الموضوع: ضرورة مساعدة الشعب اللبناني للاوضاع السيئة التي أحاطت بهم بعد الحرب الأهلية
نداء
المخاطب: المسلمون في ايران وفي العالم
عدد الزوار: 155
التاريخ: 2 بهمن 1355 هـ ش/ 2 صفر 1397 هـ ق.
المكان: النجف الأشرف
المخاطب: المسلمون في ايران وفي العالم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾
فاجعة لبنان والمصائب التي ألمت بإخواننا في الايمان لا تمكن الكتابة عنها، والآن سرى هدوءٌ صوريٌّ بدأت مظاهره تعود بعد الحرب التي أشعلتها الأيدي الخفية لعدو الإنسانية لمصلحة الاستعمار وإسرائيل، وحولّت لبنان إلى خربة مخيفة، لكن آلاف الأسر المحترمة التي كانت أمس تعيش في عزّة ونعمة ورفاهية تأخذ بتلابيبها الآلام والأحزان التي لا توصف وهي بلا معيل ولا ملجأ في فصل الزمهرير هذا بفقد أعزتها وخراب بيوتها وتلف أموالها.
المساعدات المتقدمة من أهل الخير، ولا سيّما الإيرانيّون مع جدارتها بالشكر والتقدير لا تجبر ما نزل بإخواننا الأعزاء من ابتلاءات غير محدودة، أولئك الذين حارب أسلافهم ببطولة لعظمة شعائرهم وعِزّتهم التيارات المختلفة لوحوش العصور الوسطى وصنائع الاستعمار، وبذلوا دماءهم في سبيل الشرف والعزة بالتضحيات الجسام (شكر الله سعيهم وجزاهم الله خيراً). وبقي منهم الآن أطفال بلا أب ولا معيل وآباء وأُمهات فقدوا أولادهم وآلاف من المعوقين والجرحى يتجرّعون فداحة المصائب الجسيمة والآلام والآهات التي تزداد يوماً بعد يوم.
على الشرفاء والمسلمين الطيبين وأتباع الرسول الأكرم- صلى الله عليه وآله وسلم- وأمير المؤمنين- عليه الصلاة والسلام- أن يهبّوا لإنقاذ أبناء الإسلام. وعلى الأغنياء الغيارى أن يحفظوا أبناء القرآن شكراً على ما أنعم الله عليهم، وأن يسرعوا إلى تقديم الخدمة الإنسانية الكريمة إليهم، ويحسبوا هؤلاء الأطفال أولادهم، بل أقرب منهم. آباؤهم الكرام دافعوا عن الدين وعظمتهم، وبذلوا أرواحهم، وتركوا أسماءهم راسخة الى الأبد وأعزّوا الإسلام والمسلمين- جزاهم الله عن الإسلام خيراً. علينا أن نخدم أسرهم وأعزّاءهم وفاءً لفدائهم خدمة محترمة شريفة.
تستطيع الامة الإسلامية والشعب الايراني خاصّة- أيدهم الله تعالى- أن تعوض ما يمكن تعويضه بسهولة، وأن تنظم حياة إخوانها في الإيمان وتبيِّض وجهها عند الله- تعالى- والإنسانية. ومع ما أنا عليه من الضعف والمرض أرجو بكل تواضع أن يسرع أحبّتي الإسلاميون- دون تأخير- قبل فوات الاوان للإسهام في هذا الأمر الإسلامي الالهي، ويتنافسوا في تخفيف مصائب إخوانهمالجسيمة، كما أرجو أن يمتعهم الله الكريم بالعزة والكرامة ثواباً لهذه الخدمة الجليلة، وإذا أرادوا أن يُعطوا من الأموال التي تحتاج إلى إذن الفقيه أُجيز لهم اعطاء الربع الذي هو لي.
أرجو من الله- تعالى- قطع أيدي أعداء الإنسانية وعملائهم، كما أرجو للإخوة في الإيمان التوفيق والتأييد، والسلام على عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.
2 صفر المظفر 1397 هـ
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج3، ص: 187-188
2011-03-21