الإمام الرضا عليه السلام والقيادة الإلهيّة
صفر
نعزّي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي وعموم المؤمنين لا سيما المجاهدين بشهادة الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت عليهم السلام علي بن موسى الرضا عليه السلام في آخر صفر عام 203هـ على رواية.
عدد الزوار: 196بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الرضا عليه السلام والقيادة الإلهيّة
المناسبة: شهادة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
نعزّي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وولي الأمر في غيبته مدّ ظلّه العالي وعموم المؤمنين لا سيما المجاهدين بشهادة الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت عليهم السلام علي بن موسى الرضا عليه السلام في آخر صفر عام 203هـ على رواية.
وقد عمل الإمام الرضا عليه السلام جاهداً في بيان موقع الإمامة والولاية للأمّة سواء على مستوى المرجعية الدينيّة أو القيادة السياسيّة فكان الإمام عليه السلام يجول البلدان لينشر علوم الإسلام المحمديّ الأصيل حتى قال محمّد بن عيسى اليقطيني وهو من أصحاب الإمام: "جمعت من المسائل ممّا سُئل عنه وأجاب خمسة عشر ألف مسألة".
وقد كان الإمام عليه السلام يغتنم الفرص ليؤكد أنَّ الإمامة هي منصب إلهيّ وليست من شؤون الناس، وهذا ما نلاحظه جلياً في الأحداث التالية:
1- إضافة إلى مشكلته مع العبّاسيّين بعد قتل أخيه واجه المأمون الثورات العلويّة التي كان يقودها أحفاد أمير المؤمنين عليه السلام وكان يضاعف من قلقه علاقة هذه الثورات بالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وهو يعرف أنّه صاحب الحقّ الإلهيّ في الإمامة. من هنا كان مخطّط المأمون الذي ابتدأه مع الإمام الرضا عليه السلام بالمناورة في الخلافة أوّلاً ثم في عرض ولاية العهد عليه مُبطناً خلاف ما أظهره. فكان جواب الإمام الرضا عليه السلام الرافض لهذا العرض يحمل العمق العقائديّ للولاية والإمامة فقال عليه السلام للمأمون: "هل أنّ الخلافة هي ثوب ألبسك الله إيّاه، فلا يكون بإمكانك أن تنزعه عنك وتمنحه إيّاي، وإن لم يكن شيئاً أعطاه الله إيّاك، فكيف تعطيني ما لا تملك".
2- أجبر المأمون الإمام الرضا عليه السلام على قبول ولاية العهد والتوجّه إلى خراسان وحدَّد له طريقاً يبعده عن المدن المعروفة بحبّها وولائها لأهل البيت عليهم السلام، واغتنم الإمام عليه السلام فرصة مروره في هذه البلدان ليعرفهم على الإمامة الإلهيّة ولو من خلال إظهار الكرامات كما حصل في البصرة والأهواز حتى قال رجاء بن أبي الضحاك مبرراً الاستعجال في رحيل الإمام عن الأماكن التي كانت تحطّ فيها رحال القافلة عنه: "لئن أقام بعد هذا ليمدن إليه الرقاب".
3- وحينما وصل الإمام عليه السلام في رحلته إلى خراسان إلى بلدة نيشابور دخلها على بغلة شهباء، فاستقبله الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي مع خلق لا يحصون من طلبة العلم. قالا: أيّها السيد الجليل ابن السادة الأئمّة بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدِّك محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم. فقال: "حدّثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب أنّه قال: حدّثني حبيبي وقرة عيني رسول الله عن جبرائيل أنّه قال: سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول: كلمة لا إله إلاّ الله حصني، ومن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي".
فكتب الحديث أكثر من عشرين ألفاً ثمّ مضى الإمام والعيون تترقّبه فإذا بالإمام يرفع الستار ليقف الناس مندهشين يتساءلون عن السرّ في توقف الإمام عليه السلام المفاجئ فإذا به يقول للناس مكملاً حديثه السابق: "لكن بشرطها وشروطها وأنا من شروطها".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين