الموضوع: الإعراب عن الأسف على هيمنة إسرائيل وعملائها على شؤون البلد
نداء
المخاطب: الشعب الإيراني
عدد الزوار: 166
التاريخ: 18 فروردين 1343 هـ. ش/ 23 ذي القعدة 1383 هـ. ق
المكان: مدينة قم
المناسبة: صدور أحكام قضائية على السيدين طالقاني وبازركان، من محكمة الاستئناف العسكرية
المخاطب: الشعب الإيراني
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾ 1
كنت أخشى لو أني كتبت كلمة واحدة بشأن الظلم الذي يُعرّض له كل من حجة الإسلام السيد الطالقاني وحضرة السيد المهندس بازركان وسائر الأصدقاء، سيؤدّي ذلك إلى تأزّم وضعهم وتشديد أحكام السجن بحقهم من عشر سنوات إلى خمسة عشر سنة. والآن وقد صدرت أحكام محكمة الاستئناف الجائرة، لابُدّ من الإعراب عن أسفي على أوضاع إيران عموماً وأوضاع المحكمة خاصّة.
إن الانتهاكات والخروق للقوانين والمقررات التي تشهدها المحاكم بدرجة تدعو للأسف والدهشة، نظير: المحاكمات السرية، والسجن قبل ثبوت الجريمة، وعدم الاكتراث بالدفاع عن المظلومين.
إني وكل أصحاب الضمائر الحية والمتدينين، نأسف على الظلم الذي يُعرَّض له هؤلاء الأشخاص الذين يحكم عليهم بالسجن لمدد طويلة بجريمة الدفاع عن الإسلام والدستور، وعليهم المكوث في السجن مع ما هم عليه من الشيخوخة والمرض، إرضاء لشهوات الآخرين. فليتوقع أولئك الذين أصدروا هذه الأحكام مصيراً ضنكاً.
والأشد أسفاً هو هيمنة إسرائيل وعملائها على العديد من شؤون البلد الحساسة وإحكام قبضتهم على اقتصاد البلد بمساعدة الحكومة وأزلام النظام الغاشم المتجبر.
إن إسرائيل في حالة حرب مع الدول الإسلامية، والحكومة الإيرانية تعاملها بمنتهى الود، وتوفر عليها كلَّ أساليب الدعاية الماكرة، وسبل استيراد منتوجاتها. وقد حذّرت كراراً من أخطار ذلك الخطر المحدق بالدين المقدس، والخطر الذي يهدد استقلال البلد واقتصاده.
إني آسف على مقولة " الكفر ملة واحدة" 2، التي تروج لها المؤسسات على الألسن. إن هذا الكلام يخالف نص كلام الله، ويردد لخدمة إسرائيل وعملائها، ولخدمة الفرقة الضالة المنحرفة 3.
إني آسف أن تنشر في هذا البلد الإسلامي خلافاً للدستور، كتبٌ ضالة مخالفة لنص القرآن وأسس الدين المقدس، وتقوم الحكومات بالدفاع عن ذلك. لقد قاموا بإصدار كتاب نقدي لردِّ القرآن المجيد، وتقديم لائحة قانون الأسرة الذي يتعارض مع أحكام الإسلام الضرورية، ويخالف نص كلام الله المجيد، دون أن يجرؤ أحد على مساءلة الحكومات..
إني آسف على معاملة أجهزة النظام لمجلس الوعظ والإرشاد والعزاء على سيد المظلومين عليه الصلوة والسلام. فكل من تحدّث بشكل عام عن الظلم والظالم، أودع السجن. إن كافة المجالس الحسينية تُعرَّض للضغط، وإن أصحابها كانوا ومازالوا يُعرَّضون للملاحقة، وتمارس عليهم ضغوط لاتطاق. لقد أودع المتدينون السجن، وعُرِّضوا للتنكيل والتعذيب، بجريرة تسيير المواكب الحسينية في عاشوراء، ورفع شعارات معادية لإسرائيل، مع أن مسيراتهم كانت سلمية إلى أقصى حد.
إني أعلن لكافة الدول الإسلامية ولمسلمي العالم أينما كانوا، أن الأمة الشيعية العزيزة ساخطة على إسرائيل وعملائها، وتعرب عن سخطها واستنكارها للدول المساومة لإسرائيل. وليس الشعب الإيراني الذي يقدم على مساومة إسرائيل المنبوذة، بل الحكومات التي لم تحظ بتأييد الشعب مطلقاً، هي التي تسعى لذلك، والشعب الإيراني بريء من هذا الذنب العظيم .. أسأل الله- تعالى- عظمة الإسلام وصيانة أحكامه.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج1، ص: 254,253
1- التاريخ الصحيح لهذه الوثيقة هو شهريور 1343. وسيتم تصحيحه ودرجه في مكانه في الطبعات القادمة.
- سورة الشعراء، الآية 227.
2- حديث ينسب للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وشعار كان يرفعه أتباع النظام كي ينظر إلى إسرائيل والبهائية مثلما ينظر إلى الدول المسيحية، ويتم الاعتراف الرسمي بهما. وقد اعتبر الإمام الخميني هذه المقولة مخالفة لنصوص القرآن والإسلام الصريحة.
3- الفرقة البهائية.