المناسبة: تهجير علماء الدين الإيرانيين من العراق
برقية
المخاطب: أحمد حسن البكر (رئيس الجمهورية العراقية يومئذ)
عدد الزوار: 148
التاريخ: 2 تير 1354 هـ. ش/ 13 جمادى الثانية 1395 هـ. ق
المكان: النجف الأشرف
المخاطب: أحمد حسن البكر (رئيس الجمهورية العراقية يومئذ)
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة السيد رئيس الجمهورية
بعد التحية
على الرغم من أن الموفدين الرسميين وعدوا تكراراً بتمديد إقامة العلماء الأعلام والدارسين في الحوزة العلمية، وأعربوا عن احترامكم للحوزات العلمية وعلماء الدين شوهد تصدٍّ مفاجئٌ ومؤسفٌ لأهلِ العلم في الشوارع والأزِقة والقبض عليهم في وضع مزرٍ وامهالهم اسبوعاً للخروج من العراق.
ومع أني لم أكن ارغب في تصديعكم أشعر بأنَّ من واجبي أن ألفِتَ نظرَكم الى البرقية المرسلة في الرابع من ذي القعدة 1391 والمصالح التي ذكرتها، والآن أيضاً بناءً على مسؤوليتي أقول لكم بأنه ليس من المصلحة أن تنقرض حوزة النجف الأشرف التي أُسِّست منذ أكثر من ألفِ عام من أجل الفقه الإسلامي، وتمارس دوراً فاعلًا في اجتثاث الفساد الأخلاقي والاجتماعي، في عهد رئاستكم.
ليس من المصلحة أن يُشَّرَّد اكثر من الف من رجال العلم من بلادكم بهذا النحو المؤلم، ويشتتوا في البلدان. ليس من المصلحة إذا قرر المراجع العظام والمشايخ المحترمون- اثر حملات التسفير هذه- الهجرة من بلادكم بهذه الصورة.
ولا يخفى على فخامتكم المكانةُ التي يحظى بها فقهاء الإسلام والمراجع العظام في قلوب المسلمين، فليس من المصلحة أن تتألم قلوب الشعوب في هذا الوقت بتصرفات حكومتكم، وتفتحوا الطريق للإعلام المغترض والسيء. أحتمل أنّ للمخالفين المتظاهرين بالصداقة يداً في هذا الأمر، ولا أظنُّ أنَّ وراءه فكرةً خيرة.
فكرة وحدة المسلمين والدول الإسلامية على رأس اهتماماتي الحياتية، وأنا قلق من الاختلافات بين الدول الإسلامية، وأخشى الأحداث التي تقود إلى توسيع الهوة بين المسلمين وحكوماتهم، وألفت نظركم إلى المفاسد الناجمة عن هذا العمل، وآمل أن تصدروا أوامركم بعدم التعرّض للحوزة المباركة وتمديد الإقامة لرجالاتها حسبما وعدتم، وأن يمنحوا الإقامة للآخرين أيضاً، كي يتسنى للدارسين مواصلة دراستهم وخدمة الإسلام والبلدان الاسلامية برغبة وحماسة. والسلام عليكم.
13 شهر جمادى الثانية 1395
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج3، ص: 96
2011-03-21