أوقاتُ الصَّلاةِ
حيّ على الصلاة
لقد تحدثت الآية 78 من سورة الإسراء عن أوقات الصلاة، وبيَّنت ذلك من خلال قوله تعالى: "أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا".
عدد الزوار: 1246
لقد تحدثت الآية 78 من سورة الإسراء عن أوقات الصلاة، وبيَّنت ذلك من خلال قوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾.
وعن زُرارَةُ: "سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السّلام عَمّا فَرَضَ اللهُ جلّ جلاله مِنَ الصَّلاةِ فَقالَ: خَمسُ صَلَواتٍ فِي اللَّيلِ والنَّهارِ، فَقُلتُ: فَهَل سَمّاهُنَّ وبَيَّنَهُنَّ في كِتابِهِ؟ قالَ: نَعَم، قالَ اللهُ تَعالى لِنَبيِّهِ صلّى الله عليه وآله: أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إلى غَسَقِ اللَّيلِ ودُلوكُها زَوالُها، فَفيما بَينَ دُلوكِ الشَّمسِ إلى غَسَقِ اللَّيلِ أربَعُ صَلَواتٍ سَمّاهنّ اللهُ وبَيَّنَهُنَّ ووَقَّتَهُنَّ، وغَسَقُ اللَّيلِ هُوَ انتِصافُهُ، ثُمَّ قالَ تَبارَكَ وتَعالى: ﴿وقُرآنَ الفَجرِ إنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾ فَهذِهِ الخامِسَةُ، وقالَ اللهُ تَعالى في ذلِكَ: ﴿أقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ﴾1 وَطرَفاهُ المَغرِبُ والغَداةُ، ﴿وزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ﴾2 وهيَ صَلاةُ العِشاءِ الآخِرَةِ، وقالَ تَعالى: ﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الوُسطى﴾3 وهيَ صَلاةُ الظُّهرِ، وهيَ أوَّلُ صَلاةٍ صَلّاها رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله، وهيَ وَسَطُ النّهار ووَسَطُ الصَّلاتَينِ بالنَّهارِ: صَلاةُ الغَداةِ وصَلاةُ العَصرِ"4.
عن الإمام عليّ عليه السّلام - في كِتابِهِ لِمُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ -: "إنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله عَن أوقاتِ الصَّلاةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله: أتاني جَبرَيلُ عليه السّلام فَأَراني وَقتَ الصَّلاةِ حينَ زالَتِ الشَّمسُ فَكانَت عَلى حاجِبِهِ الأَيمَنِ، ثُمَّ أراني وَقتَ العَصرِ فَكانَ ظِلُّ كُلِّ شَيءٍ مِثلَهُ، ثُمَّ صَلَّى المَغرِبَ حينَ غَرَبَتِ الشَّمسُ، ثُمَّ صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ حينَ غابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبحَ فَأَغلَسَ بِها والنُّجومُ مُشتَبِكَةٌ، فَصَلِّ لِهذِهِ الأَوقاتِ، والزَمِ السُّنَّةَ المَعروفَةَ والطَّريقَ الواضِحَةَ"5.
وعن الإمام الصادق عليه السّلام: "وَقتُ الفَجرِ حينَ يَنشَقُّ الفَجرُ إلى أن يَتَجَلَّلَ الصُّبحُ السَّماءَ، ولا يَنبَغي تأخيرُ ذلِكَ عَمدًا، لكِنَّهُ وَقتٌ لِمَن شُغِلَ أو نَسِيَ أو نامَ"6.
وعنه عليه السّلام: "إذا زالَتِ الشَّمسُ فَقَد دَخَلَ وَقتُ الظُّهرِ حَتّى يَمضي مِقدارُ ما صَلَّى المُصَلّي أربَعَ رَكَعاتٍ، فَإِذا مَضى ذلِكَ فقد دَخَلَ وَقتُ الظُّهرِ والعَصرِ حَتّى يَبقى مِنَ الشَّمسِ مِقدارُ ما يُصَلِّي أربَعَ رَكَعاتٍ، فَإِذا بَقِيَ مِقدارُ ذلِكَ فَقَد خَرَجَ وَقتُ الظُّهرِ وبَقِيَ وَقتُ العَصرِ حَتّى تَغيبَ الشَّمسُ "7.
* راجع: الصلاة في الكتاب والسنة. الشيخ محمد الريشهري. دار الحديث. ط1. ص49-50.
1-2- هود: 114.
3- البقرة: 238.
4- الكافي: 3-271-1، التهذيب: 2-241-954، الفقيه: 1 - 195 - 600، معاني الأخبار: 332 - 5، علل الشرائع: 354 - 1.
5- أمالي الطوسي: 30 - 31، أمالي المفيد: 267 - 3 كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني.
6- الكافي: 3 - 283 - 5 عن الحلبي.
7- التهذيب: 2 - 25 - 70، الاستبصار: 1 - 261 - 936 كلاهما عن داود بن فرقد عن بعض أصحابنا.