الموضوع: واجبات الخطباء وعلماء الدين في تعبية الشعب
نداء
المخاطب: أهالي أصفهان والشعب الايراني
عدد الزوار: 60
التاريخ: 15 مرداد 1357 هـ ش/ الاول من شهر رمضان 1398 هـ ق
المكان: النجف الأشرف
المناسبة: قتل الناس في اصفهان وجرحهم وضربهم على أيدي عملاء النظام
المخاطب: أهالي أصفهان والشعب الايراني
بسم الله الرحمن الرحيم
الاول من شهر رمضان المبارك 1398
أُعزّي أهل إصفهان جميعاً في كارثتها الأخيرة التي هي مثال من سلسلة جرائم يمارسها نظام الشاه الظالم الذي يهاجم الشعب الايراني المسلم بشكل وحشي ويضرجهم بدمائهم، ولن تكون آخرها. وطالما بقي حكم هذه السلالة الظالمة فسوف تستمر الجريمة اثر الجرائم والمصيبة إثر المصائب والحادثة إثر الحوادث.
واصفهان ليست وحدها هي التي شهدت جرائم الشاه الوحشية وعملائه المجرمين، بل جميع أرجاء ايران تعاني الجرائم والقتل والنهب، فقد شهدت وستشهد قم- حرم أهل البيت- وتبريز ويزد وهمدان والأهواز وشيراز وكذلك مشهد المقدسة ورفسنجان وجهرم وكازرون وغيرها من المدن الضياع والقتل والجرح والهجمات الوحشية.
الشعب الايراني الشجاع يشهد اليوم موجة رفض عظيمة للشاه إثر إضراب إصفهان العظيم الذي قام به بدعم من العلماء الواعين احتجاجاً على الأعمال اللاإنسانية وغير الشرعية التي يرتكبها النظام. لقد أصبح شعار (الموت للشاه) شعاراً وطنيّاً، وسيستمر حتى الإطاحة بالنظام الظالم وزوال السلالة البهلوية المجرمة.
ويجب اغتنام الفرص وتنظيم الاجتماعات بأكبر عدد ممكن من المشاركين وفضح جرائم الشاه وخياناته، وعلى الخطباء المحترمين والملتزمين أن ينوّروا الناس في ثورتهم، وعلى العلماء الأفاضل أن يعملوا بإعلاناتهم ومنشوراتهم على تعبئة الناس المستعدين الذين عرفوا طريقهم، ويسعوا لإزالة أساس النهب والجريمة بالتضامن والوحدة معتمدين على القدرة الإلهية، لكي يستأصلوا جذور الفساد البالية من أساسها، ويخلِّصوا الناس من مخالب المستعمرين المحليين والأجانب ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾1.
والإرادة الإلهية تريد أن تخلص الناس من ربقة الحكم الطاغوتي، وتسلمهم زمام أمورهم بقيادة الأنبياء الكبار وورثتهم.
وعلى الشعب الكريم ان يشق طريقه المصيري بالاصطفاف خلف رجال الدين الواعين، وأنا بكمال المحبّة أحذر الشعب الايرانيّ مرّة أُخرى من مكر الشاه، فبعد تصريحات حكومته تحدَّث بالانتخابات، وكلُّ من سمع كلامه يدرك جيداً أنّه ينوي بطرح هذه القضية تغيير مسار الحركة الإسلامية في ايران التي تتوخى إزالة هذه السلالة، ويريد خداع الشعب، ولكن فات الأوان، وتأصل مشروع تأسيس الحكومة الإسلامية في عروق هذا الشعب، وسيكون النصر حليفنا إن شاء الله. على الشعب الشريف أن يطالبوا الخطباء بكل احترام أن يتجنبوا الحديث بكلّ ما يبعدهم عن طريقهم- مثل الانتخابات- وأن يتحدّثوا بجرائم الشاه وحكومته.
إنني أشكر لأهالي إصفهان المحترمين الذين لم يتركوا رجال دينهم وحدهم، وإنّما ساندوهم وقاموا بواجبهم تجاه الإسلام والمسلمين. كما أشكر الروحانيين لتضامنهم وأرجو من الله- تعالى- توفيق الجميع وسدادهم.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج3، ص: 371-372
1- القصص: الآية 5.
2011-03-21