يتم التحميل...

دوحة 140-السنة الثانية عشر- شهر جمادى الثانية 1431هـ

العدد140

تحميل pdf

عدد الزوار: 404

 الزهراء عليها السلام

حينما تتطلع في شجرة الإسلام, لا شك بأنك ستقف طويلا أمام الثمرة المباركة التي ما زال فيضها يشع على مدى العصور, وهي وإن كانت قدوة للنساء فإنها أيضا قدوة لكل المؤمنين حتى الرجال منهم, هي السيدة الزهراء عليها السلام, التي زرعت كل فترة من عمرها بذرة من بذور العطاء رغم العمر القصير الذي عاشته.

فهي الابنة البارة, التي أزاحت بعاطفتها وحبها لأبيها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلمهموم وعناء الدعوة, فكان حينما يشتد عليه الأذى من أعدائه يأتي إليها لتخفّف عنه وتسكن نفسه إليها, حتى قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم (أم أبيها).

وهي الزوجة التي جعلت همها الأول في المنزل راحة زوجها لكي يواجه العالم على أساس متين , ويخرج من منزله وقد أزاح عن كاهله كل ما عاناه في سابق أيامه , وتحتمل معه مرارة العيش وتتشارك وإياه هم الرسالة, وتقتسم الكرامة الإلهية ومدح الوحي الإلهي ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا.

وهي العابدة التي تورّمت قدماها من العبادة , وهي الحاملة للحق الصادحة به حين سكت الساكتون خوفاً فكانت هي صاحبة الصوت المدوي المعارض, فأدت وظيفة الجهاد عند اختباء الكثيرين ممن يرجون السلامة.

وهي الصوت المذكّر بالدين والشريعة..

" ففرض الإيمان تطهيراً من الشرك، والصلاة تنزيهاً من الكبر والزكاة زيادة في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تسلية للدين، والعدل مسكاً للقلوب، والطاعة نظاماً للملة، والإمامة لمّاً من الفرقة، والجهاد عزاً للإسلام والصبر معونة على الاستيجاب، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية عن السخط، وصلة الأرحام منماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء للنذر تعرضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخسة، واجتناب قذف المحصنات حجباً عن اللعنة، واجتناب السرقة إيجاباً للعفة، ومجانبة أكل أموال اليتامى إجارة من الظلم، والعدل في الأحكام إيناساً للرعية، وحرم الله عز وجل الشرك إخلاصاً للربوبية، فاتقوا الله حق تقاته فيما أمركم به، وانتهوا عما نهاكم عنه ".
 

 نداء روح الله

أنتنّ أيتها السيدات تملكن شرف الأمومة، وتقع عليكن مسؤولية تربية الطفل في أحضانكن.

هذاالطفل الذي يرتبط بالأم بعلاقة خاصة لا مثيل لها، وينظر إليها على أنها تجسّد كل آماله، وبما أن حضن الأم هو الصف الأول للطفل فلو كان طاهراً ونزيهاً ومهذباً لنشأ الطفل منذ البداية ونما مع تلك الأخلاق الصحيحة.

 عذراً أيها الجبل

بينما كانت تقطف من العريشة أوراق العنب ناداها صوت، التفتت إلى الخلف "لقد نهضتِ مبكراً على غير عادتك! "حدقت نجوى بوجه أخيها إبراهيم للحظة قبل أن تقول: "كنت سأدخل لمناداتك". يحلو لهما كل صباح احتساء القهوة على سطح المنزل المطلّ على جبل صافي، أحب البقع إلى قلب إبراهيم. ليست نجوى أخته فحسب بل صديقته الحميمة، في كل صباح هي على موعد معه ليخبرها قصة مقاوم عبر من هذا الجبل باتجاه موقع إسرائيلي، ومجّد صفحة بطولة في تاريخ المقاومة، لكنه لم يبح سره يوماً أنه هو ذاك المقاوم، إلا في هذا اليوم: قريباً جداً سيأتي يوم وتفرحي كثيراً لأجلي، ستكون فرحة مميزة وكبيرة يبدو أنك وجدت بنت الحلال ؟ أخيراً ستتزوج ؟ من هي؟ هل أعرفها ؟ على مهلك شوي... مين جاب سيرة الزواج ؟ أرأيت هذا الجبل ؟

نظرت إلى بريق عينيه العسليتان قبل أن تنظر إلى الجبل.
سيأتي يوم وتجدي ألسنة النار تتصاعد من هذا الجبل كله، سيشتعل نوراً وناراً يحطم جبروت الموقع الإسرائيلي وسوف تسمعي صيحات التكبير تعلو.
وأنت ؟ ألن تكون معي ؟

تبسم لقولها وأضاف:
سأكون في قلب الجبل، ولكن هذه المرة لن أنزل على قدميّ، سأعود على ملالة.

لا، حالتك صعبة كتير يا أخي، كيف تنزل على ملالة من هذا الجبل ؟ الصخر... الممر الجبلي الضيق... الوعر... مالت إلى الخارج كما لو كانت تحاول أن ترى القاع، هل تراني مخبولة ؟ أم أنك ستربط الملالة بمرسة وتجرّها؟

أطبق على يدها بورقة صغيرة حرص على طيّها جيداً وأقسم عليها أن لا تقرأها إلا بعد أن ترى الجبل كما وصفه لها.

اسبوع مضى...

وقفت نجوى ساكنة وهي تراقب النيران عبر الصخور، راحت تتهادى في مشيتها زحفاً بعيداً لتهبط نحو سفح الجبل نحو الشعاب والوهاد بحثاً عن الملالة... الله أكبر – الله ينصر المقاومة....
أهالي القرية في حالة هرج ومرج، الإقليم كله في عرس، المقاومة الإسلامية نفذت عملية نوعية (عملية بدر الكبرى) ضد الاحتلال لكنها لم تعر انتباهها لأحد، وحدها كلماته لا تزال تتردد في أذنها: نور ونار، سأنزل على الملالة، أين الملالة ؟! مؤكد أنه استشهد...

استحثت سيرها إلى الأمام لفترة في صمت، لاحت الروضة أمامها طأطأت رأسها عندما بلغت قبره، جلست قرب الحافة التي ينتهي عندها عالمها... رفعت رأسها وانتابتها رعدة ابتهاج بسيطة امتزجت بدموع الفرح لأنها الآن (أخت الشهيد)، تركت رأسها يسقط إلى الأمام مرة أخرى, ثم أخرجت الورقة التي أعطاها إياها لترى فيها عبارتين لا غير: حجابكِ أغلى من دمي، حافظي على حجابك فإنه حجاب السيدة الزهراءعليها السلام، وتابعي الطريق...

لن أبكيك أخي.. قلبي الرقراق هو الذي يضع الدموع، وهو القلب الذي علمته معنى التضحية والوفاء وبذل الدم... إنها المرة الأولى التي أميز فيها دموع الفرح.
 

شذى الولاية

حين يقول رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم" فهذا شيء لا يختص بالرجال إذ على النساء أيضاً الشعور بالمسؤولية والاهتمام بأمور المسلمين والمجتمع الإسلامي وشؤون العالم، لأن ذلك واجب إسلامي.

نموذج السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في فترة طفولتها وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة - وقد كان قطباً لجميع الأحداث السياسية والاجتماعية ـ دليل على أهمية دور المرأة في النظام الإسلامي.

 أفضل الحجاب

يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا

تؤكد هذه الآية الكريمة على ضرورة الحجاب وأنه يعتبر حفظاً ودفع أذية عن المؤمنات، ويجب التستر بشكل كامل مع المحافظة على شروط الحجاب الشرعي لجهة الشكل واللون... ويؤكد الإمام الخامنئي دام ظله على العباءة: "صحيح أن الحجاب يمكن أن يتحقق بدون عباءة، ولكنني أرى أن العباءة هي أفضل أنواع الحجاب".

ولا يتوقف الحجاب عند مجرد ارتداء هذا النوع من اللباس بل هو بالإضافة إلى ذلك يعبّر عن مسلك ونهج وطريقة حياة، يقول الإمام الخامنئي: إن الحجاب يعني الحد من الاختلاط والتهتك بين المرأة والرجل في المجتمع، فإن هذا الاختلاط مضرّ للمجتمع، ومضرّ للمرأة والرجل، وخاصة للمرأة.
 

عن النبي الآكرم صلى الله عليه وآله وسلم

فاطمة بضعة منّي، من آذاها فقد آذاني، فقد آذى الله.

كشكول الأدب

علمتني الحياة أن أتلقى              كل ألوانها رضاً و قبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالي        ويلقي على المآسي سُدولا
والذي أُلهمَ الرِضَا لا تراهُ          أبدَ الدهرِ حَاسِداً أو عذُولا
أنا راضٍ بكلِّ مَا كتبَ الله             ومزجٍ إليهِ حَمْدَاً جَزِيلا
لَسْتُ أخشَى مِنَ اللئيمِ أذاهُ لا،          ولنْ أسْألَ النَبِيلَ فَتِيلا
فَسَحَ اللهُ فِي فُؤادِي فَلا أرضى        مِنَ الحُبِّ والوِدَادِ بَدِيْلا
فِي فُؤادِي لِكُلِّ ضَيْفٍ مَكَانٌ       فَكُنْ للضَيْفِ مُؤنِسَاً أو ثَقِيلا
علمتني الحياة أني إن عشت       لنفسي أعِشْ حقيراً هزيلا
علمتني الحياة أني مهما                أتعلم فلا أزال جهولا

 المناسبات

3 جمادى الآخرة: استشهاد السيدة الزهراء عليها السلام (سنة 11 هجرية).
13جمادى الآخرة: وفاة أم البنين زوجة الإمام علي عليه السلام وأم أبي الفصل العباس عليه السلام (سنة 94 هجرية).
20 جمادى الآخرة: ولادة السيدة الزهراء عليها السلام (سنة 8 قبل الهجرة) وولادة الإمام الخميني قدس سره – يوم المرأة المسلمة.
23أيار: يوم الأسرى والمحررين اللبنانيين.
25أيار: عيد المقاومة والتحرير اندحار العدو الصهيوني عن لبنان (عام ألفين ميلادي).
2حزيران: اعتداء آثم يطال مقام الإمامين العسكريين L في سامراء (عام 2004 م).
4حزيران: الاجتياح الصهيوني للبنان (عام 1982 م). وفاة الإمام الخميني قدس سره (عام 1989م.)
5حزيران: اليوم العالمي للحفاظ على البيئة – نكسة حزيران (عام 1967م). واحتلال مزارع شبعا والجولان والضفة الغربية وسيناء.
6حزيران: اليوم العالمي لمكافحة التدخين.

2010-05-17