التاريخ: مرداد 1356 هـ ش/ شعبان 1397 هـ ق
المكان: النجف الأشرف
المخاطب: عام
إلى حضرة آية الله العظمى السيد الخميني- مد ظله العالي-
نحيط فضيلتك علماً بأنه حسب ما تعلمون، فإن هجمات باطلة تشن في المدّة الأخيرة على الإسلام، ولاسيما مذهب التشيع الحق الذي هو صفوة الإسلام وروحه من قبل الشيوعيين وأتباع مدرسة ماركس والمنحرفين عن مقام ولاية أمير المؤمنين وأولاده الكرام المعصومين- عليهم السلام- كما تشن هجمات على أحكام دين الإسلام ومكانة رجال الدين الشامخة من جهات شتى.
وقد ادّعى البعض من هؤلاء مع الأسف انتماءهم إلى فضيلتكم، وادّعوا أنهم من أتباعكم، نرجو اعلان رأيكم المبارك في هذه المواضيع وهؤلاء الناس بكل صراحة لإزالة أي شك أو إبهام أو سوء فهم.
باسمه تعالى
لقد أعلنت رأيي في مثل هذه القضايا مراراً وتكراراً قولًا وكتابة، ولا يستبعد أن تكون الفئات التي تقوم بأعمال مخالفة للإسلام وللمذهب في إيران باختلاف أسمائها وأساليبها من الفرق السياسية التي اوجدتها ايدي الاجانب لإضعاف الإسلام ومذهب التشيع المقدس ومكانة علماء الدين السامية، وذلك لصرف الانظار عن قضايا الساعة.
وهذه الجماعات تتشارك في أمر واحد هو خيانة البلد الإسلامي ومهاجمة حماته، ولان أعداء الإسلام وناهبي ثروات الشعوب الضعيفة يرون مصالحهم في خطر مع نفوذ علماء الدين الذين هم حفظةُ القرآن الكريم وأحكام الإسلام المنقذة الوحيدون، وحفظاً لمصالحهم الاستعمارية يبادرون الى خلق أحزاب منحرفة تابعة لهم ومجموعات تنتحل الإسلام في الظاهر، وتخالفه في الحقيقة.
والإسلام والمذهب الجعفري المقدّس سدّ منيع مقابل للأجانب وعملائهم المرتزقة- سواء اليمينيون أو اليساريون- وعلماء الدين الذين هم حفظته سدّ لا يستطيعون بوجوده أن يعاملوا الدول الإسلامية وايران خاصّة بالنحو الذي يطيب لهم، ولذلك يخططون منذ قرون بدسائس مختلفة لكسر هذا السدّ مرّة بتسليط عملائهم الخبثاء على البلاد الإسلامية، ومرة بخلق المذاهب الباطلة وترويج البابية والبهائية والوهابية، ومرةً بتأسيس أحزاب منحرفة.
واليومَ إذ باءت مدرسة ماركس التي لا أساس لها بالانكسار، وظهر للملأ خواؤها راح عملاء الأجانب الذين يخالفون هذه المدرسة يدعون لها في إيران لكسر الوحدة الإسلامية وضرب القرآن الكريم وعلماء الدين في ايران مهد تربية أهل بيت العصمة والطهارة.
وفي حياة هذه المدرسة العظيمة لن يبلغ المغيرون الأجانب أمانيَّهم اللاإنسانية، فلابد لهم من إضعاف وقمع مذهب التشيع المقدّس وعلمائه الذين هم حماته بأي وسيلة، وأكذوبة انتماء بعض هؤلاء المنحرفين إليّ من هذا القبيل. انني اعلن صراحة براءتي وكرهي لجميع هذه الفرق الخائنة سواء الشيوعية منها والماركسية والمنحرفون عن مذهب التشيع والمدرسة المقدَّسة لأهل بيت العصمة- عليهم الصلاة والسلام- بأيِّ اسم ورسم كانوا، وأراهم جميعاً خونةً للبلاد وللإسلام وللمذهب.
وليعلم مريدو الشرّ والمغترضون أنهم لن يستطيعوا ايجاد الخلاف بين العلماء بمثل هذه الأكاذيب والحيل. وعلى المنتسبين للعلم المدافعين عن الإسلام والمذهب أن يتبرّؤا من هذه الفرق المفسدة، ويُدافعوا عن مكانة العلماء الشامخة، ويحترزوا من التفرقة والخلاف، ويُحبطوا كيد الأجانب بوعيهم. أرجو أن ينظر المشايخ العظماءُ الى الطبقات الشابّة بعين العطف والأُبوَّة. وعلى الطبقات الشابَّة أن يسعوا لحفظ العلم والعلماء العظام.
وأخيراً من الضروري أن أذكّر السادة الكتاب والمفكّرين الكرام أن يتجنبوا تأويل القرآن الكريم وتفسير أحكام الإسلام بآرائهم الشخصية- جدّاً- وأدعو جميع الطبقات- أيدهم الله تعالى- أن يسدّوا الطريق على أعداء الإسلام الذين هم أعداء الإنسانية- بحفظ وحدة الكلمة. وأنا سائل الله- تعالى وجلّت عظمته- أن يجتثّ جذور الأجانب وعملائهم الخبثاء من الدول الإسلامية وبلاد أهل البيت- إنه ولي الأمر. تحياتي للعلماء العظماء وطبقات المؤمنين- أيدهم الله تعالى-
شهر شعبان 1397 هـ ق
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج3، ص: 198-199
2011-03-21