الموضوع: تحركات النظام الاستفزازية في اعتقال علماء الدين بعد انتفاضة 15 خرداد 1342
رسالة
المخاطب: الميلاني، السيد هادي
عدد الزوار: 80
التاريخ 25 ارديبهشت 1343هـ-. ش/ 3 المحرم 1384 هـ-. ق
المكان: مدينة قم
المخاطب: الميلاني، السيد هادي
بسم الله الرحمن الرحيم
تفضلوا بقبول فائق الاحترام. الرسالة المباركة التي ضمت موضوعات سامية والإعراب عن المشاعر النبيلة، تستحق الشكر. اسأل الله تعالى السلامة والسعادة والعظمة لسماحتكم وجميع المراجع العظام وسائر المسلمين، وآمل أن يمن الله تعالى على الجميع بوعي واجباتهم الشرعية واستيعاب القضايا والاحداث والعمل بها.
اعتقد أن القضايا يلفها غموض عجيب، وان احداث الساعة غير واضحة مطلقاً. وان الاخبار المختلفة على صعيد الداخل والخارج تقلقني بشدة، وأشد ما أخشاه هو أن تسعى الأيدي الخبيثة للإضرار بوحدة اراضي البلد لا سمح الله وان اولياء الامور إما غافلين او معذورين.
وفي الوقت ذاته، فان ما نشهده من احداث، ولاسيما ما يثار بشأن خوزستان وكردستان، وما اخذ ينشر مؤخراً في الصحف عن خوزستان 1 وينبغي للحكومة المحافظة على الاستقرار الداخلي بأي نحو كان تبدو وكأنها أعمال استفزازية داخلية.
ففي شيراز تم اعتقال السيد دستغيب 2، وفي جهرم وضواحيها اعتقل السيد حسين 3، وفي تبريز اعتقلوا السيد القاضي 4، وفي قم وطهران تم اعتقال جمع من الخطباء والوعاظ، وفي خراسان اعتقلوا السيد طبسي 5، اضافة الى ارتكاب اعمال أخرى، وفي اصفهان تصرفوا بنحو آخر، وفي باقي انحاء البلاد آلموا وأغضبوا بعض الشخصيات بنحو من الانحاء.
ومثل هذه الموضوعات تؤلمني وتقلقني، وأخشى أن تؤدي الى بروز احداث مؤسفة لا سمح الله تسيء الى مصالح البلد والى الاسلام. ويبدو أن تحذير اولياء الامور لا يجدي نفعاً، وكأنهم يعملون بصورة تلقائية، أو أنهم ملزمون بأداء اعمال محددة تترتب عليها عواقب وخيمة لا سمح الله.
ينبغي لسماحتكم، ونظراً لما تتمتعون به من وعي كامل للأحداث المحيطة بكم، التفكير بذلك، كأن يتم تحذير اولياء الامور بأن اللجوء الى أمثال هذه الاعمال الاستفزازية في مثل هذه الظروف يعد امراً خطيراً، على الرغم من أن تحذير الحكومات في هذا الظروف لا يجدي نفعاً. بطبيعة الحال ينبغي التصرف باحتياط وحزم تامين في هذا الظرف، كي لا يصبح المسلمون أو علماء الدين اداة للاهداف السيئة. لقد طلبت من الحكومة أن تعرف شخصاً يثق به الطرفان كي أطلعه على المصالح والمفاسد، وبرغم انقضاء ثلاثة أو اربعة أيام لم يأت الرد وربما لا يأتي أصلًا. الحكومة ليس بوسعها أن تكون طرفاً في المفاوضات. ان ثمة أيدٍ مرموزة في هذا البلد، الذي يحترمه علماء الدين كافة ويهتموا كثيراً باستقلاله ووحدة اراضيه، تقوده الى حافة الهاوية، غير أن الله تعالى يحفظه ببركة وجود ولي العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف أرجو أن لاتنساني من صالح دعواتكم في مظان استجابة الدعاء لدي تشرفكم بزيارة الروضة الرضوية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
*صحيفة الإمام، ج1، ص: 299-300
1يومئذ كانت الحكومة العراقية، بدعاياتها السيئة المعادية لايران واستخدامها عناوين واسماء مزوّرة ومحرّفة مثل( عربستان) بدلًا من خوزستان، و( الخليج العربي) بدلًا من الخليج الفارسي، تكشف عن عدوانيتها على بلدنا. وفي كردستان ايضاً ثمة ناس باعوا انفسهم للاجنبي، كانوا يتحدثون( بالتجزئة) ومشروع( كردستان العظمى).
2- السيد عبد الحسين دستغيب.
3- السيد حسين آيت اللهي.
4- السيد علي القاضي الطباطبائي.
5- السيد عباس واعظ طبسي