الموضوع: وجوب الوقوف بوجه اسرائيل ودعم المجاهدين الفلسطينيين
مقابلة
المخاطب: مندوب حركة فتح
عدد الزوار: 226
التاريخ: 19 مهر 1347 هـ. ش/ 18 رجب 1388 هـ. ق
المكان: النجف الأشرف
المخاطب: مندوب حركة فتح
سؤال: (سماحة القائد المجاهد: يرجى توضيح وجهة نظركم حول اعطاء الحقوق الشرعية من قبيل الزكاة وسهم الامام (عليه السلام) الى المجاهدين الذين يحاربون العدو في جبهات القتال وميادين الشرف تحت قيادة حركة (فتح)).
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم: من المؤكد ان ذلك امر مناسب بل ان من الواجب تخصيص جزء كافٍ من الحقوق الشرعية من قبيل الزكوات وسهم الامام لهؤلاء المجاهدين في سبيل الله ممن يقفون في جبهات التضحية والفداء للقضاء على عدوة البشرية الصهيونية الكافرة، وممن يهدفون الى احياء أمجاد الاسلام واعادة العزة والشرف اليه واحياء التاريخ الاسلامي المجيد.على كل مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر توظيف جميع طاقاته في هذا السبيل لينال في النهاية احدى الحسنيين أما الشهادة او النصر.
واما انتم ايها المقاتلون الذين تقفون على خط النار للانتقام ومحو وصمة العار عما لحق بنا، فانكم ستنالون النصر المؤزر ان شاء الله ولتبشروا المؤمنين الاحرار بان الله مع كل ارادة شجاعة وصاحب حق.
ان الوقوف مع اخواننا الذين يمتلكون القدرة على النصر النهائي- اعني مقاتلي حركة فتح المميزين ورفاقهم في السلاح مقاتلي" قوات العاصفة" وسائر الفدائيين المجاهدين الاحرار في سبيل الله- واجب وبجميع الاشكال والامكانات،" والله ولي التوفيق".
سؤال: (بعد اشتعال نار الثورة المقدسة في فلسطين وتحقق العديد من الإنجازات بقيادة (فتح)، ماهو رأي سماحتكم فيما يخص اخواننا المرابطين في خنادقهم في الاراضي المحتلة؟)
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم : رأيي الاول والأخير بالنسبة لاخواننا المقاتلين المرابطين هو مواصلة الجهاد دون كلل او ملل، لان (الحياه عقيدة وجهاد) فمما لاشك فيه واستناداً لطريقة الاسلام في التفكير ان الموت افضل من الحياة المذلة، وعليه فليس امامنا حالياً سوى مواصلة الجهاد بكافة طاقاتنا وامكانياتنا المتاحة لتحقيق العزة والكرامة التي كانت نصيبنا طوال تاريخ الاسلام العظيم لاجيالنا القادمة. فالقرآن الكريم يقول: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ 1. ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ 2 ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ 3 ﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ ﴾ 4..
سؤال: (نتيجة لتصاعد المقاومة المسلحة في فلسطين حاليا ونتيجة للممارسات الوحشية للصهاينة فان آثارا تترتب على ذلك مما هو في غير صالح الامة العربية والاسلامية. يرجى ان تطلعونا على نظركم الشريف في ذلك كي يوظف المسلمون في جميع البلدان كافة طاقاتهم المادية والمعنوية ويساهموا في هذا الجهاد المقدس؟).
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم: كما اوضحنا سابقا فان هذا الامر واجب في الاوضاع والظروف التي تمر على الاسلام والمسلمين وعليه فاني لا اري امراً اكثر وجوباً على المسلمين من الإنصياع للاحكام الاسلامية المقدسة والمساهمة في الدفاع عن عزة الاسلام بارواحهم واموالهم، فحينما ترون الصهاينة المجرمين فليس من سبيل سوى مواصلة الجهاد، كما ليس من سبيل امام المسلمين جميعا سوى تقديم العون المادي والمعنوي في هذا الطريق" و الله من وراء القصد".
سؤال: حاليا وحيث امتدت ايدي الصهاينة للتدخل في جميع مناحي الحياه في ايران المسلمة، ماهو بنظر سماحتكم افضل طريق يسلكه الشعب الايراني المسلم ليتمكن من قطع ايدي الصهاينة، حتى يتمكن اخواننا الايرانيون ان يقفوا جنبا الى جنب مع اخوانهم الفلسطينيين؟.
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم: ان افضل طريق هو ان تسعى الجماهير الايرانية المسلمة قدر استطاعتها الى الامتناع عن التعامل مع عملاء الصهانية وغيرهم من عملاء الاستعمار المتواجدين في ايران، وان يجعلوهم معزولين محبطين روحيا وماديا، ويضيقوا عليهم منافذ الحياة ويشنوا عليهم حربا اقتصادية وحروبا اخرى في مختلف المجالات كي يجبروهم في النهاية على قطع علاقاتهم مع ايران وشعبها المسلم، حينها سيستطيع الشعب الايراني وضع جميع امكانياته المادية والمعنوية بيد المجاهدين الفلسطينيين.
وفي هذه الظروف الراهنة المؤلمة على كل مسلم تجنيد كافة طاقاته في سبيل تحرير الاراضي المحتلة والإنتقام من المحتلين" و الله ولي التوفيق". ولاشك ان مسؤلية كل فرد مسلم وان كان في ابعد نقطة من العالم الاسلامي هي عين مسؤولية ابناء شعب فلسطين المسلم" المسلمون يد واحدة على من سواهم يسعى بذمتهم ادناهم" 5. فلا تفرقة ولا عنصرية، وليس بين الشعوب الاسلامية اي تمايز على بعضهم الا في التقوى ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ 6 و ﴿حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ 77.
قامت منظمة فتح بطبع هذا اللقاء الصحفي باربعة لغات العربية والتركية والإنجليزية والفرنسية ونشرته على نطاق واسع مضمنة اياه آراء بعض كبار العلماء من اهل السنة والشيعة بينهم السيد محسن الحكيم.
* صحيفة الإمام، ج2، ص: 186-187
1- سورة الأنفال، الآية 60.
2- سورة محمد، الآية 7.
3- سورة آل عمران، الآية 106.
4- سورة النساء، الآية 104.
5- راجع بحار الأنوار- ج 2، ص 148.
6- سورة الحجرات، الآية 13.
7- سورة آل عمران، الآية 173.