أصحابه عليه السلام
بحوث حول الحجة(ع)
أما أصحاب الإمام المنتظر عليه السلام فهم من خيار البشر في تقواهم وورعهم وتحرجهم في الدين ونلمع- يإيجازات إلى بعض شؤونهم
عدد الزوار: 91
أما أصحاب الإمام المنتظر عليه السلام فهم من خيار البشر في تقواهم وورعهم وتحرجهم في الدين ونلمع- يإيجازات إلى بعض شؤونهم:
سمتهم:
وألمحت بعض الأخبار إلى سمات أصحاب الإمام المنتظر عليه السلام، فقد جاء في وصفهم ما يلي:
1- روى محمد بن الحنفية أن رجلا سأل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عن الإمام المهدي فقال عليه السلام يخرج في آخر الزمان ثم ذكر الإمام أوصاف أصحابه فقال: " فيجمع الله تعالى له قوما قزع كقزع السحاب يؤلف الله في قلوبهم لا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم ".
ومعنى هذا الحديث إنهم على بصيرة من أمرهم وبينة من ربهم فلا يفرحون بمن التحق بهم ولا يستوحشون بمن خرج منهم قد ألف الله بين قلوبهم وأترعت نفوسهم بالإيمان وحب الله والتفاني في خدمة الإسلام والذب عن قيمه وأهدافه.
2- من كلام للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصفهم قال: "قوم لم يمنوا على الله بالصبر ولم يستعضموا بذل أنفسهم في الحق حتى إذا وافق وارد القضاء مدة البلاء حملوا بصائرهم على أسيافهم ودانوا لربهم بأمر واعظهم ".
وحفل كلام الإمام بأروع آيات المدح والثناء لأصحاب المنتظر عليه السلام دعاة الحق وأنصار الإسلام وحملة القرآن.
3- قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وصفهم: " يجاهدهم في الله قوم أذلة عند المتكبرين في الأرض مجهولون وفي السماء معروفون ".
4- قال محي الدين العربي: " يايعه- أي الإمام المهدي- العارفون بالله من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه هم الوزراء يحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله تعالى ".
وأضاف قائلا: " إن الله يستوزر له طائفة خبأهم في مكنون غيبه أطلعهم الله كشفا وشهودا على الحقائق ".
وهؤلاء الصفوة من المتقين الأخيار هم أصحاب الإمام المنتظر عليه السلام وولاة أموره ووزراؤه الذين يقيمون معه الحق ويؤسسون العدل ويدمرون قلاع الظلم والجور.
عددهم:
أما عدد أصحاب الإمام الذين يبايعونه فهم كعدد أصحاب بدر. روى عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: " المفقودون من فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر فيصبحون بمكة وهو قول الله عز وجل: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ﴾ وهم أصحاب المهدي ".
وروى سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق عليه السلام يقول:" إن صاحب هذا الأمر- يعني القائم- محفوفا لو ذهب الناس جميعا أتى الله بأصحابه وهم الذين قال الله فيهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: " والله إني لأعرفهم- أي أصحاب الإمام المهدي عليه السلام- وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر وهو قول الله: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ حتى أن الرجل ليحتبى فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله في ذلك ".
وروى أبو خالد الكابلي عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: المفقودون من فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر ويصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل : ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا﴾ وهم أصحاب القائم ".
مكان البيعة:
أي مكان بيعة أصحاب الإمام المنتظر عليه السلام لإمام فهو في أقدس مكان وأجله وهم ما بين الركن و مقام إبراهيم في بيت الله الحرام وقد تواترت الأخبار بذلك.
شروط الإمام على المبايعين له:
وذكر الرواة أن الإمام عليه السلام يشترط على ممن يبايعه في مكة بما يلي:
قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعد وصفه لأصحاب الإمام المهدي عليه السلام: " إنه يقول بايعوا على أربعين خصلة واشترطوا عشر خصال، فقال الأحنف ما هي؟ فقال عليه السلام: يبايعونه على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا ولا يهتكوا حريما محرما ولا يسبوا مسلما ولا يهجموا منزلا ولا يضربوا أحدا إلا بحق ولا يركبوا الخيل الهمالح ولا يتمنطقوا بالذهب ولا يلبسوا الخز ولا يلبسوا الحرير ولا يلبسوا النعال الصرارة ولا يخربوا مسجدا ولا يقطعوا طريقا ولا يظلموا يتيما ولا يخيفوا سبيلا ولا يحتسبوا مكرا ولا يأكلوا مال اليتيم ولا يفسقوا بغلام ولا يشربوا الخمر ولا يخونون الإمامة ولا يخلفوا العهد ولا يحبسوا طعام من بر أو شعير ولا يقتلوا مستأمنا ولا يتبعوا منهزما ولا يسفكوا دما ولا يجهزوا على جريح ويلبسوا الخشن من الثياب ويوسدوا الخدود على التراب ويأكلوا الشعير ويرهنون بالقليل ويجاهدون في سبيل الله حق جهاده ويكرهون النجاسة ويشترط لهم على نفسه ألا يتخذ حاجبا ويمشي حيث يمشون ويكون من حيث يريدون ويرضى بالقليل ويملأ الأرض بعون الله عدلا كما ملئت جورا يعبد الله حق عبادته ".
حامل لواء الإمام المهدي عليه السلام:
هو فذ من أفذاذ العلويين، وقد صرحت الأخبار الواردة عن أئمة الهدى عليهم السلام باسمه وهو شعيب بن صالح، وهو الذي يأتي من خراسان، يقود جيشا عظيما لمبايعة الإمام عليه السلام ونصرته، وقيل إنه من تميم وهو الذي يهزم السفياني حتى ينزل بيت المقدس فيوطئ للإمام المهدي سلطانه وتكون المدة بين خروجه وبين تسليمه الأمر للإمام المهدي اثنان وسبعون شهرا. وروي أن لواء الإمام عليه السلام قد كتب عليه " البيعة لله "، وهو يرمز إلى أن بيعة الإمام إنما هي بيعة لله وإن حكمه حكم الله تعالى.
* حياة الإمام المنتظر المصلح الأعظم-دراسة وتحليل-، الشيخ باقر شريف القرشي، دار جواد الأئمة، ط1، بيروت/لبنان، 1429هـ / 2008 م، ص330-334.
2010-07-26