الموضوع: عزم النظام المتجبر على هدم الاسلام ومذهب التشيع
رسالة
المخاطب: العلماء الاعلام وحجج الاسلام والفقهاء في مدينة همدان
عدد الزوار: 56المكان: مدينة قم
المخاطب: العلماء الاعلام وحجج الاسلام والفقهاء في مدينة همدان
اصحاب الشرف حضرات العلماء الاعلام وحجج الاسلام والفقهاء العظام- دامت بركاتهم وعلت كلمتهم.
البرقية الكريمة التي تعرب عن مشاعر الأسى والأسف على الفاجعة العظيمة التي حلّت بالاسلام والمسلمين، وتعلن دعم الحوزة المقدسة والاهداف الشرعية التي يتفق عليها علماء الاسلام وطوائف المسلمين، تستحق الشكر والتقدير.
من البديهي اذا غفل المسلمون عن هذا الاسلوب الذي ينتهجه النظام المتجبر، ولم يراقبوا الاوضاع فيه بدقة، ولم يبذلوا جهودهم في الدفاع عن حريم القرآن الكريم والاسلام، فلن يمضي وقت طويل حتى يتجاوز- لا سمح الله- اعتداء النظام الدنس وعملاء الاجنبي، احكام الاسلام الضرورية ليتطاول على كيان الاسلام المقدس. فثمة شواهد عديدة تدل على أن النظام المتجبر، بتسويل مما جُبِلَ عليه من خبث ذاتي، يسعي الى تقويض الأساس، فما الهجوم المسلح على التفقه والفقاهة وهتك حرمة مراجع الدين وفقهاء الاسلام، وسجن وقمع طلبة مدرسة الاسلام، وإهانة القرآن الكريم وسائر المقدسات الدينية، إلّا نموذج بارز على ذلك. كما أن اعلان عن مساواة الحقوق بين المرأة والرجل في مختلف المجالات، وإلغاء شرط الاسلام والذكورة عن الناخب والمنتخب ومن شروط القضاة، يمثل نموذجاً صريحاً آخر.
كذلك يمثل التشدد والاجحاف بحق حجاج بيت الله الحرام، في وقت يتم توفير كافة الامكانات لتسهيل سفر عدة آلاف من عملاء اسرائيل الى لندن للتآمر على الاسلام، واطلاق اسم طائفة عليهم (حسبما نشر في بعض الصحف التي هي بالتأكيد تمارس نشاطها تحت اشراف المنظمات الحكومية وتملي عليها ما تريد). يمثل مظهراً آخر من مظاهر انحراف النظام المتجبر. والحسم الممنوع في اسعار تذاكر الطيران واعطاء كل مسافر من عناصر الفرقة الضالة خمس مئة دولار، نموذج آخر ايضاً.
كما أن الهمس الذي بدأ مرة اخري مؤخراً ب (تغيير المسار)، والتمتمات الأخري التي لا يليق ذكرها الآن، والعبارات المخزية للغاية التي ذكرت وتذكر في خطبهم المبتذلة، هوالآخر نموذج من هذه النماذج.
فكل ذلك وأمثاله، أثار مخاوفي بشدة. ولا يراودني أدني شك في أن السكوت عن النظام المتجبر، هو موت مُذِلّ مقرون بالعار، فضلًا عن هدم الاسلام ومذهب التشيع.
تقع اليوم على عاتق المسلمين، ولا سيما العلماء الاعلام، مسؤولية جسيمة عند الله- تبارك وتعالى فمع التزامنا الصمت ستكون الاجيال القادمة الى الأبد في معرض الضلالة والكفر، وسنكون نحن المسؤولين عن ذلك.
ان خطر اسرائيل وعملائها الأذلاء، يهدد الاسلام وايران بالفناء. وأنا غير مستعد لتحمل العار والخزي من أجل العيش لأيام معدودة. وما أتوقّعه من العلماء الاعلام وسائر فئات المسلمين، هو تنسيق الجهود، لإنقاذ القرآن والاسلام من الخطر المحدق بهما.
أسأل الله المتعال عظمة الاسلام والمسلمين وعلماء الاسلام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج1، ص: 217-218
2011-04-07