الموضوع: اعتراض على تصرف اسد الله علم - رئيس الوزراء يومئذ
برقية
المخاطب: پهلوي، محمد رضا
عدد الزوار: 166
التاريخ:15 آبان 1341 هـ. ش/ 8 جمادى الثانية 1382 هـ. ق
المكان: مدينة قم
المناسبة: اصرار اسدالله علم على المصادقة على لائحة مجالس الاقاليم والمدن
المخاطب: پهلوي، محمد رضا
بسم الله الرحمن الرحيم
جلالة الملك المعظم
البرقية التي اشارات الى أن جلالتكم يحرص على المحافظة على الشعائر الدينية اكثر من أي شخص آخر، واحالة البرقية التي بعثتُ بها الى الحكومة، والدعاء بتوفيقي في نشر وترويج التعاليم الاسلامية وهداية العامة، تستحق الشكر. وبطبيعة الحال يتوقع الشعب الايراني المسلم ذلك من جلالتكم.
وقول جلالتكم يتفق مع الحديث المروي عن نبي الاسلام- صلى الله عليه وآله-: (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالمُ علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله) 1 وشغل عالم الدين الارشاد وهداية الأمةومما يؤسف له أنه ورغم تحذيري السيد اسد الله علم من هذه البدعة التي يريد سنّها في الاسلام ولفت نظره الى المفاسد المترتبة عليها، لم يخضع لأمر الله القاهر، ولم يعبأ بالدستور وقانون المجلس، ولم يطع الأمر الملكي ولم يلتفت الى نصيحة علماء الاسلام، ولم يهتم بإرادة الشعب المسلم- وقد احتفظ ويحتفظ العلماء الاعلام في كل من قم وطهران بالطومارات والبرقيات والرسائل التي بعث بها الكثير من ابناء الشعب من مختلف انحاء البلاد، ولم يحترم التجمعات الحاشدة التي اقيمت في قم وطهران وباقي المدن، والارشادات المفيدة لخطباء الاسلام.
ان السيد عَلَم حال ويحول دون نشر توجهات الرأي العام في الصحافة وتسليط الضوء على برقيات استغاثة المسلمين التي بعثوا بها الى جلالتكم والى علماء الأمة، ويعمل على تضييق الخناق على صحافة البلاد خلافاً لبنود الدستور، ويمارس أزلامه وأعوانه ترهيب وتهديد الشعب المسلم في شتى انحاء البلاد ممن يتطلعون لتعريف أوضاعهم وعرض حالهم لجلالتكم ولعلماء الامة.
لقد أعلن السيد علم مخالفته لقانون الاسلام والدستور وصّرح بها على رؤوس الاشهاد. لقد تصور أنه بالقسم، ب- (الكتاب السماوي) بدلًا من (القرآن المجيد)، بامكانه أن يجرد القرآن الكريم من رسميته، وأن يجعل من (الافسا) والانجيل وبعض الكتب الضالة، نداً له اواحلالها محله.. لقد جعل هذا المرء انتهاك الدستور شعاراً له بذريعة الالتزامات الدولية، علماً أن الالتزامات الدولية لاعلاقة لها بالدين والدستور..
ان التشبث بالالتزامات الدولية لسحق القرآن الكريم والاسلام والدستور والشعب، ذنب لا يغتفر
إنني بدافع الحرص على مصلحة الامة الاسلامية، ألفت نظر جلالتكم الى عدم الاطمئنان والثقة بالعناصر التي تسعى- بالتملق والتظاهر بالولاء- بنسبة كل ما تمارسه من الافعال المنافية للدين والقانون الى جلالتكم، وتعمل على اسقاط اعتبار الدستور- الذي يعد الضمانة الاساسية للوطنية والسلطنة- بالمصادقة على لوائح خيانية وخاطئة، كي يتسنى لها تنفيذ المخططات المشؤومة لأعداء الاسلام والشعب.
ان الشعب المسلم ينتظر أن تلزموا السيد عَلَم باتباع القانون الاسلامي والدستور، وأن يعتذر عن الاساءة التي الحقها بساحة القرآن الكريم المقدسة. وإلّا سأضطر لذكر موضوعات أخرى في رسالة مطولة أبعث بها لجلالتكم
اسأل الله- تعالى- تحقيق استقلال الدول الاسلامية وحفظها من الاضطرابات والثورة
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج1، ص:107- 108
1- اصول الكافي، ج 1، ص 4
2011-04-05