التاريخ: 15 بهمن 1356 هـ. ش/ 25 صفر 1398 هـ. ق1
المكان: النجف الأشرف
المناسبة: المظاهرات الطلابية في الهند
المخاطب: الطلاب الايرانيون في الهند
بسم الله الرحمن الرحيم
25 صفر المظفر عام 1398 هـ ق
الجمعية الإسلامية للطلاب الايرانيين في الهند- أيدهم الله تعالى.
لقد وافاني كتابكم الكريم في الوقت الذي سلبتني فيه جرائم النظام البهلوي المنحطّ الراحة، ولم تتح لي الفرصة للقيام بأعمالي، ولذلك حصل التأخير في الردّ. على شباب الإسلام الغيارى أن يدركوا أن النصر لن يكون حليفهم ما لم يتّحدوا ويوحّدوا صفوفهم، ويجعلوا هدفهم الإسلام الذي هو الدين المنقذ للبشرية والضامن الوحيد لحرية واستقلال الشعوب المستضعفة.
عليكم أيها الشباب في الجامعات القديمة والجديدة أن تتضامنوا مع سائر شرائح الشعب، وأن تقيموا معهم الأخوة الإسلامية ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾2 هذا هو أمر القرآن الكريم المحكم والمنقذ، ويجب أن يكون نصب أعيننا، وأن نتجنب التفرقة التي تؤدّي إلى الهزيمة أمام الطاغوت، وأن نطلب العون من الله- تعالى- لانقاذ الشعب في الوقت الذي ثار الشعب بجميع طبقاته وشرائحه بكل وعي وثبات بإذن الله القدير، وقد ضيّق المجال على الشاه وحاشيته بشكل صاروا يخافون فيه من أنفسهم، وهذا الخوف الكبير هو الذي دفعهم إلى التصرفات الجنونية والوحشية التي أدت إلى مجزرة 19 من شهر دي (29 شهر المحرم 1398 هـ ق) وذلك لوضع حد لقلقهم المتزايد وخوفهم المستمر، وأن يجلبوا لأنفسهم الراحة المؤقتة بامتصاص الدماء مثلما كان المجرمون قديماً.
آمل أن تنقطع أيدي هؤلاء المجرمين عن البلاد عاجلًا، وأن تنعم البلاد بالحرية والاستقلال- لقد وافاني خبر المظاهرات الرجولية التي قام بها الطلاب الأعزاء في الهند على الشاه- هذا العنصر المجرم الذي يدّعي تمتُّعه بالقاعدة الشعبية العريضة بكل كذب ووقاحة- في حين أنه يشهد داخل البلاد وخارجها وفي كل مكان موجة الغضب والاستنكار العام، وقد أصابته المظاهرات العامة الأخيرة بمس من الجنون، فقام بقتل رجال العلم في الحوزة العلمية وأفراد الشعب الغيارى المحترمين في قم، ليبدد بذلك قلقه النفسي.
ولكن مقاومة الشعب العظيمة قد فضحته كلّ الفضيحة، وهو يحاول اليوم التعتيم على هذه الهزيمة المنكرة بحشد عدد من رجال الأمن الذين يسيرون في المدن المختلفة، ويهتفون بشعارات ( يحيا الشاه) ولكن ذلك لن يزيده إلا فضيحة. إن قلبي مفعم بأمل الانتصار، وأبشركم بذلك. إن انضمامكم إلى اتحاد الطلاب في أوروبا بعد التوكّل على الله عمل جيد، وعلى جميع الشرائح أن تتوحد لكي تنال حريتها واستقلالها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج3، ص: 286-287
1- ورد في صحيفة النور( 22 جزءاً) ج 2 ص 15 تاريخ 56/ 11/ 10 ه- ش وليس صحيحاً.
2- سورة آل عمران: الآية 103.