الموضوع: شكر السيد الميلاني على دعمه للانتفاضة على نظام الشاه
رسالة
المخاطب: الميلاني، السيد هادي
عدد الزوار: 82المكان: مدينة قم
المخاطب: الميلاني، السيد هادي
سماحة آية الله الميلاني- دامت بركاته
تفضلوا بقبول فائق الاحترام .. إن رسالتكم المباركة التي تعبر عن قلقكم من الأوضاع الفعلية للنظام الغاشم، وتعرب عن دعمكم ومساندتكم لنا، تستحق كمال الشكر والتقدير .. إن الأحداث الجارية وما سبقها إذا ما تأملناها ليست بالأمر الذي يمكن السكوت عنه.
إن ما خلفه نبي الإسلام- صلى اله عليه وآله وسلم- كتاب الله والعترة. وإن هذين الثقلين باتت تتهدهما الأخطار اليوم. فقد شاهدتم أي مخطط شيطاني أقدمت عليه الأيدي الخبيثة للنظام الغاشم بشأن موضوع القرآن الكريم. فلولم يكن هناك موقف حاسم للعلماء الأعلام والمسلمين كافة، لكان من غير الواضح ما الذي كنا نتجرعه اليوم.
إن إلغاء قيد الإسلام من الشروط اللازمة للقضاة، لا يمكن النظر إليه سوى أنه تجسيد لهذا المخطط الشيطاني لعملاء إسرائيل عدوة الإسلام والقرآن والشعب وسيادة البلد. إنه ذات المخطط الشيطاني الذي استهدف إرسال ألفين وعلى حد قول البعض خمسة آلاف من أعضاء الفرقة الضالة 1 عميلة إسرائيل، للمشاركة في المؤتمر المعادي للإسلام الذي عقدته أيدي الحكومة الخائنة والنظام الغاشم، وأنفقت عليه من قوت الشعب المسلم الفقير، فمنحت كل واحد من هؤلاء خصماً في قيمة تذاكر السفر قدره ألف ومئتا تومان، وأعطت كل واحد منهم خمس مئة دولار، ومنحتهم كافة التسهيلات اللازمة، كي يتسنى لهم المشاركة في التجمع المعادي للإسلام الذي يعقد بلندن ويروج للأفكار الشيطانية المعادية للإسلام والوطن.
إني ألفت نظر سماحتكم إلى كلمات ... 2 التي ألقيت في مراسم استقبال الرئيس الهندي، لأنها في غاية الخطورة، وهي تستحق أن نتوقف عندها، ونتأملها بدقة، غير أني أقول باختصار: إذا ما فكر النظام يوماً في ترجمة ما يدور في خياله عملياً، فسوف تخرج يد انتقام الشعب المسلم من الأكمام، وتعاقب المجرمين والخائنين، وتحول دون تحقيق تشبثات هؤلاء الضالين.
هذا وكنتَ قد سألتَ عن حالي وأحوال المصابين والمجروحين وأسر المقتولين، يوسفني أن أقول لكم: إن اسر المقتولين تتألّم من حرقة المصاب، ولم نتمكن حتى الآن من تعرف جميع المصابين والجرحى، فبعض المصابين لم يسترجعوا عافيتهم بعد برغم المدّة الطويلة.
بالنسبة لحالتي فلا بأس بها، غير أن الأحداث الجارية والمخاطر المحتملة تعذبني. اسأل الله- تعالى- نصرة الإسلام والمسلمين. واكرر شكري وتقديري لمشاعركم الصادقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج1، ص: 229-230
1- البهائية.
2- نص غير مقروء.