دوحة الولاية العدد 333 شهر رجب 1447هـ / كانون أوّل – كانون ثانٍ 2025م

لقد حظي الإنسان في هذه الأشهر الثلاثة -رجب وشعبان وشهر رمضان المبارك- ببركات كثيرة، وبوسع الناس الاستفادة من هذه البركات. وبطبيعة الحال، يُعَدّ المبعث النبويّ الشريف مبدأ جميع هذه البركات... ففي شهر رجب توجد ذكرى المبعث النبويّ العظيم، وولادة الإمام عليّ بن أبي طالب (سلام الله عليه)، وعدد من الأئمّة الآخرين. ويضمّ شهر شعبان ولادة الإمام الحسين سيّد الشهداء (سلام الله عليه)، وولادة صاحب الأمر (أرواحنا له الفداء). وفي الشهر المبارك نزول القرآن على القلب المبارك للرسول الأعظم. وإنّ كرامة هذه الأشهر الثلاثة تعجز الألسن والعقول والأفكار عن استيعابها.

الإمام الخمينيّ (قُدِّس سرُّه)، صحيفة الإمام، ج‏17، ص370.

إنّ أداء الكثير من الأمور في هذه الدنيا، إمّا متعذِّر أو متعسِّر، والمعضلة الكبرى لدى بني البشر هو اعتقادهم بأنّ الأعمال والأماني الكبيرة لا يمكن أن تتحقّق، وهذا بلاء عظيم. إنّ اليأس أكبر عدوّ للإنسان الذي يحاول تحقيق آماله وأمانيه. لو أنّنا قلنا لأنفسنا: «لا جدوى من المحاولة، فإنّنا لا نستطيع، لماذا نجهد أنفسنا؟»، فأيقنوا أنّ هذا العمل سوف لا يتمّ إنجازه.

اليأس من الأمور المرفوضة في الإسلام، بل إنّ بعض أفراده من الذنوب الكبيرة، كاليأس من روح الله؛ أي من لطفه وفضله وعنايته الخاصّة، التي إذا يئِس الإنسان منها، فإنّه يكون قد ارتكب معصية كبيرة.

الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 17 صفر 1413هـ.

جاء هذا الرسول الإنسانيّ العظيم ليقول لكلّ الناس: «كلّكم لآدم، وآدم من تراب»، جاء ليقول لهم: «الناس سواسية كأسنان المشط»، جاء لينقل إليهم كلام الله عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾، يخاطب المجتمع الذي كان يحطّ من قدر المرأة، ويدفنها وهي طفلة: ﴿إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. إذاً، الذكر والأنثى لهما قيمة إنسانيّة واحدة، العرب والعجم قيمة إنسانيّة واحدة، الأبيض والأسود والأصفر والأحمر قيمة إنسانيّة واحدة، السيّد والعبد... جاء بهذا الخطاب الإنسانيّ الذي كان يعاكس كلّ ما هو سائد في التقاليد وفي الثقافات وفي الأعراف وفي الوجدان الشعبيّ السائد في تلك المرحلة.

شهيد الأمّة سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، بتاريخ 25/01/2013م.

‏صيامه
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «مَن صام يوماً من رجب، في أوّله أو في وسطه أو في آخره، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومَن صام ثلاثة أيّام من رجب في أوّله، وثلاثة أيّام في وسطه، وثلاثة أيّام في آخره، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر».

إحياء لياليه
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «مَن أحيا ليلة من ليالي رجب، أعتقه الله من النار، وقبِل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين».

التصدّق فيه
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «مَن تصدّق بصدقة في رجب ابتغاء وجه الله، أكرمه الله يوم القيامة في الجنّة من الثواب بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».

 الإمام الجواد (عليه السلام): «إنّ في رجب ليلةً، هي خيرٌ للناس ممّا طلعَت عليه الشمس، وهي ليلة السابع والعشرين منه، نُبِّيَ رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثلَ أجر عمل ستّين سنة».

السيّد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج3، ص266.

ويومُ المبعث عيدٌ من الأعياد العظيمة، وفيه كانت بعثة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهبوط جبرئيل عليه (صلّى الله عليه وآله) بالرسالة، ومن أعماله:
1. الغسل.
2. الصيام، وهذا اليوم أحد الأيّام الأَربعة التي خُصَّت بالصيام بين أيّام السنة، ويعدل صومُ هذا اليوم صيامَ سبعين سنة.
3. الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد.
4. زيارة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام).

الشيخ عبّاس القميّ، مفاتيح الجنان، ص255.

‏1. الأمن والإيمان: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): «ألا مَن أحبّكَ حُفّ بالأمن والإيمان، ومَن أبغضكَ أماته الله ميتة الجاهليّة».
2. قَبول الأعمال وإجابة الدعاء: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «مَن أحبّ عليّاً، قَبِل اللهُ منه صلاتَه وصيامَه وقيامَه، واستجاب دعاءَه».
3. غفران الذنوب: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «حُبُّ عليٍّ يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب».
4. المنفعة عند الموت: عن الإمام الباقر (عليه السلام): «أنفع ما يكون حبُّ عليٍّ لكم، إذا بلغت النفس الحلقوم».
5. براءة من النار، وجواز على الصراط: عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ألا ومَن أحبَّ عليّاً، كتب الله له براءة من النار، وجوازاً على الصراط، وأماناً من العذاب».

من وصيّة الحاجّ قاسم سليماني: لا تتخلَّوا عن خيمة الولاية

إخوتي وأخواتي، العالم الإسلاميّ بحاجة دائماً إلى قائد، قائد متّصل بالمعصوم، ومنصَّب بصورة شرعيّة وفقهيّة. تعلمون جيّداً أنّ أنزه عالم دين -والذي هزّ أركان العالم وأحيا الإسلام، أعني إمامنا الخميني العظيم الجليل- جعل ولاية الفقيه الوصفة المنقذة الوحيدة لهذه الأمّة؛ لذلك عليكم -أنتم الشّيعة الذين تعتقدون بها اعتقاداً دينياً، وأنتم السنّة الذين تعتقدون بها اعتقاداً عقليّاً- أن لا تتخلَّوا عن خيمة الولاية، وأن تتمسّكوا بها من أجل إنقاذ الإسلام، بعيداً عن أيّ نوع من أنواع الخلاف. الخيمة هذه هي خيمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله). أساس معاداة العالم للجمهوريّة الإسلاميّة يهدف إلى إحراق وتدمير هذه الخيمة؛ فلتطوفوا حولها.

والله والله والله، لو أصاب هذه الخيمة أيّ مكروه، فلن يبقى لا بيت الله الحرام، ولا المدينة، ولا حرم رسول الله، ولا النجف، ولا كربلاء، ولا الكاظمان، ولا سامرّاء، ولا مشهد، وسوف يلحق الضرر بالقرآن.

سجود السهو

كيفيّة سجود السهو
يجب أن يبادر المصلّي لنيّة سجود السهو بعد التسليم فوراً، ويسجد على ما يصحّ السجود عليه، والأحوط وجوباً أن يقول في سجوده: «باسم الله وبالله، السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته»، ثمّ يرفع رأسه من السجود، ويسجد مرّة أخرى ويكرّر الذكر نفسه، ثمّ يرفع رأسه من السجود، ويتشهّد ويسلّم.

موجبات سجود السهو
1. الكلام سهواً أثناء الصلاة.
2. نسيان السجدة الواحدة (يجب قضاء السجدة المنسيّة بعد التسليم، ثمّ الإتيان بسجدتَي السهو).
3. الشكّ بين الركعة الرابعة والخامسة بعد إكمال السجدتَين، في الصلاة الرباعيّة.
4. نسيان التشهّد (يجب على الأحوط قضاء التشهّد المنسيّ بعد التسليم، ثمّ الإتيان بسجدتَي السهو).
5. السلام في غير محلّه على الأحوط وجوباً، كالسلام في الركعة الأولى.