التاريخ: 31 مرداد 1357 هـ ش/ 17 شهر رمضان 1398 هـ ق
المكان: النجف الأشرف
المخاطب: أهالي آبادان
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى اهالي آبادان المحترمين كافة- أيدّهم الله تعالى-
لقد احزنني نبأ إحراق المئات من المواطنين بتلك الخطة المدروسة وآسفني جداً. لا أظنّ ان مسلماً بل إنساناً يستطيع أن يرتكب مجزرة وحشية كهذه، إلّا أن يكون قد اعتاد نظائرها حيث سلبته جرائمه إنسانيته، لتحلّ محلّها الوحشية والسبعية.
إنني لا أعلم حتى الآن تفاصيل الحادث، إلّا أنّ ما لا شك فيه هو أن هذا العمل اللّاإنساني والمخالف للقوانين الإسلامية لا يمكن أن يصدر عن مخالفي الشاه الذين يعرضون حياتهم للخطر لحفظ مصالح الإسلام وايران ولحفظ حياة النّاس وأموالهم- من أي اتجاه كانوا- وتدلّ القرائن على أنّ أيدي النظام الظالم المجرمة امتدَّت في ذلك لتشويه صورة النهضة الإنسانية- الإسلامية للشعب الايراني في العالم.
إن إشعال النيران على شكل حزام حول السينما وإقفال القوات المسلّحة الأبواب لا يمكن أن يكون من عمل أناس غير مطّلعين على الأوضاع. ومن الدلائل التي لا تدع مجالًا للشك في تورُّط الشاه وعملائه في الحادث قول الشاه قبل الحادث: (إن المتظاهرين الذين يخالفونني يُنذرون بالخوف الكبير). وتكرار هذا الكلام بعد الحادث إذ قال: (إن هذا هو ذلك الإنذار والوعيد). ولا ينجم ذلك من علم الشاه عالماً بالغيب، ومقابلة الشاه الأخيرة التي قال فيها: (سأدمر ايران بمن فيها) دليل آخر على هذا الادّعاء.
كما أن الإعراب عن الأسف والحزن في وسائل الإعلام من قبل المجرمين الذين تُلطّخ أيديهم يوميّاً حتى المرافق بدماء المواطنين المسلمين يدل دلالة واضحة على الخطّة الشيطانية للشاه وأعوانه الذين ارتكبوا مجازر وحشية في المدن الايرانية. أليس المظلومون الذين يقتلون كل يوم في أحوال مأساوية بأيدي هؤلاء المجرمين من أبناء هذا الوطن؟
تدل القرائن على أنّ قضية آبادان المفجعة نبعت من نفس المصدر الذي نشأت منه مجازر المدن الأخرى الايرانية، فهل انتفع أحد غير الشاه وأقرباؤه بهذه الجريمة؟ وهل ارتكب أحد إلى الآن مثل هذه المجازر أو سيرتكبها إلّا الشاه الذي يقوم بين حين وآخر بمجزرة وحشية؟
إن هذه المصيبة من إنجازات الشاه العظيمة، إذ بثّ لنفسه دعايات واسعة في الداخل والخارج ويأمر أبواقه وصحفه الموجّهة العميلة في الداخل والمصلحيين في الخارج أن يعملوا ما استطاعوا لخداع هذا الشعب بنشر الأخبار المتعلِّقة بهذه الجريمة ونسبتها الى الشعب الايراني المحروم والمظلوم، ليظهر الشعب الايراني المُطالِب بحقوقه للعالم شعباً غير ملتزم بمعايير إنسانية أو إسلامية.
إنّني أُحذِّر الشعب الايراني العظيم من خطر تكرار مثل هذه الأحداث الوحشية والمخالفة للاسلام في مدن إيران الأخرى تشويهاً لمظاهرات الشعب الايراني الشجاع الذي يروي بدمه شجرة الإسلام الباسقة. على الخطباء أن يوضّحوا للشعب ما يؤدّي إلى القضاء على الثورة التحررية الإسلامية.
إنني بهذه المصيبة العظيمة أُعزّي الشعب الايرانيَّ المسلم وأهالي آبادان المظلومين خاصَّة، أعزّي الأُسر المنكوبة وأشاطرهم حزنهم وخطبهم الجليلين. أرجو من الله- تعالى- نصرة الإسلام والمسلمين وقطع أيدي الأجانب وأتباعهم.
17 من شهر الصيام 1398 هـ ق
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج3، ص: 379-380
2011-03-21