الشباب نعمة القلوب المضيئة |
إنني أنصح الشباب بالدراسة والتهذيب والرياضة، فبالدراسة تترسّخ لديكم مَلَكات الحكمة والفكر والعقل والعلم. وإنّ عليكم تقوية أنفسكم على الصعيد العلمي، لا لكي يؤثّر خطابكم في الآخرين فحسب، بل لكي تكونوا عِماداً قوياً لهذا الصَرْح العظيم، صَرْح الحضارة والتقدّم، كما أنه لا مندوحة عن التهذيب بجانب الدراسة، إذاً، فعليكم أن تعملوا على تقوية أنفسكم وتمتين بنيتكم العقائدية والأخلاقية.
إنّ قلوبكم تزهر بالضياء أيها الشباب؛ وكذا الفطرة الإلهية، فإنها حيّة ومتألّقة في نفوسكم. إنكم إذا ما روّضتم أنفسكم وجعلتموها تعتاد على الأعمال الطيّبة والأخلاق الحسنة والسلوك السويّ، فإن هويتكم الإنسانية ستتشكل على هذه الصورة، وسيبقى هذا الإنجاز من صفاتكم الذاتية حتى آخر يوم في حياتكم، ولا سيّما في هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة ذهبية، إنكم تستطيعون بناء شخصيتكم على أفضل وجه في هذه المرحلة من العمر.
اعملوا على تقوية علاقتكم بالله سبحانه، واعتمدوا في القضايا الدينية على النقاط العقلانية الدقيقة، وتعلّموا ذلك من أساتذتكم، إنّ علينا أن نخاطب قلوبنا في كثير من الأحيان.
إنّ الصلاة هي ذلك الذكر، إنها ماء الحياة الذي يروي به الإنسان فؤاده. إنها الصلاة مع الحضور القلبي، والحضور القلبي هو: أن نتذكّر أننا أمام الله سبحانه، فهذه هي الصلاة التي ينبغي إقامتها، فعندما تقومون للصلاة عليكم أن تتذكّروا أنكم واقفون أمام الله سبحانه وتعالى، وأنكم تتحدثون معه عزّ وجلّ.
إنّ التهذيب يشمل السلوك أيضاً، وخصوصاً مع الوالدين، إنّ عليكم أن تُحبّوا والديكم، وأن تُبرزوا لهم هذا الحب، وأن تُكنّوا لهم الاحترام والتقدير، وأن تطيعوهم، إنّ سلوككم داخل المنزل من شأنه أن يبني أسرة سليمة. إنّ من الممكن أن يؤثر أحد الشباب على والديه وإخوته وأخواته بسلوكه الحسن داخل البيت. لقد سمعتُ من بعض عوائل الشهداء: أنّ ابنهم الشهيد كان نموذجاً للأخلاق في العائلة، فكان يعلّمهم الصلاة بصلاته، وكان يعلّمهم القرآن بتلاوته، وكان يعلّمهم أداء الواجب وحب العمل بقيامه بأداء واجباته ونشاطه في إنجاز أعماله. إنّ شابّاً مؤمناً مهذّباً يعتبر كالمصباح المنير داخل العائلة، وفي الحي الذي يعيش فيه، والمؤسسة التي يعمل بها، فيتعلّم منه إخوته وأخواته ورفاقه وزملاؤه.
على الشباب أن يفكروا في برنامج يملأون به وقت الفراغ، وأن يستفيدوا منه للقراءة والمطالعة والمشاركة في النشاطات الرياضية والاجتماعية، و التطوع في البرامج الأسريّة والتربوية والرياضية.
إنّ عليكم أيها الشباب وضع هذه العناصر الثلاثة المحورية نُصب أعينكم، وأن تعملوا على رفع مستواها في سلوككم الشخصي وتعاملكم مع الآخرين.
إنّ الشباب نعمة كبرى يمنحها الله للإنسان مرّة واحدة في حياته وفي سنّ معيّنة، فأحسنوا الاستفادة منها. إنّ الذين قطعوا مرحلة الشباب مع مراعاة تلك الخصوصيات ينعمون الآن بالدعة النفسية والعقلية المستنيرة والحياة المنظمة في مرحلة الشيخوخة.
إنّ الذين يعانون في شيخوختهم من الكسل والحيرة والضجر والرغبة عن الحياة، لم يكونوا يتمتعون في شبابهم بتلك الخصوصيات المميّزة. إنّ الكهلة من الرجال والنساء الذين ينعمون بالراحة والأنس مع الله في هذه المرحلة من حياتهم، كانوا قد اكتسبوا تلك الصفات الحميدة في شبابهم. إنّ من الخطأ الفاحش أن نتصور إمكانية تجاهل مرحلة الشباب بصورة كاملة، ثم التحوّل إلى القرب الإلهي في مرحلة الشيخوخة، فهذا مستحيل. قد يحاول البعض تحقيق ذلك، ولكنهم يفشلون.
إنّ ما تدّخرونه الآن في شبابكم من ثروة بدنية أو فكرية أو روحية أو نفسية، يُصبح عوناً لكم في كافة مراحل حياتكم إلى نهاية الحياة، كما تصير متاعاً لكم في الآخرة، والآخرة خير وأبقى. اعرفوا قيمة هذه المرحلة من حياتكم حق المعرفة.
إنّ الأعداء تكاد تتقطّع أنفاسهم سعياً لحرف قافلة الشباب عن مسيرها.
نسأل الله تعالى أن يُديم عليكم نعمة القلوب المضيئة والنفوس البريئة.
أجوبة الولي |
معنى الإخلاص
س: ما هو الإخلاص وما أثره العملي؟
ج: "الإخلاص هو أن يؤدي الإنسان عمله للَّه ومحبة في أداء الواجب، وأن لا يعمل الإنسان من أجل هوى النفس، ولتحصيل المال والثروة، ونيل المنصب والسمعة وحكم التاريخ والدوافع النفسية وإشباع صفة الحسد والطمع والحرص والزيادة، بل أن يؤدي واجبه للَّه ولأداء الواجب محضاً، هذا هو معنى الإخلاص، وهكذا يتقدم العمل، إنّ مثل هذا العمل كالسيف البتّار يزيل كل الموانع عن طريقه، والإمام الخميني قدس سره كان مجهزاً بهذا السلاح، حيث قالها عدة مرّات إني لن أغض الطرف عن أقرب المقربين إليّ إذا خطوا خطوة خلافاً للحق، وهكذا كان حقاً، وقد أظهر في المواقع الحساسة أنّ المهم بالنسبة إليه هو أداء الواجب، لقد أظهر ذلك في العلن وفي الوحدة وفي الأعمال الكبيرة والصغيرة، وأضحى فعله ذاك درساً لمريديه وأبنائه وتلامذته، مما جعلهم يسطرون المعاجز في جبهات الحرب بهذا السلاح نفسه".
مواقف خالدة |
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾. أي جعل لكم أيّها الرجال نساءً، وجعل لكُنَّ أيتها النسوة رجالاً ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ أي ليس من حقيقة أخرى، ولا من مرتبتين متفاوتتين؛ بل من حقيقة واحدة ومن جوهر واحد ومن ذات واحدة. ومن الطبيعي أن يختلف الرجل والمرأة في بعض الخصائص بسبب تفاوت وظائفهما.
ثم يقول تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ أي جعلت الزوجية في الطبيعة البشرية لهدف أكبر، وذلك هو الاستقرار والسكينة إلى جانب الزوج ذكراً كان أو أُنثى... فالرجل والمرأة يحتاجان إلى بعضهما البعض ضمن إطار الأُسرة من أجل توفير السكينة والاستقرار.
إنّ أهم ما يحتاجه الإنسان في حياته هو الاستقرار، وسعادته تكمن في أن يكون بمأمن من الاضطراب والقلق. وهذه الأجواء الآمنة تتوفر له في ظل محيط الأُسرة؛ رجلاً كان أو امرأة، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ وهذه المودة لا يكتمل معناها بدون المحبّة، ولا الرحمة تصدق فيما إذا رافقها العنف.
نشاطات |
الشعب أتم الحجة على الجميع
في مسيرات 11 شباط (18-02-2010)
وصف سماحة الإمام الخامنئي خلال استقباله يوم الأربعاء حشداً غفيراً من أهالي محافظة أذربيجان الحضور الواسع واللافت لأبناء الشعب في مسيرات 11 شباط العام الجاري بأنها معجزة إلهية عظيمة، مؤكداً أن الشعب الإيراني من خلال مشاركته الواسعة المشفوعة بالبصيرة والإرادة والتوفيق الإلهي رد بقوة على أعداء النظام وأتم الحجة على الجميع.
وأكد الإمام الخامنئي أن ثمرة الوفاء للثورة وأهدافها هي العزة والاقتدار وتحقق التطلعات السامية والحصول على الأجر والثواب الإلهي وأضاف: لو نكث البعض بوعودهم للثورة أو تزعزعوا عنها فإن ذلك سيضربهم أنفسهم، لأن الثورة الإسلامية ستواصل مسيرتها بقوة والذين تخلفوا عن ركب الثورة أو وقفوا أمامها برغبة من العدو هم الخاسرون والمتضررون.
الإنجاز الوطني العظيم (20-02-2010)
تفقد الإمام الخامنئي (القائد العام للقوات المسلحة) الأقسام المختلفة لمدمرة جماران واطلع عن كثب على خصائص هذا الانجاز الوطني العظيم، معرباً عن تقديره للكوادر الشابة والنشطة في القوة البحرية مؤكداً: إن مفتاح اقتدار وتقدم البلاد هو تسليم الأعمال إلى الشباب المؤمنين والقلوب المفعمة بالأمل والدوافع الحماسية.
وأشار الإمام الخامنئي إلى الادعاءات الأمريكية الكاذبة وبعض البلدان الغربية الأخرى في خصوص الإجراءات الإيرانية ضد دول الجوار وأضاف: إن جيراننا أيضا يعلمون بأن هذه المزاعم كاذبة وأن أمريكا والكيان الصهيوني يحاولان بث الخلافات وحرف أنظار الأمة الإسلامية عن الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم الإسلامي يعني أمريكا والكيان الصهيوني.
ووصف الإمام الخامنئي الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها بلد يرتكز على قلوب شعبه، وأضاف: وفقا لنواميس الطبيعة فإنه حين يتم إطلاق صوت واحد من حناجر شعب ما فإن هذا الصوت سيخلد في التاريخ والعالم إلى الأبد.
السر في بقاء واستمرار الثورة الإسلامية (20-02-2010)
أهلاً ومرحباً بكم أيها الأعزاء القادة والضباط والمجاهدون في جبهة مهمة جداً من جبهات الجهاد للثورة. يوم انتصار الثورة الإسلامية يوم مهم جداً في التاريخ. في تلك الحادثة الكبيرة التي سمع بها غالبيتكم أيها الشباب وشاهدناها نحن بأعيننا لم يكن هناك من دافع سوی الدافع الإلهي والإخلاص، لذلك تركت هذه الحادثة في وقتها أثراً بالغاً وبقيت خالدة في التاريخ. هذه هي ميزة العمل الإلهي المخلص.. يبقی ويؤثر ولن تكون آثاره مختصة بالزمن الذي يقع فيه بل سيكون له تأثيره المستمر والدائم، هكذا هو العمل الإلهي. يوم بايعتم الإمام وحطمتم سداً واقتحمتم خطاً سياسياً كبيراً لم يكن بانتظاركم منصب ولا موقع ولا مال ولا حتى مدح وثناء. ما كان في انتظاركم هو ربما الخطر والتهديد. إذن لم يكن من دافع سوى الدافع الإلهي. يومذاك أثرت هذه الحادثة الإلهية ولا تزال تؤثر بعد مضي واحد وثلاثين عاماً.
حول القائد |
C.D.: شمس الضياء
شذرات ذهبية تحكي مشاهد مهمة من حياة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، ضمن سلسلة تعرف إلى القادة، وهي سلسلة تعنى بتقديم القادة القدوة للشباب بصورة واضحة وموجزة، كل ذلك بأسلوب فني جميل تشترك فيه الكلمة والصورة والحركة.
هذا القرص من إنتاج جمعية المعارف الإسلامية الثقافية سنة 2006 م.
إرشادات الولي |
الإمام الخميني قدس سره والتعبد في حرم المعصومة عليها السلام
إنّ إحدى الخصوصيات المهمة لمدينة قم العزيزة هي أنّها بُنيت حول مرقد شريف لإحدى النساء المنتجبات من آل البيت عليهم السلام وهي السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام، وإن كان ماضي هذه المدينة يرجع إلى أبعد من هذا، إلاّ انّ هذه المدينة معروفة طوال الاثني عشر قرناً الماضية بالمدينة المحتضنة لمرقد بنت موسى بن جعفر عليهما السلام . وهذه ميزة مهمّة.
لقد كان إمامنا العظيم يتعبّد منذ شبابه في حرم السيدة المعصومة عليها السلام. وقد نقل لنا المرحوم الميرزا جواد الطهراني في مشهد قبل الثورة بعدة سنوات فقال: ذهبت إلى قم للدراسة في الحوزة، وكنت في كل يوم أذهب فيه إلى الحرم أرى وجهاً نورانياً، ورجلاً وقوراً، وشاباً نورانياً، وسيداً نورانياً، وقد غرق في العبادة، فانجذبت إلى نورانيته وتعبّده، وسألت عنه، فقالوا إنه الحاج السيد روح الله الخميني.
في ذلك الزمان لم يكن إمامنا العظيم قد بلغ الثلاثين من عمره. نعم، هذه هي نتائج تلك العبادات والتوجهات والارتباط والاتصال بمعدن نور الغيب الإلهي والأولياء الإلهيين. فاغتنموا هذه الإشراقات في قلوبكم الشابة وقدروها حق قدرها.
فقه الولي |
إصلاح الأقارب
س: ما هو واجبي اتجاه أخي الذي يستعمل المخدرات ويهربها أيضاً؟
ج: عليك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تساعده على ترك الإدمان وتمنعه من تهريب وبيع وتوزيع المواد المخدرة. وإذا كان إعلام السلطات المختصة بشأنه يساعده على ذلك أو كان مقدمة للنهي عن المنكر فيجب عليك ذلك.