يتم التحميل...

أخلاق الصائم وآدابه

شهر رمضان

ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في خطبته الشهيرة، ووصيته إلى الصائمين عند استقبال شهر رمضان أنه قال: "...أيها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام... ومن كفَّ فيه شرّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه".

عدد الزوار: 353

بسم الله الرحمن الرحيم
 "أخلاق الصائم" وآدابه
المناسبة: شهر رمضان


ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في خطبته الشهيرة، ووصيته إلى الصائمين عند استقبال شهر رمضان أنه قال: "...أيها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام... ومن كفَّ فيه شرّه كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه".

من التقاليد والأعراف الشائعة عند البعض في أيّام الصيام أن تصبح أخلاقهم وطباعهم مرهونة بما يعانونه خلال النهار من ألم الجوع والعطش، فإذا اقتربت من أحدهم يبادرك بالقول "إنّي صائم" وذلك تعبيراً عن الحالة التي يعانيها والتي تجعل منه إنساناً متوتّر الأعصاب، فظ، غليظ، لا يستطيع أن يضبط انفعالاته أمام تأثير الحالات السلبية التي قد تواجهه.

ومنشأ ذلك هو الإحساس بالجوع والعطش الذي يولّد لدى الإنسان حالة الفوضى والعصبيّة، ودرس شهر رمضان لهؤلاء هو أنه الشهر الذي جعله الله سبحانه وتعالى مدرسة يدخل إليها الطالب في أوّله ليخرج منها في آخره وقد حصل على الدرجات الرفيعة، والعلامة القصوى نتيجة لتطبيقه لشروط الصوم وأحكامه الظاهرة والباطنة.

ولأجل الحصول على الدرجات الرفيعة ها هو رسول الله صلّى الله عليه وآله يعطينا الإشارات الموصلة إلى الفوز والنجاح، فينصح الصائمين ويرشدهم إلى ضرورة التحلّي بالأخلاق الفاضلة والمعاشرة الطيبة، وتزيين الجوع والعطش بالكف عن الأذى وضبط النفس إزاء ما يثير الغضب.

آداب الصائم

إنّ المؤمن الصائم مكلل بوسام المجد والشرف لأنه مورد عناية الله سبحانه وتعالى إذ أنه ناداه فلبى النداء ولهذا شرّف الله الصائمين وكرّمهم وأعطاهم من فضله وعنايته ورحمته.

عن الإمام الصادق عليه السلام: "نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله مُتقبَّل ودعاؤه مستجاب" وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: " إن الله وكّل ملائكته بالدعاء للصائمين". وعنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أنه قال: " إن للجنة باباً يدعى الريّان لا يدخل منه إلا الصائمون"، ولكي يحصل الصائم على مثل هذه المزايا والعطايا الربّانيّة عليه أن يرتقي بصومه ويتأدّب بأدب الصوم الذي يحبّ الله تعالى لعباده أن يتحلّوا في هذا الشهر الكريم، ومن هذه الآداب المهمّة:

أول: الاستفادة من شهر رمضان عن طريق التوبة والعودة إلى الله تعالى والإقلاع عن المحرمات فإن الله يحب التوابين والمستغفرين خصوصا في هذا الشهر، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله تعالى فستر عليه في الدنيا والآخرة ".

قال الراوي وكيف يستر عليه ؟ قال عليه السلام: "ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ثم يوحي الله الى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ويوحي إلى بقاع الأرض أكتمي عليه ما كان يعمل عليك من الذنوب فيلقى الله تعالى حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب".

ثاني: تسخير جميع أعضاء الجسم في طاعة الله وأبعادها عن المعاصي وارتكاب الآثام والذنوب فكما أن الطعام والشراب يفطران الصائم كذلك فإن أية معصية قد تعرّض عبادتك وصومك للفساد والهلاك. "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك".

ثالث: التوجه نحو العبادة، والعزم على مزاولة المستحبات والإكثار من تلاوة القرآن والأدعية والاستغفار، فقد روي أن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه كان إذا دخل شهر رمضان لا يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير، ويكفيك أيها الصائم أن الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله بشّركَ في مطلع هذا الشهر بأن الله سبحانه وتعالى قد أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروّعهم بالنار يوم القيامة وأن من تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدّى فيه فرضا كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور...

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

2010-08-18