يتم التحميل...

الموضوع: استمرار المقاومة حتى انقاذ الإسلام‏

نداء

المخاطب: الطلاب الايرانيون خارج البلاد والمسلمون في ايران والعالم‏

عدد الزوار: 61

التاريخ: 25 آبان 1356 هـ. ش/ 4 ذي الحجة 1397 هـ. ق1
المكان: النجف الأشرف‏
المناسبة: شهادة السيد مصطفى الخميني‏
المخاطب: الطلاب الايرانيون خارج البلاد والمسلمون في ايران والعالم‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الى الطلاب المحترمين كافة خارج البلاد والى سائر الفئات والافراد الذين يبذلون أعمارهم وأوقاتهم في سبيل أهداف الإسلام السامية في أوروبا وأميركا والهند وسائر أقطار العالم للوصول الى مراحل التكامل الإنساني ولانقاذ البشرية من أسر مجموعات من المتظاهرين بالآدمية من السباع في لباس البشر. إنني أتوجّه بالشكر إلى جميع السادة الذين قدموا إليّ التعازي معربين عن حبّهم لي بهذا الحادث الذي هو جزء صغير من الحوادث التي يرزح أبناء الإسلام تحتها، وأدعو لجميع من هاجروا من وطنهم الحبيب بسبب المشكلات والكبت البوليسي من جوار قبر سيد الأتقياء- عليه الصلاة والسلام- وأرجو من الله- تعالى- المزيد من التوفيقات للجميع في خدمة الإسلام الذي يضمن نجاة البشرية من جميع أشكال التخلف.

وأبشركم أنتم وسائر الإخوة الذين يعيشون تحت وطأة البوليس وفي السجون ومراكز التعذيب وتعانون ألواناً من الحرمان والمصائب القاتلة، وأُسر الذين قدَّموا أرواحهم تحت تعذيب الشاه في سبيل الحق أبشّرُكم جميعاً بالنصر شريطة أن تكون الجهود للحق ولنصرة دين الحق حيث تتمتّعون بالنصر الإلهي إذا ظللتم مرتبطين بهذاالدين وشريطة السعي نحو الوحدة والتضامن في سبيل الحق لإنقاذ بلادكم وسائر الأقطار الإسلامية التي ترزح تحت وطأة الاجانب.

انني عقدت آمالًا كبيرة على هذه النهضة وعلى هذه الصحوة العامة اللتين ظهرتا في البلاد الإسلامية عامة، وفي ايران خاصة وكذلك على هذا الكره والاشمئزاز العام من الأجهزة الظالمة وسُبعية الاستعمار والمستعمرين.

وهذه الصحوة والاستنكار ليستا عابرتين وهما ستستمران حتى انتهاء حكم الجبابرة وظلم الظالمين وهما انفجار نجم من الظلم اللامتناهي للأجهزة الجائرة والحرمان المتزايد للشعوب المظلومة، وسيقضي على القوى العميلة التي نصبت لتقييد الشعوب ونهب ثرواتها وبذلك سيكون الانتقام الالهي من الظالمين. وعلينا وعليكم أن نتآخى أينما كنّا، وأن نقيم بيننا تضامناً مستمراً، ونمدّ يد الأخوّة الى جميع الإخوة داخل البلاد في أي زيٍّ كانوا، ونسعى لإزالة الخلافات التي حدثت‏ بأيدي الأجانب ويزيدها النظام الجائر وعملاء الأجانب دائماً. وما دامت الخلافات بين طبقات الشعب خاصة بين الروحانيين والطلّاب الجامعيين وبين مثقفيهم، فنحن آيسون من النصر.

لابدّ للفئات الملتزمة التزاماً كاملًا بالاسلام والمحبّة للمسلمين أن تستغل هذه الفرصة السانحة المؤقتة بكل ذكاء وبعد نظر ووحدة كلمة، وألّا تدع الانتهازيين الذين لم يخطوا خطوة من أجل الإسلام والشعب الايراني الشريف، ولم يكتبوا كلمة من أجلهما يستغلون هذه الفرصة ليدسّوا أنفسهم تحت شعارات الوطنية والحرية بين صفوف الشعب المضطهد للوصول إلى المناصب الوزارية أو البرلمانية، وألا تدعهم يشقّون طريقهم بين الناس بكتابة مقالات لا تحمل اسم الإسلام ولا تتحدّث إلّا ببؤرة الفساد الأصلية، فإنهم اذا نالوا منصباً- لا قدر الله- سيعيدون نفس الخيانات والعمالة ونفس الآلام والمصائب. إنّ مثل هذه المقالات الصادرة عن عناصر معروفة إن لم تكن مباشرة من الجهاز الأمني إبقاءً على الشاه الذي هو مصدر جميع مصائب البلاد والشعب، فانها بالتأكيد ليست لمصلحة الشعب وحفظ أسس الإسلام الذي يضمن استقلال البلاد وسيادتها، كما يضمن العدالة الاجتماعية والحريات.

لم يكن أحد هؤلاء يجرؤ على كلام عندما كانت شرائح الشعب المسلم المختلفة من رجال الدين والجامعيين والمهندسين والأطباء والتجار والعمال والمزارعين تتهشّم تحت أقدام عملاء أجانب، أين كان هؤلاء عندما حدثت مجزرة 15 من خرداد ونهبت المدارس الدينية وغيرها بأيدي عملاء الأجانب؟ أين كان هؤلاء عندما كانت السجون مكتظة بالمدافعين عن الإسلام وبالأحرار؟ أين كان هؤلاء عندما بُدِّل التاريخ الإسلامي المشرف الذي هو مصدر العدالة والحرية والرقي الفردي والاجتماعي والسياسي بتاريخ رجعي ملكي ومجوسي؟ أين كان هؤلاء عندما أُعلن تشكيل حزب (رستاخيز) لقمع الشعب ونشر السرقة والظلم الأكثر؟

أين كان هؤلاء عندما بنوا سوقاً لأسيادهم، ودمروا زراعة البلاد باسم الثورة البيضاء التي كانت من أكثر الثورات دموية، وارتكبوا جميع الفظائع المخالفة للدين وللقومية في حين أن الشباب من رجال الدين ومن الجامعيين وبدعم من طبقات الشعب المختلفة من المزارع والعامل والتاجر ضحوا بأنفسهم ليدافعوا عن الحق؟ لقد أمسك هؤلاء اليوم بأقلامهم، وبدأوا بشكل محدود وبكل رياء بكتابة بعض الاشياء اذ شعروا أنّ الوقت حان لجني الثمار اما من قبل الشاه وذلك بصرف أذهان الناس عن الشاه وتحميل الحكومة مسؤولية الجرائم واما من قبل الشعب في حالة تغيير النظام. على الشعب الايراني وجميع الشرائح من رجال الدين وغيرهم أن يأخذوا بزمام المبادرة بكل حذر ووعي، ويخيبوا هؤلاء الوصوليين.

وعلى الشاه وأعوانه وأنصاره أن يدركوا جيداً سواء أنجح الشاه في لقائه مع الرئيس الأمريكي في تجديد الولاء له وترسيخ منصبه غير الشرعي، أو لم ينجح في ذلك، فإن الشعب الايراني لا يريده، ولن يكف عن كفاحه حتى يأخذ بثار شبابه الملطخين بالدماء، حتّى ينقذ الإسلام وأحكامه من براثن هذه السلالة، أرجو من الله- تعالى- اصلاح حال المسلمين وإنقاذ البلاد الإسلامية من أيدي الأجانب سواء اليسار أو اليمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

4 من شهر ذي الحجة الحرام عام 1397 هـ ق‏

روح الله الموسوي الخميني‏

صحيفة الإمام، ج‏3، ص: 243-244


1- ورد في صحيفة النور( 22 جزءاً) تاريخ 24/ 9/ 56 ج 1 ص 252 والتاريخ المسجل في المخطوطة هو 4 ذي الحجة من عام 1397 هـ ق.

2011-03-21