يتم التحميل...

الموضوع: صحوة الشعب وتنامي وعيه السياسي‏

نداء

المخاطب: اتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب في أميركا وكندا

عدد الزوار: 171

التاريخ: 2 مهر 54 13 هـ. ش/ 17 شهر رمضان 1395 هـ. ق‏
المكان: النجف الأشرف‏
المناسبة إقامة المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب في أميركا وكندا
المخاطب: اتحاد الجمعيات الإسلامية للطلاب في أميركا وكندا

بسم الله الرحمن الرحيم‏

17 من شهر رمضان المبارك عام 1395 هـ ق‏

الى الجمعيات الإسلامية للطلاب في أمريكا وكندا- أيدّهم الله تعالى- وافاني كتابكم الكريم، أسأل الله- تعالى- التوفيق لكم أيّها الشباب الغيارى وسائر الطلاب والمثقفين الساعين في سبيل أهداف الإسلام المقدسة- وعلى رأسها نشر العدالة الاجتماعية ورفع المظالم والجهالات.

نحن إضافة لما شاهدناه طول التاريخ من ظلم وسفك للدماء من قبل السلاطين والحكومات الجائرة وما سمعناه أو قرأناه في التاريخ، شهدنا في السنوات العشر الأخيرة التي هي عهد انعتاق الشعوب الضعيفة من نير الاستعمار أفظع وأبشع الجرائم من النظام الايراني المنحطّ الذي لم يقصّر في الجرائم والخيانات حفظاً لمصالح الأجانب.

وشهدنا هدر بيت مال المسلمين وإنفاق ثروات هذا الشعب الجائع في سبيل اطماع الأجانب، وشهدنا شراء الأسلحة بمليارات الدولارات حفظاً لقواعد الأجانب العسكرية، وشهدنا أيضاً الإقراضات والاقتراضات المخالفة للعقل والقانون. وشهدنا مجازر القرون الوسطى وسجونها وتعذيبها، لكنّ ما يبعث على الأمل والطمأنينة هو صحوة الشعب ووعي طبقاته المختلفة السياسيّ.

وعي الشعب هو الذي يؤدي إلى مخالفة مخططات الأجانب المشؤومة التي يتولى الشاه تطبيقها. وعي هذا الشعب هو الذي فضح حزب الشاه المختلق بكل برقه ورعده وعربدته، وأصاب الشاه بالتوتر والانفعال. وعي الشعب هو الذي جعله برغم التهديد والوعيد يقاطع الانتخابات المفضوحة التي لم يشارك فيها إلّا حفنة من المرتزقة والمرتبطين بالنظام.

وعي الطلبة السياسي في الحوزات والجامعات هو الذي بدَّد دعايات الأجانب ومخططات الاستعمار المفرِّقة إذ وقفوا في صفوف متراصة في مواجهة النظام وقفة رجولية، ليدافعوا عن حقوق الشعب المظلوم، لا يهابون التعذيب والسجون وأشكال الحرمان.

وعي طلاب الحوزات الدينية والجامعات هو الذي دفعهم في ذكرى الخامس عشر من خرداد يوم البعث الشعبي إلى تنظيم مظاهرات في جميع انحاء البلاد دوّخت الشاه، فأصدر أوامره بهجوم وحشي على مدرسة الفيضية ودار الشفاء مهد التربية الإسلامية ومنطلق الحركة على الظلم والاستبداد، وزجّ بطلاب علوم القرآن والفقه الإسلامي في السجون والمعسكرات بتهمة الشيوعية بعد تعذيبهم وضربهم وجرحهم حيث لا يعرف مصيرهم. ورجاله رغم أعمالهم المخالفة للسلام وسلوكهم الوحشي مع علماء الاسلام لا يكفون عن مظاهرات الرياء، ففي شهر رمضان المبارك‏ اشتغلت أجهزتهم المروّجة للفحشاء ومحطات الاذاعة المشتغلة طوال العام ببث المواضيع المناهضة للدين ببثّ الأذان والدعاء والمناجاة لخداع المغفلين، لكن على الشعب الذي يعرف جيداً الآهات المحرقة المنبعثة من مراكز التعذيب وعويل الأُمهات الثكالى ألّا ينخدع بهذه المظاهر الزائفة.

الدّعاء الذي هو وسيلة مناجاة الله العادل صار اليوم وسيلة لبسط الظلم وخداع المغفلين لنهب ثروات هذا الشعب نهباً جارفاً. والنقطة المضيئة التي تبعث الأمل في آخر هذا العمر هي هذا الوعي وهذه الصحوة عند الشباب وحركة المثقفين المتنامية سريعاً، وستصل بإذن الله- تعالى- إلى النتيجة الحاسمة التي هي قطع أيدي الأجانب وبسط العدالة الإسلامية.

وأنتم مطالبون اليوم أيها الشبّان المخلصون بتوعية الشعب بكل وسيلة متاحة، وأن تميطوا اللثام عن أحابيل النظام المختلفة، وتعرّفوا العالم الإسلام الداعي إلى العدالة. أدعو الله- تعالى- توفيق الجميع في هذا الشأن. والسلام عليكم ورحمة الله‏

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏3، ص: 113-114

2011-03-21