الموضوع: ضرورة المقاومة وعدم التخلي عن خندق النقد، وتجنب الفرقة
رسالة
المخاطب: فلسفي، محمد تقي
عدد الزوار: 132المكان: مدينة قم
المخاطب: فلسفي، محمد تقي 1
تفضلوا بقبول فائق الاحترام .. إن الابتعاد عن منبع الاخبار، والذهاب الى همدان، وقلة الاختلاط، ادّى الى عدم اطلاعي الجيد على الأحداث التي شهدتها العاصمة، وما اطلعت عليه مؤخراً مدعاة للتأسف حقاً، فالمرء ليقف حائراً حيال هذا الوضع. فما من أمل يمكن أن يعقد على اصلاح البلد، وأي أُناس يمكن الاطمئنان اليهم.
على اية حال، ينبغي لسماحتكم أن لاتتخلى عن موقعكم بسبب هذه الاوضاع .. ان المفسدين يتطلعون دائماً لاقصاء امثال سماحتكم من الساحة كي يتسنّى لهم فعل ما يحلولهم دون أن ينتقدهم أحد. ففي اليوم الذي تعرض رضاخان للعمائم، قلت لأحد ائمة الجماعة: اذا ما اخذوك الى النظمية (مركز الشرطة) ونزعوا عمامتك، ومن ثم تسنى لك الذهاب الى المسجد، اذهب الى المسجد بهذه الحالة، لأن اقصى ما يتمناه هؤلاء هو أن يتخلى رواد المسجد عن واجبهم، وان ينسحب المتدينون من الساحة ليصول ويجول بها هؤلاء.
مهما يكن، فان مثل هذه الاحداث الطارئة، لا تخلو من تأثير في حياة الافراد، غير أن خطيباً وواعظاً مثل سماحتكم يجب أن لا يتوقع أن يبقى مصوناً عن تعرض الأشرار على الدوام، ولكن يجب أن لا يغيب عن اذهاننا أن نسبة هذه الافعال الى المعممين لا تخلو من نوايا مغرضة، وانهم يريدون أن يحطموا الحجر بالحجر كما يقال فلابد من الحرص على عدم توفير الفرصة للآخرين لانتهاز الخلافات التي تنشب بيننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج1، ص: 50-51
1-يشير السيد فلسفي الى دوافع ازلام الشاه من إثارة البلبلة في مجلسه وتعطيل منبره، التي قادت الامام الخميني الى بعث رسالته، فيقول: صادف اليوم التالى لافتتاح مسجد ارك، اليوم الاول من شهر رمضان المبارك. وحسبما اعتدته في السنوات الماضية، حيث كنت ارتقي المنبر في( مسجد شاه) بعد اقامة صلاة الظهر وكان حديثي يبث مباشرة عبر المذياع، دخلت باحة المسجد. كانت الاوضاع غير اعتيادية .. كانت عدة واقفة في الباحة الخارجية قرب مدخل المسجد المسقوف. ما أن رأوني حتى اخذوا يهتفون .. ولجت بوابة المسجد .. وبما أن تلاوة القرآن ما زالت مستمرة، فاخترت الجلوس بالقرب من المنبر .. العدة التي كانت واقفة في الباحة الخارجية، دخلت المسجد واستمروا بالهتاف. كانت الاجواء بنحولم يعد ارتقاء المنبر ممكناً. لذا قمت وتوجهت الى مكتبة المسجد عن طريق حجرة الكاميرات .. يبدوأنهم قد ابلغوا الشرطة بضرورة مراقبتي لئلا اصاب بأذى، ذلك أن عدداً من افراد الشرطة وقفوا امام بوابة المكتبة، وعدداً آخر دخل المكتبة .. ان نحو تصرف وتحرك هؤلاء الاشخاص، وفي شهر رمضان بالذات، كان يوحي اولًا: أنهم ليسوا من رواد المسجد وهواة المنبر. ثانياً. ان افعالهم وتحركاتهم كانت تبدومدروسة. كما أن اختيار الزمان والمكان لارباك المجلس والغائه كان يبدومدروساً ايضاً. وقد اتضح فيما بعد بأن قيام صحيفة( باختر امروز) بنشر خبر كاذب ضدي قبل اسبوعين من هذا الحادث، كان بمثابة التمهيد لذلك كي يبدوارباك المجلس وكأنه تحرك شعبي، حيث سيقولون: بسبب مهاجمة فلان لمصدق، فان الجماهير حالت دون ارتقاءه المنبر. على اية حال مكثت ساعة اوساعتين في مكتبة المسجد. غير أني رأيت أنهم غير مستعدين للتخلي عن نواياهم المبيتة .. كانوا يرددون في باحة المسجد شعار: يحيا مصدق، يحيا الكاشاني، والموت لاعداء النهضة وامثال ذلك .. ولابد من التذكير هنا بأن قيادة شرطة طهران قد اصدرت، في نفس اليوم الذي شهد الحادث، اعلاناً حذرت فيه الخطباء والوعاظ من التطرق الى القضايا السياسية للبلد. ومنعتهم من ذلك منعاً باتاً، وطالبتهم بالاكتفاء بالحديث في الموضوعات الدينيه فحسب .. ولكن الحادث انتهى بضرر الدكتور مصدق وحكومته. فكل يوم كان يمر من شهر رمضان لم ارتق فيه المنبر، وبسبب حرمانهم من سماع المواعظ والخطب الدينية، كانت مشاعر الناس واحاسيسهم تشتعل اكثر فاكثر وتشتاط غضباً ضد التحركات والاعلام المعادي للتوجه الديني .. وخلال هذه الفترة كان الامام الخميني في همدان، وقد اطلع على الحادث متأخراً ..