يتم التحميل...

عاشوراء وتشخيص الأولويّات

محرم

نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي أمرنا في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه من آل محمّد صلى الله عليه وآله.

عدد الزوار: 185

بسم الله الرحمن الرحيم

عاشوراء وتشخيص الأولويات



نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي أمرنا في غيبته الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين بمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه من آل محمّد صلى الله عليه وآله.

عند دراسة نقاط التراجع في الأمّة الإسلاميّة تظهر نقاط ضعف منها ما يرجع إلى مدى الالتزام بالتكاليف الإلهيّة ومنها عدم الاستعداد للتضحية ومنها غير ذلك.
ولكن حينما ندرس نقاط الضعف تلك في خصوص المجتمع المتديّن نلاحظ عدّة أمور أشار إليها الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي في إحدى كلماته وهي:

1 – الخطأ في تشخيص الدور الأساس المطلوب والإنجرار وراء أولويّات أخرى.
2 – عدم المعرفة الدقيقة لأوضاع العصر.
3 – عدم تحديد العدوّ الرئيسي الذي تكون مواجهته هي الأولى.

وعن السبب الأوّل يقول سماحة الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي: "لقد كان تشخيص الوظيفة الأصليّة دائماً أحد نقاط الخلل والضعف في حياة المسلمين في العصور المختلفة". كما طبّق سماحته ما ذكرنا من النقاط الثلاث على ما جرى في عاشوراء حينما تحدّث عن المجتمع المعروف بالتدين لكنّه لم يناصر الإمام الحسين عليه السلام فقال مدّ ظلّه العالي: "... كان هناك أشخاص مؤمنون ملتزمون بين الذين لم ينهضوا مع الإمام الحسين عليه السلام.. فليس من الصحيح أن يعدوا جميعاً من أهل الدنيا، لقد كان بين رؤساء ورموز المسلمين في ذلك الوقت أشخاص مؤمنون وأشخاص يذعنون بالعمل وفقاً للتكليف، لكنهم لم يدركوا التكليف الرئيسي ولم يشخّصوا أوضاع ذلك الزمان ولم يعرفوا العدوّ الرئيسي، وكانوا يخلطون بين الوظيفة الرئيسيّة المحوريّة والوظائف التي هي من الدرجة الثانية والثالثة".

ومن الواضح أنّ رموز ذلك المجتمع الموسوم بالتديّن والذين لم ينصروا إمام زمانهم لم يرجعوا في تلك الأمور إلى وليّ أمرهم الذي انطلق إلى كربلاء بناء على معرفة دقيقة بالأمور الثلاثة المتقدّمة واغتنام الوقت المناسب للقيام بالدور المطلوب. ومن هذا قال الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي: "لقد شخّص - الإمام الحسين عليه السلام - في وقت حسّاس جداً من تاريخ الإسلام الوظيفة الرئيسيّة من بين الوظائف المتنوّعة والتي لها مراتب متفاوتة من الأهميّة".

ويقول أيضاً: ".. فقد كان الإمام الحسين متصدّياً لزمام المسؤوليّة والإمامة مدّة عشر سنوات مارس خلالها نشاطات أخرى ليس من طراز الفعل الاستشهاديّ في كربلاء ولكن بمجرّد أن سنحت له الفرصة للإتيان بعمل كبير استغلّ تلك الفرصة ووثب وتمسّك بها ولم يدعها تفلت من بين يديه".

وفي عصرنا الحاضر كان السبب الأساس لانتصار الثورة الإسلاميّة في إيران هو رؤية الإمام الخميني الواضحة للأمور السابقة وولاء الأمّة له، كما كان ولاء المجاهدين في لبنان لإمامنا الخميني المقدّس ثمّ لإمامنا الخامنئي مدّ ظلّه العالي فيما حدّداه من تكليف للأمّة هو سبب النصر والعزّة والكرامة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2009-07-11