الموضوع: الشاه وإسرائيل مصدرا معاناة الشعب الإيراني
خطاب
الحضور: علماء الدين، وطلبة العلوم الدينية، وجمع من أهالي مدينة قم وزوار مرقد العلوية فاطمة المعصومة
عدد الزوار: 158
التاريخ: عصر يوم 13 خرداد 1342 هـ. ش/ 10 المحرم 1383 هـ. ق
المكان: مدينة قم، المدرسة الفيضية
المناسبة: عاشوراء الحسين
الحضور: علماء الدين، وطلبة العلوم الدينية، وجمع من أهالي مدينة قم وزوار مرقد العلوية فاطمة المعصومة
بسم الله الرحمن الرحيم
معارضة النظام لأساس الإسلام
الآن عصر عاشوراء. وعندما استعرض أحياناً في ذهني أحداث هذا اليوم يتبادر لي هذا السؤال: لو أن حرب بني أمية وحكومة يزيد بن معاوية كانت على الحسين عليه السلام فقط، فلماذا إذن مارسوا تلك المعاملة الوحشية يوم عاشوراء على النساء والأطفال الأبرياء العزل؟! وماذا كان ذنب الأطفال الصغار والنساء؟!. فيبدو لي أن الذي كان يهمهم في الأساس، أنهم لا يريدون بني هاشم .. بنو أمية كانوا يعادون بني هاشم، ولم يكونوا يريدون لهم أن يكونوا الشجرة الطيبة.
ويبدو أن هذا النوع من التفكير يسود اليوم في إيران، فما شأن هؤلاء (ازلام السلطة) مع شبابنا الذين يبلغون السادسة عشر والسابعة عشر؟ وماذا فعل السيد البالغ من العمر الستة عشر أو السبعة عشر عاما 1 بالشاه؟ وماذا فعل للحكومة النظام؟ إن هؤلاء يعادون الأساس.
إسرائيل عدوة الإسلام وإيران
إسرائيل لا تريد أن يكون في هذا البلد مفكر، ولا تريد أن يكون فيه القرآن وعلماء الدين، ولا تريد أحكام الإسلام. فقد دمرت إسرائيل المدارس2 بأيدي عملائها الخبثاء! إنهم يريدون إحكام قبضتهم على اقتصادكم، والقضاء على زراعتكم وتجارتكم، وامتلاك ثروات هذا البلد بعملائهم، وتحطيم كل ما في طريقهم من عراقيل، والقرآن عقبة تجب إزالتها، وطبقة العلماء سد ينبغي تدميره! والمدرسة الفيضية عقبة لابد من هدمها، وطلبة العلوم الدينية، الذين من الممكن أن يكونوا موانع على الطريق في المستقبل، يجب أن يلقى بهم من فوق السطوح وتكسَّر أيديهم ورؤوسهم. كلّ ذلك من أجل أن تحقق إسرائيل مصالحها، وحكومتنا جرياً منها خلف إسرائيل تعمل على إهانتنا!
مَنْ هو المتطفل؟
لقد رأيتم، أنتم يا سادة قم، ذلك اليوم الذي أجروا فيه الاستفتاء المغلوط فيه والمفضوح برغم ارادة الشعب الإيراني الذي لم يشارك فيه غير عدة آلاف صوت كيف أثاروا عدداً من الأراذل في شوارع قم مركز العلماء، وفي جوار فاطمة المعصومة، ثم وضعوهم في سيارات طافت بهم الأزقة وهم ينادون:" لقد ولّى دور التطفل والموائد"! على السادة أن يلاحظوا المدرسة الفيضية وحجراتها، فهل من يقضون ربيع عمرهم وريعان شبابهم في هذه الحجرات، ولا يتقاضون في الشهر اكثر من ثلاثين وأربعين أو مئة تومان، هل هم متطفلون؟ وهل نحن متطفلون؟! هل نحن الذين عندما توفي شيخنا المرحوم الحاج عبد الكريم لم يملك أبناؤه المحترمون تلك الليلة طعام العشاء متطفلون؟ وهل المرحوم السيد البروجردي الذي توفي وعليه ستّ مئة دين يقدر بستمائة ألف تومان اقترضه للإنفاق على الحوزة العلمية متطفل الذين ملؤوا مصارف العال، م وشيدوا القصور الفخمة، ولديهم آلاف الملايين من الأموال في أماكن أخرى، ومع هذا لا يتركون هذا الشعب وشأنه، ويفكرون بملء جيوبهم أو جيوب إسرائيل؟ إن على العالم والشعب أن يحكموا من هو المتطفل؟!
ننصح الشاه ونحذره
أيها السيد الشاه، يا حضرة الشاه، إنني أنصح لك، فإنهم يخدعونك. دع هذه الأعمال فإنني لا أرغب في أن يفرح الجميع في اليوم الذي يطلب فيه منك الرحيل!. إنني أقصّ عليكم قصة يتذكر، شيوخكم حتى من يبلغ منكم الأربعين، إننا هاجمتنا ثلاث دول أجنبية هي الاتحاد السوفيتي وإنجلترا وأميركا، وسيطرت على إيران. وكانت أموال الناس وأعراضهم مهددة بالضياع والتدمير والانتهاك، لكن شهد الله أن الناس كانوا مسرورين، لآن البهلوي3 رحل عنهم، فلا أريد لك هذا، فلا تتلاعب إلى هذه الدرجة بالشعب، ولا تعاد العلماء إلى هذه الدرجة. فإذا صدقوا في قولهم: إنك تُعادي العلماء، فتفكيرك سيّئ، وإذا أملوا عليك، وقالوا لك اقرأ، فعليك أن تفكر في ذلك الأمر. لماذا تتحدث بذلك من دون أن تفكر؟! هل علماء الإسلام حيوانات نجسة في رأي الشعب كما تقول؟ إن كانوا حيوانات نجسة، فلماذا يقبل الناس أيديهم إذن؟! هل يقبلون أيدي الحيوانات النجسة؟ ولماذا يتبرّكون بالماء الذي يشربه هؤلاء؟ هل يفعلون ذلك بالحيوان النجس؟ هل نحن حيوانات نجسه؟ (بكاء الحضور). اسأل الله أن لا يكون قصدك العلماء ممن وصفتهم ب- (الرجعية السوداء، وأنهم كالحيوانات النجسة يجب أن يحذر منهم الشعب)، وإلا ستكون مسؤوليتنا ومسؤوليتك صعبة، ولن يسمح الشعب لك بالحياة. فاسمع نصيحتي، ولا تفعل هذا، فقد بلغت الخامسة والأربعين من عمرك، ويكفيك أن تسمع قول هذا وذاك. فكّر قليلًا، ولاحظ عواقب الأمور. واتعظ قليلًا، اتعظ بأبيك ولا تكن مثله، واسمع مني ومن علماء الدين، فإنهم يريدون صلاح البلد. فهل نحن رجعيون؟ هل أحكام الإسلام رجعية؟! هل قمتم ب- (ثورة بيضاء)؟ بأية ثورة بيضاء قمتم؟ لماذا تخدعون الناس؟ فوالله لا تفيدك إسرائيل، بل الذي يفيدك هو القرآن!. لقد أخبروني اليوم أنه تم استدعاء عدد من الخطباء الى مديرية الأمن، وطلبوا منهم أن لا يتدخلوا في ثلاثة أمور، وليقولوا بعدها ما يشاؤون: الأول، أن لا شأن لهم بالشاه. والثاني: أن لا شأن لهم بإسرائيل، والأخير هو أن لا يقولوا: إن الدين في خطر. حسناً، فلو تركنا اليوم هذه الأمور الثلاثة، فماذا يبقى لدينا لنقوله؟ إن كل مصائبنا نابعة من هذه الأمور الثلاثة.
عندما جاء ذلك الصعلوك،4 ولا أريد أن أنطق باسمه الآن، وسأذكر اسمه يوم أصدر الأوامر لقطع أذنيه (هتافات الحضور) عندما جاء إلى المدرسة الفيضية وقال (لرجاله) ماذا تنتظرون؟ جاء إلى المدرسة الفيضية، وأصدر الأمر، وأوعز بنهب جميع الغرف، وعندما تسألهم لماذا تقومون بهذا العمل؟ يجيبون أن صاحب الجلالة أمر بذلك. فهل هؤلاء (الطلبة) أعداء صاحب الجلالة، أو إسرائيل صديقة صاحب الجلالة؟! إن إسرائيل تنهب البلد. إن إسرائيل تسقط السلطنة!.
الشاه متأثر بالبهائيين
أيها السادة، راجعوا تقاويم البهائيين خلال السنتين أو الثلاث الماضية. فقد جاء فيها أن المساواة بين حقوق المرأة والرجل هي رأي (عبد البهاء)! فيرتقي الشاه المنبر دون فهم، وينادي بالمساواة بين حقوق المرأة والرجل. أيها السيد، إنهم لقّنوك هذا ليقولوا: إنك بهائي، لأبادر أنا بتكفيرك ثم يطردك الشعب، فلا تقم بهذا العمل ..
إقامة دورات تدريب عسكرية للفتيات هي الأخرى من أفكار عبد البهاء. عودوا إلى تقويم البهائية، لتروا ذلك، ألم يره الشاه؟ إذا لم يكن قد رآه، فليؤاخذ أولئك الذين لقّنوه بقول ذلك وهم على علم به. لقد سمعت والله أن مديرية الأمن تنوي إسقاط الشاه في انظار الناس، حتى يطردوه، فليس من المعلوم أنهم يطلعونه على الأمور، وهناك الكثير مما ينبغي التذكير به أبعد مما تتصورون.
إن بلدنا وديننا في خطر، وأنتم تُصرون على القول (أيها السادة، لا تقولوا: إن الدين في خطر!). وإذا لم نقل بأنه يواجه الخطر، فهل تنتفي الأخطار؟ وإذا لم نقل حقيقة الشاه، فهل يكون غير ذلك؟ أيها السيد، حاول أن لا تكون الأوضاع هكذا. إنهم يلقون كل شيء على عاتقك، أيها المسكين، إنك لا تعلم بأن هؤلاء الذين معك سينكرون صداقتهم لك يوم ترتفع الأصوات عليك، فهؤلاء أصدقاء الدولار، لا دين لهم ولا وفاء!.
العلاقة بين الشاه وإسرائيل
إن آلامنا ومصائبنا كثيرة، ليس لأن اليوم يوم عاشوراء- وإن كان ذلك مما ينبغي أن يكون- بل إننا متأثرون ومشفقون مما ينتظر هذا الشعب من المؤامرات التي تحاك عليه. إن آلامنا كثيرة، فما هي علاقة الشاه بإسرائيل، لتقول مديرية الأمن: لا تتحدّثوا بإسرائيل ولا تتحدثوا بالشاه، فما هي العلاقة بين هذين الاثنين؟ هل الشاه إسرائيلي؟! هل الشاه في نظر منظّمة الأمن يهودي؟ إنه يقول: أنا مسلم ويدّعي الإسلام، كما يبدو في الظاهر، ومن الممكن أن يكون هناك سرّ في الأمر. ومن الممكن أن يكون صحيحاً ما يقال بأن المنظمات تريد طرده، فهل لا تحتمل أنت ذلك؟ وإذا كنت تحتمل ذلك، فعليك بالعلاج. حاولوا إيصال هذه الأمور بطريقة ما إلى هذا السيد، لعله يصحو، لعلّه يعي قليلًا، فأحاطوا به من كل جانب، ومن المحتمل أنهم لن يسمحوا لهذه الكلمات بأن تصل إليه ..
أننا آسفون، آسفون جداً على وضع إيران ووضع هذا البلد المنكوب ووضع هذه الحكومة. أننا نأسف على ذلك كله، فليأت السيد (الشيرازي) ويدعو، فإني قد تعبت.
* صحيفة الإمام، ج1، ص: 238
1- السيد يونس رودباري، أحد شهداء مجزرة الفيضية
2- تعرضت كل من المدرسة الفيضية في مدينة قم، والمدرسة( الطالبية) في مدينة تبريز، إلى الهجوم الوحشي لازلام النظام في وقت واحد.
3- رضا خان والد الشاه المخلوع.
4- مولوي، وكيل مديرية أمن طهران.