الموضوع: الهجرة إلى باريس جرائم الشاه، اهداف الثورة
خطاب
الحاضرون: الايرانيون المقيمون في باريس
عدد الزوار: 138
التاريخ 19 مهر 1357 هـ. ش/ 8 ذي القعدة 1398 هـ. ق
المكان: باريس، نوفل لوشاتو
الحاضرون: الايرانيون المقيمون في باريس
بسم الله الرحمن الرحيم
... وبعد ذلك جاء إليَّ رئيس أمنهم، وطلبت اليه الامتناع عن التسليح، والتحرّك لدعم ايران النظام، فقال: نحن لدينا التزامات مع الحكومة الايرانية. قلت: حسناً، أنتم لديكم التزامات تجاه الحكومة الايرانية، وأنا لست ملتزماً لها بشيء، ولديّ التزامات للإسلام وشعبنا، فنحن سنواصل عملنا، وانتم افعلوا ما تريدون.
قال: انتم تصدرون بياناً كلّ يوم، ترسلون شريطاً كل يوم تعملون ماذا، قلّلوا هذه الأمور.
قلت: لا، أنا أصدر بياناً، وأُسجّل شريطاً وأرسله، واذا صعدت المنبر أتكلّم، هذه أشياء لا أتمكّن من تركها. فذهب وبعد ذلك قاموا بمحاصرتنا، فأدركت أنهم لا يتحمَّلون الموضوع. ولما كان قد قال لي:لا أهمية لفلان وفلان ولكن أنتم أصدقاءنا، رأيتُ أنّ من الممكن أن يتعرض هؤلاء أحياناً لأصدقائنا ونحن لم نفكر بمكان آخر حتى ذلك الوقت، وأننا نريد أن نمارس دورنا، فقررت الذهاب إلى الكويت ومن هناك إلى أحد البلدان الإسلامية. ومع انه كانت لدينا ورقة عبور منعتنا حكومة الكويت من دخول الكويت، حتى إنهم لم يسمحوا أن نذهب إلى المطار، ونسافر من هناك، فعدنا مرةً أخرى إلى العراق، فاتضح أنهم كانوا متفقين، كانوا ينتظروننا، المجموعة التي جاءت بنا كانت واقفة هناك!
عدنا إلى العراق، وأخذونا الى البصرة وبعد عدة ساعات أخذونا إلى بغداد، ومن بغداد رأينا أن نأتي إلى هنا، كي نتمكّن من اختيار مكان آخر، فمجيئنا إلى فرنسة أمر مؤقت. وأنا أرى نفسي ملزماً شرعاً وعقلًا أن أقف مع الشعب الايراني الثائر حالياً، فشعبنا ثائر الآن ويقدم الضحايا، وقد أخذوا شبابه، وقتلوا العديد منهم، وسجنوا البعض الآخر، والعديد من علمائنا يرزحون في السجون الآن، كما أنّ عدداً كبيراً منهم في المنفى، والشعب كله من الطفل الصغير حتى الرجل الشيخ وقف في وجه جهاز الشاه والكل يقول بصوت واحد: لا نريد الشاه. فنحن جميعاً مسؤولون إزاء هذا الشعب.
وهذا الشعب وكل شعب له الحق في تقرير مصيره، وهذا من حقوق الإنسان، وهو موجود في إعلان حقوق الإنسان أيضاً: كل امرئ وكلُّ شعب له أن يقرر مصيره بنفسه، يجب أن لا يقوم الآخرون بذلك. شعبنا الآن كله واقف ويريد أن يقرر مصيره.
وهذا الإنسان الذي خاننا وخان إسلامنا وخان ديننا يعطي الأجنبي ثرواتنا، ويأخذ مقابلها أسلحة يقتل بها الناس، أو يصرف مقداراً منها على هذه الأعمال، والباقي يبتلعه هو وحاشيته. وقد انتفض الشعب وراح يبذل دماً من أجل هذا الأمر، ونحن الذين في الخارج مكلفون أن نضم صوتنا إليه. بينما نجلس الآن هاهنا يرتفع الغليان في ايران، فقبل عدة أيام قتلوا ناساً في كثير من المدن الايرانية ونحن نجلس الآن هنا ولا نعلم بما ينطلق في ايران الآن من أصوات، كما لا نعلم هل هناك عمليات قتل أو لا، لا نعلم، لماذا؟
لأننا بعيدون وهذه المسائل تتكرر كل يوم، أبناء شعبنا هؤلاء في ساحة المواجهة منشغلون بالمنازلة، فهل يحق لنا نحن هنا ألّا نبالي، وننشغل بأعمالنا المعتادة مثلًا؟! هذا خلاف الإنصاف، خلاف الإنسانية، خلاف الشرع، خلاف لكل هذه الموازين.
نحن مكلّفون العمل قدر استطاعتنا، كل شخص بمقدار استطاعته: أنا استطيع الآن أن أتكلم معكم وأدعوكم إلى أن تقفوا مع شعبكم الذي ثار من أجل الجميع، فأنتم جزء من أولئك، هذه التيارات الموجودة في الخارج عليها مهما كانت واجهاتها ان تضع يداً بيد. أنا أتحدث بما يمكنني معكم أنتم العدّة المعدودة، وأكتب وأنشر ما أمكنني ذلك، وأنتم أيضاً عليكم أن تفعلوا ما تستطيعون.
نظّموا التظاهرات، في حينها إن أمكن اكتبوا، تحدّثوا، صرِّحوا للصحفيين، افعلوا كل ما تستطيعون. يجب أن يتعاون الجميع ما أمكنهم ذلك مع هذا الشعب الضعيف الموجود الآن تحت أقدام هؤلاء المجرمين. ولا أظن أن في التاريخ سابقة لهذه الثورة في ايران الآن، فلم يحدثنا التاريخ بمثل هذا التوحّد من قبل الجميع.
فكلّهم الآن يتحركون نحو هدف واحد، الأطفال الصغار يقولون لا نريد الشاه، وكلٌّ قال هذا، فتابعهم هؤلاء الصبية، طفل عمره سبع ثماني سنوات، خمس ست سنوات يقول:الموت للشاه برغم أنه حديث عهد بالكلام، لكنّه رأى الجميع يقولون ذلك، فانطلق هو يقول أيضاً.
هذا هو لسان الجميع، هذا منطق الجميع، والتاريخ لم يحدثنا بحالة يتفق فيها الجميع على مسألة واحدة، أي: أن يكون كلام من في ادنى ايران ومن في أقصاها واحداً، ويتفق كلام العاصمة وسواها، هكذا أصبح الوضع. والشعب الذي يصبح وضعه هكذا لابد أن يتقدّم، كما لا يمكن أن ينكسر. فشعب وقف يقاوم الظلم والمتجبّرين المسلّحين بالمدفع والدبابة بقبضته الخالية لا يُهزم.
لقد أخذت الدعاية تنتشر بأساليب شتّى، وهذه الدعاية كانت سارية طبعاً، لكنّها اشتدت الآن، فقد ظهرت أنواع مختلفة من الأساليب المضلّلة من أجل أن يحطموا هذه الوحدة، ويجعلوا شعبنا جبهات مختلفة وآحاداً متفرّقين، ليقولوا:هذه صورتهم.
وقيل: إنّهم قرروا أن يأتوا بمجموعة من عناصر الأمن متنكّرين بزي الطلبة الجامعيين يردّدون شعارات شيوعية في الجامعة عندما تفتح أبوابها، ليُفهموا الناس أن الأمور ستصبح بيد هؤلاء إذا رحل الشاه.
وهذا الشاه أسوأ من الشيوعيين، وكلَّ من يأتي هو أفضل من هذا الشاه، من هذا الإنسان، فماذا ترك هذا لبلدنا غير الدعاية؟ كم يصرف على الإعلام في الداخل والخارج، كم ينفق من المال حتى تكتب له الصحف في الخارج والداخل حفنة من الأكاذيب. إنه مشغول بهذه الأعمال، ومشغول بجمع المال والبذخ وشراء الأراضي في مختلف أطراف العالم. هذا هو عمله! ماذا لديه غير هذا؟ أما قتل الناس وضربهم واستغلالهم هكذا، فحدَّث ولا حرج. إنّه يستغل هذا الشعب ويتلفه.
هذا هو كلامنا، كل ما لدينا هو كلمة واحدة، وهي أنّ هؤلاء الذين تحلّقوا حول مائدة النهب المسماة ايران، جاء كل واحد منهم من جهة، كل واحد من بلد، وأخذوا يأكلون من مائدة النهب هذه وشعبنا إلى جانبها يأكلُه الجوع. نحن نريد أن ينتهي هذا. نحن نقول: لدينا بلد بترولي ذو ثروات أُخرى، بلدنا غني، اتركوا هذا البلد لنا، نحن ندير شؤونه، إذا أردنا أن نأتي بخبير، فنحن نأتي به. لماذا تأتون أنتم به وتعطونه راتباً لا أعلم كم مائة ألف تومان؟ نحن نأتي بخبير لا يكون هكذا، بل نحن نخرّج الخبراء.
منذ أن أسّس أمير كبير الجامعة حتى الآن، أي: منذ سبعين أو ...، مر كثير من عمرها لكنهم لم يدعوا شبابنا يُتمّون تعليمهم بشكل جيد، حالوا أساساً دون أن ينضج شبابنا فيها، إنهم لا يسمحون لعملية الرشد ان تتم في الاتجاهات التي بنيت بأيدي الآخرين، ولا يدعون عسكريينا يتربون تربية عسكرية صحيحة. فالمستشارون الأمريكيون يسلكون بهم الطريق المنحرف، فهم يوجهونهم نحو الطريق النافع لهم!
ثقافتنا ثقافة استعمارية، يجب أن تكون لدينا ثقافتنا الخاصة، فالثقافة القائمة تبعد أطفالنا عن النشأة الصحيحة. وإذا أراد أحدهم أن يجري جراحة اللوزتين سافر إلى الخارج، ومن إنجازاته الإتيان بطبيب من أوروبا يستأصل اللوزتين.
حسناً أنت تقول: أوصلنا بلدنا إلى المستوى الرفيع، لكنكم تستأصلون اللوزتين في مكان آخر! وهذا يدلّ أنكم لم تفعلوا شيئاً، ولا شيء لديكم. إذا أرادوا أن يرسموا خطاً من هنا إلى هناك، يأتون من الخارج بمن يرسمه لهم بعقد مع إحدى الشركات.
في احدى الاتفاقات، لا أعلم كم أنجز من الأمتار أنا أنسى هذه الأشياء، ثم أخذ ذلك المتفق بقية المبلغ، وذهب لشأنه! هؤلاء هكذا هاجموا هذا البلد، الاتحاد السوفيتي يأخذ غازه، أميركا تأخذ نفطه!
ونحن حين نقول: نريد حكومة إسلامية، إنما نريد اجتثاث هذا النوع من العبث، لا كما يقول الشاه: نريد أن نعود إلى ما قبل ألف واربعمائة سنة! نحن نريد أن نعود إلى عدالة ما قبل ألف واربعمائة سنة، لا أن تصبح حياتنا حياة ذلك الوقت. لا، إننا نتقبل جميع مظاهر الحضارة برحابة صدر، ولكن ما لديكم ليس من الحضارة في شيء. هل كل هذا القتل للناس من مظاهر الحضارة؟!
أهذه الأحكام العرفية ومهاجمة الناس من مظاهر الحضارة؟! هل إعطاء الآخرين كلَّ نفطنا واستيراد الأسلحة بثمنه، تلك الاسلحة التي لا تستعمل إلّا باستقدام الخبراء والمستشارين معها لعدم الخبرة بها في إيران من مظاهر الحضارة؟ بنوا قاعدة أمريكية هنا، لماذا؟ أليجعلوا بلادنا قاعدةً لأميركا؟
وكلامنا هو أننا لا نريد هذه الفوضى التي قام بها هذا السيد هذا الخادم لأسياده أن تبقى في بلادنا. منذ اليوم الأول الذي أذكره أنتم شباب لا تذكرون منذ اليوم الأول الذي قام الشاه رضا بانقلابه العسكري عُرف أنَّ انقلابه مدبَّر من قبل الانجليز! وبعد أن ذهب قال الانجليز انفسهم في اذاعة دهلي وأنا بنفسي سمعت:نحن جئنا بالشاه رضا، ولكنه خاننا فخلعناه. وعندما أخذوه إلى جزيرة كذا، قالوا في اذاعة دهلي، التي كانت تحت إشرافهم:جئنا برضا خان إلى الحكم، وبعدما خان خلعناه.
ومحمد رضا خان نفسه كتب في أحد آثاره لعلّه فيمهمة لوطني لكنهم حذفوا هذا المقطع فيما بعد! فقد أدركوا أنه تكلم بما لا ينبغي أن يقالحينما جاء الحلفاء إلى هنا، رأوا من الصلاح أن أكون أنا ملكاً، وأن يكون أحد من أسرتنا. فجنابك عميل أيضا بنصّ قولك:رأوا من الصلاح أن أكون أنا ومعناه أن هؤلاء هم الذين نصّبوك.
ونحن نقول: لا نريد من جاء إلى هنا بصلاح الحُلَفاء، ويعمل الآن لهم، فهو يتحمّل مشقة يضيَّع كلّ وجودنا بها، ليس لدينا استقلال؛ ولا حرية بيان أو حرية قلم، ليس لدينا شيء. الزراعة ... بلد زراعي ينبغي أن يكون مصدراً للمنتجات الزراعية، لكن احتياطه لا يبقى سوى ثلاثة وثلاثين يوماً يبدو أنهم كتبوا هكذا، ثلاثة وثلاثين أو أربعة وثلاثين يوماً، هكذا بعدها يجب أن يستوردوا ما يحتاجون اليه من الخارج، ألا ترون الآن كيف تنهال سيول القمح والشعير من الخارج؟ القمح والشعير وماذا وماذا، البيض، وكل شيء يأتون به من الخارج، ضيّعوا الزراعة في ايران باسمالاصلاح الزراعي؛ سبّبوا البؤس للفلاحين والرعية حتى جعلوهم لا يتمكنون من البقاء في مزارعهم. رحلوا من هناك إلى طهران، وراحوا يعيشون في وضع سيء في ضواحي طهران، يعيشون في وضع مؤسف جداً.
عدد كبير الآن، كثير، لعلّه حوالي أربعين حالة أربعين منطقة سكنية هكذا، أخبروني، وأرسلوا لي صورهم وكانت لديَّ في النجف أخبروني أن هناك عدداً من الناس يعيشون في مكان كذا من المدينة الفلانية، وعدداً آخر في المدينة الفلانية، وهكذا في مدن متفرقة يعيشون في أكواخ صغيرة، أو خيم، هكذا. في طهران المركز هكذا يعيش هؤلاء في الخيم في الأكواخ!
كتب أنه إذا أرادت أن تجلب امرأة ماء لأطفالها بالجرّة، فإنّ عليها أن تصعد عدة سلالم، مائة درجة، أو أكثر، من ذلك المنخفض الذي يعيشون فيه، يجب أن تصعد إلى فوق لتصل إلى صنبور الماء هناك، ففي الشتاء البارد يجب أن تصعد هذه المرأة بالجرة إلى فوق، ثم تعود بجرَّة ماء لأطفالها مجتازةً تلك الدرجات.
نحن نقول: هذا الوضع المأساوي يجب أن ينتهي. من ناحية أخرى نفقاتهم تبلغ حداً مذهلًا، فقد قرأت أخيراً انهم اشتروا الدار الفلانية التي كانت لأحدى أخوات الشاه بمبلغ كذا، لا أتذكر الآن، ولكنه كان كثيراً. ثم انفقوا خمسة ملايين دولار على زراعة الزهور وأعمال الزينة، هذا وضع هؤلاء، وأكثر من هذا، ولا يمكننا الآن تصوره. والى جانب هذا وضع عدد كبير من الناس الذين يسكنون مدينة طهران، ويعيشون في مخيمات أو أكواخ بلا نور ولا ماء، ولا معنى لتعبيد الطرق وأمثاله لدى هؤلاء أساساً! نحن الداعين لحكومة إسلامية نقول: إنَّ هذا الوضع يجب أن يزول. لا نقول: إن الحكومة الإسلامية ...
... الشاه يقول: هؤلاء يقولون: يجب أن نعود إلى ذلك الزمان الذي كان الناس يركبون فيه الحمير.
أي إنسان قال هذا الكلام؟ من قال: يجب أن تنقلوا على الحمار؟! نحن نقول: هذا الوضع يجب أن يتغيّر، وما دام محمد رضا وأسرة البهلوي موجودين، فإن بلدنا لن يرى وجه الحرية او الاستقلال. ان هذا خادم وضعوه هنا، وهو مأمور بأداء خدمة لوطنه!
هو نفسه يقول:مهمة لوطني وهو صادق، لكنها مهمَّة من قبل أميركا، فهو مأمور لها أن لا يدع هذا الوطن المسكين، ينمو معنوياً، ولا يدع أهله يأكلون ثروتهم، فثروتهم يجب أن تصبح من نصيب أميركا.
نحن نقول: حكومة إسلامية، ونقصد حكومة عدالة، نقول: يجب ألّا يخون الحاكم بيت مال المسلمين، وأن لا يمد يده، ويأخذ من بيت مال المسلمين. هذا ما نقوله، وهو أمر مستساغ لدى جميع المجتمعات البشرية، بل من لدى كلّ إنسان. لقد ثار شعبنا اليوم، لأن هذا الإنسان قد خاننا، أكَلَ أموالنا وأخذها، واشترى القصور في بلدان أخرى له ولأسرته ولأتباعه، وأعدَّ له ولهم حياة رغيدة ونحن جياع، ولذا اجتمع الجياع يقولون: إننا لا نريدُه، فماذا تقولون؟ حسناً، هذا هو منطقنا ليس لدينا كلام غير هذا.
كذلك فلتكتب الصحف هنا كل ما تريد: الإسلام الرجعي! حسناً، اجيبوا أنتم عن هذه الكلمة، لتجتمع هذه الصحف، جميع الصحف في العالم، وليجيبوني عمّا أقول: يا سيّد نحن لدينا ثروة نفطية، لدينا ثروة من الماس وثروات أخرى، لدينا كل شيء، لكنهم يأخذون، ينهبون، نحن شعب ضعيف متخلِّف لا نريد أن ننهب!
أنتم تقولون: إنّنا متخلّفون. حسن جداً، أنتم الذين تنهبون تقدمتم، ونحن المنهوبين تأخرنا! أنتم أقول وصلتم إلى باب الحضارة وتنهبون الناس، والآخرون لعلّهم لم يصلوا المستوى الذي يؤهلهم أن تعطوهم الحرية التامة. يقول: هؤلاء لم يصلوا إلى ذلك الحد الذي يمكّنهم من التمتع بالحرية، لم يصلوا إلى ذلك الحد! أنا لا أفهم ماذا يعني؟! كيف لم يصلوا إلى ذلك الحد الذي يؤهلهم للتمتع بالحرية؟! الناس يصيحون يا سيّد، لماذا تقوم بتلك الأعمال الخاطئة؟
وهو يقول: هؤلاء لم يصلوا إلى ذلك، لم يصلوا إلى ذلك الحد، ولذا يجب أن لا يتكلّموا مهما ضربوهم على رؤوسهم، حتى يصلوا إلى ذلك الحدّ الذي يمكن عنده اعطاؤهم الحرية؟!
بلدنا ثار اليوم، وكلنا مسؤولون عن متابعة هذه الثورة ابتداء مني أنا أحد الطلبة البسطاء وانتهاء بكم أنتم الجامعيين، ومروراً بالكاسب، وكلٍّ مِن أهل هذا البلد، علينا جميعاً أن نتابع أهالي بلدة هؤلاء حتى يتم إنجاز المطلوب. انها مسألة منطقية يجب أن يتابعها البشر، هؤلاء يطالبون بالحقوق الأولية للبشر، والحق الأولي للانسان هو أن يكون حراً، أنا أريد أن يكون كلامي حراً، أريد أن أكون مستقلًا، أريد أن أكون سيِّداً لنفسي هذا هو كلامنا، وهو كلام يقبله الجميع منكم في كلّ مكان. ونحن كلّنا موظفون أن نتابع هذه المسألة، لنساعد الإخوة الذين يعطون القتلى بقدر استطاعتنا، مهما تمكنتم ساعدوا أولئك الذين يخوضون الجهاد وكأنهم في ساحة حرب. اعملوا بأي أسلوب مناسب: بالقلم، بالبيان، بالتحدُّث بكل ما يمكن، بالتظاهرات، هذا هو كلامنا.
أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكم جميعاً، وآمل أن تكونوا جميعاً مستقيمين ثوريين، واجهوا الفساد، لتنالوا رضا الله تبارك وتعالى فالمطلوب أن تكون كل هذه الشعوب شعوباً مرفهة، إن شاء الله ستوفقون في الحصول على ذلك.
*صحيفة الإمام، ج3، ص: 423428