الحياء
العفة والحياء
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار". 2- قال الصادق عليه السلام: "الحياء نورٌ جوهره صدر الإيمان، وتفسيره التذويب عند كلّ شيء ينكره التوحيد والمعرفة".
عدد الزوار: 207
معنى الحياء
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنّة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار"1.
2- قال الصادق عليه السلام: "الحياء نورٌ جوهره صدر الإيمان، وتفسيره التذويب عند كلّ شيء ينكره التوحيد والمعرفة"2.
3- عن الصيقل قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالساً، فبعث غلاماً له أعجميّاً في حاجةٍ إلى رجل. فانطلق ثمّ رجع. فجعل أبو عبد الله عليه السلام يستفهمه الجواب. وجعل الغلام لا يفهمه مراراً، قال: فلمّا رأيتُه لا يتعبّر3 لسانه ولا يفهمه، ظننتُ أنّ أبا عبد الله عليه السلام سيغضب عليه. قال: وأحدَّ أبو عبد الله النظرَ إليه ثمّ قال عليه السلام: أمَا واللهِ لئن كنتَ عييَّ اللسان فما أنت بعييِّ القلب، ثمّ قال عليه السلام: إنّ الحياء والعيّ من الإيمان، والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق"4.
أهمية الحياء
4- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء والإيمان في قرنٍ واحدٍ، فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر"5.
5- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء زينة، والتقوى كرم، وخير المركب الصبر، وانتظار الفرج من الله عزّ وجلّ عبادة"6.
6- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء هو الدين كله"7.
7- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما كان الفحش في شيءٍ قطّ إلا شانه، ولا كان الحياء في شيءٍ قطّ إلا زانه"8.
9
8- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "لا إيمان لمن لا حياء له، ولا مال لمن لا تقدير له، ولا جديد لمن لا خلق له"9.
الحياء أنواع
9- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء حياءان، حياءُ عقلٍ، وحياءُ حمق، فحياء العقل هو العلم. وحياء الحمق هو الجهل"10.
10- عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء على وجهين، فمنه الضعف، ومنه قوّة وإسلام وإيمان"11.
1- الحياء الممدوح
أ- الحياء من الله تعالى:
11- قيل للنبيّ: أوصني قال صلى الله عليه وآله وسلم: "استحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك"12.
12- عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استحيوا من الله حقّ الحياء، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فان كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدُكم إلا وأجلُه بين عينيه(...)"13.
12
ب- الحياء من المعصوم:
13- عن أبي جعفر عليه السلام قال: "إنّ أعمال العباد تُعرض على نبيّكم كلّ عشيّة خميس. فليستحْي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح"14.
14- قال أبو عبد الله عليه السلام: "تُعرض الأعمال يوم الخميس على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الأئمّة عليهم السلام "15.
15- عن بريد العجلي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسألته عن قول الله عزّ وجلّ ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون﴾َ16. قال عليه السلام: إيّانا عنى17"18.
ج- الحياء من الملائكة:
16- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليستحِ أحدُكم من مَلَكيه اللذين معه، كما يستحْي من رَجُلَين صالحين من جيرانه، وهما معه بالليل والنهار"19.
د- الحياء من الناس:
17- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لا يستحْي من الناس لا يستحْي من الله تعالى"20.
18- عن علي عليه السلام: "شر الأصحاب (الأشرار) من لا يستحْي من الناس ولا يخاف من الله"21.
هـ- الحياء من النفس:
19- قال عليٌّ عليه السلام: "أحسن الحياء استحياؤك من نفسك"22.
20- قال عليٌّ عليه السلام: "من تمام المروة أن تستحيي من نفسك"23.
2- الحياء المذموم
أـ من سؤال التفقّه:
21- عن علي عليه السلام أنّه قال: "أتى نساءٌ إلى بعض نساء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فحدثنها، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله: إنّ هؤلاء نسوة جئن يسألنك عن شيءٍ يستحيِينَ من ذكره، قال: ليسألنَ عمّا شئنَ، فإنّ الله لا يستحيِي من الحقّ (...)"24.
22- عن أبي عبد الله عن أبيه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام في كلام له: "لا يستحْي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلَّم"25.
23- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من رقّ وجهه رقّ علمه"26.
ب- من قول الحقّ:
24- قال عليٌّ عليه السلام: "مَن استحيَى من قول الحقّ فهو أحمق"27.
ج- من قول لا أعلم:
25- قال عليٌّ عليه السلام في النهج: "لا يرجونَّ أحدٌ منكم إلا ربّه، ولا يخافنّ إلا ذنبه، ولا يستحينَّ أحد إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم. ولا يستحينَّ أحدٌ إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه"28.
26- عن أبي عبد الله عن أبيه عليهم السلام قال: قال عليّ عليه السلام في كلام له: "لا يستحْيِ العالم إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: لا علم لي به"29.
د- من طلب المعاش:
27- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "من لم يستحْيِ من طلب المعاش خفّت مؤونته، ورخى باله، ونعم عياله. ومن زهد في الدنيا أنبتَ الله الحكمةَ في قلبه، وانطلق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا، داءها ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام"30.
هـ- من خدمة الضيف:
28- قال عليّ عليه السلام: "ثلاثٌ لا يُستحْيَى منهنّ: خدمة الرجل ضيفه، وقيامه عن مجلسه لأبيه ومعلّمه، وطلب الحقّ وإن قلّ"31.
و- من إعطاء القليل
29- قال أمير المؤمنين عليه السلام: "البخل عارٌ، والجبن منقصة، كن سمحاً ولا تكن مبذراً وكن مقدرا ولا تكن مقتراً، (ولا تستحِ من أعطاء القليل، فإنّ الحرمان أقلّ منه)32. عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي هرب منه، ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء. البخل جامع لمساوئ العيوب، وهو زمام يقاد به إلى كلّ سوء"33.
ز- خجل الخلوة مع الزوج
30- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "خير نسائكم التي إذا خلَت مع زوجها خلعت له درع الحياء، وإذا لبِسَت لبست معه درع الحياء"34.
ح- من ذكر الله
31- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنّ موسى عليه السلام قال: يا ربِّ، تمرّ بي حالات أستحيي أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى ذِكري على كلّ حالٍ حسن"35.
18
32- عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّ موسى لمّا ناجى ربّه قال: "يا ربّ أبعيدٌ أنت منّي فأناديك، أم قريبٌ فأناجيك؟ فأوحى الله إليه أنا جليس من ذكرني، فقال موسى: يا ربِّ، إنّي أكون في حال أجلّك أن أذكرك فيها36، قال: يا موسى اذكرني على كلّ حال"37.
33- عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: "قلت: الحائض والجنب يقرءان شيئاً؟ قال: نعم ما شاءا إلا السجدة، ويذكران الله تعالى على كلّ حال38"39.
34- عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال له: "يا محمّد بن مسلم، لا تدعنّ ذكر الله على كلّ حال. ولو سمعت المنادي ينادي بالأذان وأنت على الخلا فاذكر الله عزّ وجلّ، وقل كما يقول المؤذّن"40.
مم الحياء؟
أ- من فعل الحرام:
35- عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: استحيوا من الله حقّ الحياء، قالوا: وما نفعل يا رسول الله؟ قال: فان كنتم فاعلين فلا يبيتنّ أحدُكم إلا وأجلُه بين عينيه، وليحفظ الرأسَ وما حوى، والبطنَ وما وعى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا"41.
ب- من بذاءة اللسان:
36- عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحاشٍ بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قالَ، ولا ما قيل له. فإنّك إن فتّشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان. فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾"42.
ج- من كشف الجسد:
37- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنّه نظر إلى رجلٍ يغتسل بحيث يراه الناس. فقال: أيّها الناس: إنّ الله يحبّ من عباده الحياء والستر، فأيّكم اغتسل فليتوارَ من الناس فإنّ الحياء زينة الإسلام"43.
38- عن أبي سعيد قال: مررت بالحسن والحسين صلوات الله عليهما وهما في الفرات مستنقعان في إزارين. فقلت لهما: يا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفسدتما الإزارين. فقالا لي: "يا أبا سعيد فسادنا للإزارين أحبّ إلينا من فساد الدين. إنّ للماء أهلاً وسكاناً كسكان الأرض..."44.
آثار الحياء
39- قال عليّ عليه السلام: "مَن كثر كلامه كثُر خطؤه. ومن كثُر خطؤه قلّ حياؤه. ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه. ومن قلّ ورعه مات قلبه. ومن مات قلبه دخل النار"45.
... اصنع ما شئت
40- عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لم يبقَ من أمثال الأنبياء إلا قول الناس: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت"46.
* الحياء. من سلسلة الأربعون حديثاَ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. ط: 1 أيار 2009م - 1430هـ. ص: 7-22.
1- المتّقي الهندي ـ كنز العمال ـ ج 3 ص 119.
2- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 336 ـ الحديث 19.
3- يتعثر في الكلام ولا يجرؤ عليه.
4- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 330 ـ الحديث 2.
5- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 12 باب استحباب الحياء ـ الحديث 11.
6- المتّقي الهندي ـ كنز العمال ـ ج 3 ص 119.
7- م . ن. ج 3 ص 119.
8- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 334 ـ الحديث 14.
9- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 5 باب استحباب لبس الثوب الغليظ ـ الحديث 2.
10- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 331ـ الحديث 6.
11- م . ن. ج 68 ـ ص 334 ـ الحديث 10.
12- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 336 ـ الحديث 20.
13- م . ن. ـ ج 68 ـ ص 333 ـ الحديث 9.
14- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 16 باب وجوب الحذر من عرض العمل ـ الحديث 18.
15- م . ن. الحديث 19.
16- التوبة: 105.
17- هذا الحديث والحديث السابق يتعرضان لعرض العمل على المعصوم عليه السلام، ولكن من الحديث السابق يفهم ضرورة الحياء من عرض العمل القبيح على النبيّ P، كذلك ينبغي الحياء من عرض العمل على سائر المعصومين عليهم السلام.
18- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 16 باب وجوب الحذر من عرض العمل ـ الحديث 20.
19- المتّقي الهندي ـ كنز العمال ـ ج 3 ص 118.
20- م.ن. ـ ج 3 ص 122.
21- علي بن محمّد الليثي ـ عيون الحكم والمواعظ ـ ص 294 (ينقله عن غرر الحكم).
22- م. ن. ص 121 (ينقله عن غرر الحكم).
23- م. ن. ص 472 (ينقله عن غرر الحكم).
24- القاضي النعمان المغربي ـ دعائم الإسلام ـ ج 1 ـ ص 115.
25- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 1 ـ ص 176 ـ الحديث 45.
26- الكليني ـ الكافي ـ ج 2 ـ باب الحياء ـ ص 106 ـ الحديث 3.
27- علي بن محمّد الليثي ـ عيون الحكم والمواعظ ـ ص 440 (ينقله عن غرر الحكم).
28- محمّد عبده ـ نهج البلاغة ـ ج 4 ـ وصيّة له بخمسة أشياء ـ ص 18.
29- أحمد بن خالد البرقي ـ المحاسن ـ ج 1 ـ باب البدع ـ ص 207 ـ الحديث 66.
30- الصدوق ـ ثواب الأعمال ـ ص 167.
31- الميرزا النوريّ ـ مستدرك الوسائل ـ ج 16 ـ باب استحباب أكل صاحب الطعام مع الضيف ـ ص 260 ـ الحديث 2.
32- محمّد عبده ـ نهج البلاغة ـ ج 4 ـ ص 15.
33- الفتال النيسابوريّ ـ روضة الواعظين ـ مجلس الجود والسخاء ـ ص 385.
34- الكليني ـ الكافي ـ ج 5 ـ باب خير النساء ـ ص 324 ـ الحديث 2.
35- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 1 ـ باب عدم كراهة ذكر الله ـ الحديث 5.
36- فهل يصح أن يستحي المرء من ذكر الله في بعض الحالات التي يكون عليها الإنسان؟ الجواب كلا، يُذكَر الله في كل حال.
37- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 1 ـ باب عدم كراهة ذكر الله ـ الحديث 4.
38- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 1 ـ باب عدم كراهة ذكر الله ـ الحديث 6.
39- فلا ينبغي أن تستحي المرأة من ذكر الله وهي على هذه الحال، حتى في قراءة القرآن، لأن كراهة قراءتها القرآن في هذه الحالة تعني قلة الثواب.
40- الحرّ العامليّ ـ وسائل الشيعة ـ ج 1 ـ باب عدم كراهة حكاية الأذان على الخلا ـ الحديث 1.
41- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 333 ـ الحديث 9.
42- الكليني ـ الكافي ـ ج 2 ـ باب البذاء ـ ص 324 ـ الحديث 3.
43- الميرزا النوريّ ـ مستدرك الوسائل ـ ج 1 ـ باب نوادر ما يتعلّق بالجنابةـ ص 488 ـ الحديث 13.
44- الكليني ـ الكافي ـ ج 6 ـ باب النوادرـ ص 390 ـ الحديث 3.
45- محمّد عبده ـ نهج البلاغة ـ ج 4 ـ تعزيته للأشعث عن ولده ـ ص 81.
46- العلامة المجلسيّ ـ بحار الأنوار ـ ج 68 ـ ص 333 ـ الحديث 8.