن مسؤولية المراجع العظام والعلماء الاعلام دامت بركاتهم والخطباء المحترمين في البلاد كبيرة للغاية في هذه البرهة الحساسة، ونحن جميعاً مسؤولون بين يدي الله- تعالى- وإن التخاذل والتساهل هما دعم للنظام الظالم، وهدر لدم المظلوم، وسبب في القضاء على المصالح العليا للإسلام وبلد الإسلام.
وأشكر لجميع الشرائح المحترمة الذين يتأسون في شهر الجهاد هذا بإمام الأمة 1 سلام الله عليه والله معكم، والقرآن الكريم ملاذكم، والسلام على من اتبع الهدى.
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج5، ص: 103
1- الامام الحسين( عَليهِ السَلام).
2011-03-22