دوحة الولاية العدد 331 شهر جمادى الأولى 1447هـ / تشرين أوّل - تشرين ثانٍ 2025م

علينا أن نعرف بأنّ لدينا مرارة وحلاوة، لكنّ المرارة تأتي من قلّة معارفنا. عندما استُشهِد خير خلق الله في عصره وسيّد شباب أهل الجنّة (عليه السلام) مع فتية بني هاشم وثلّة من أصحابه، وبرغم كلّ ما جرى، ترَون السيّدة زينب (عليها السلام) تقسم في مجلس يزيد الخبيث بأنّنا ما رأينا إلّا جميلاً! شهادة الإنسان الكامل جميلة بنظر أولياء الله، لا لأنّه حارب وقُتل، بل لأنّ حربه كانت من أجل الله وفي سبيله، كانت ثورة ربّانيّة... هذا الفوز العظيم لا ينشأ من القتل، إنّ خصومنا يُقتَلون أيضاً، بل ينشأ من أنّ الدافع إسلاميّ وربّانيّ. عندما يصبح الدافع هو الإسلام يشعر الإنسان باللذّة لا الحسرة، لكن بما أنّنا ناقصون، ولم نصل بعد إلى المنزلة التي يجب أن نصل إليها، نشعر بالمرارة من هذه الناحية، وهذا أمر بديهيّ طبقاً للحالة الروحيّة التي لدينا.
 

صحيفة الإمام (قُدِّس سرّه)، ج20، ص170.

إنّ هذه المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله، كانت تبلغ العشرين من عمرها فقط، على اختلاف الروايات من الثامنة عشرة وحتى الخامسة والعشرين، امرأة شابّة لديها هذه المرتبة المعنويّة العالية التي تضعها في الصف الأوّل بين الأولياء والأنبياء، بحيث سمّاها الرسل الإلهيّون «سيّدة نساء العالمين».

إضافة إلى هذا المقام المعنوي، فإنّ تجلّي خصال بارزة وأعمال مهمّة في الحياة الشخصيّة لهذه السيّدة العظيمة جعل كلّ واحد من هذه الأعمال والخصال درسًا وعبرة: تقواها وعفّتها وطهارتها وجهادها وتبعّلها وتربية أولادها، ووعيها السياسيّ وحضورها في الساحات الأهمّ لحياة الإنسان في تلك المدّة -سواءٌ في مرحلة طفولتها وصباها أم في مرحلة زواجها- كلّها دروسٌ وعِبر، دروسٌ لكلّ البشريّة.

الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 14/04/2014م.

هذا الإنسان عندما يموت، إلى أين يذهب؟ الموت ليس فناءً، الموت هو انفكاك الروح عن الجسد، الجسد يبلى في التراب، الروح إلى أين تذهب؟ الأديان السماويّة أجابت عن هذا السؤال، الفلاسفة والعرفاء أجابوا عن هذا السؤال، وتوجد أجوبة متعدّدة حتّى في الدين الواحد، وحتّى في المذهب الواحد، لكن اسمحوا لي أن أقول في محضر عوائل الشهداء: إنّه من القدر المتيقّن الذي لا نقاش فيه عندما نقرأ القرآن، كتاب الإسلام الخالد، سوف نجد أنّ الشهداء لا يموتون، الشهداء عندما تنفصل أرواحهم عن أجسادهم بفعل الشهادة ونزيف الدم ينتقلون إلى الحياة، بما يُسمّى العالم الوسطيّ، عالم البرزخ، هم باقون على قيد الحياة، الله سبحانه وتعالى في آيات واضحة وبيِّنة، ولا تحتاج إلى الكثير من التفسير، يقول عزّ وجلّ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ﴾.

شهيد الأمّة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، بتاريخ 10/11/2018م.

‏معناها: القاطعة والفاصلة والحارسة، فهي (عليها السلام) تشفع لمحبّيها وتفطمهم من النار.
رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إنّما سُمِّيت ابنتي فاطمة؛ لأنَّ الله فطمها وفطم محبّيها عن النار».
الإمام الصادق (عليه السلام): «أتدري أيّ شيء تفسير فاطمة؟ فُطِمت من الشرّ».
الإمام الصادق (عليه السلام): «قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لعليّ: هل تدري لِمَ سُمّيَت فاطمة؟ قال عليّ: لِمَ سُمّيَت فاطمة يا رسول الله؟ قال: لأنّها فُطِمَت هي وشيعتها من النار».

 ندائي إلى كلّ اللاهثين وراء الدنيا والغارقين في زخارفها ومفاتنها، أنِ استيقظوا من سباتكم العميق، فلا بدّ في النهاية من ساعةٍ للموت، ينتقل فيها الإنسان من حياة إلى حياة، فما الدنيا إلّا قنطرة تعبر بنا إلى الآخرة، فهل للعاقل المسافر في رحلة ما، أن لا يُحضِّر زاد المسير؟! لا بدّ من جمع الزاد، و﴿إِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.

 الشهيد ربيع قصير، تمّوز 2006م.

 ما يصحّ السجود عليه

يجوز ويصحّ السجود على الخزف والآجُرّ (القرميد) والنورة (حجر كلسي) والجصّ (الجفصين)، ولو بعد الطبخ (للجميع)، وعلى الفحم والطين الأرمنيّ وحجر الرحى والإسمنت، وعلى جميع أنواع البلاط المتّخذ من الأرض، كالموزاييك والرخام بأنواعه...
لا يصحّ السجود على البلاط الصناعيّ غير المنتَج من الأرض.
لا يصحّ السجود على المأكول، كالمخبوز والمطبوخ والحنطة والشعير والفواكه والبقول المأكولة والثمرة المأكولة، ولو قبل وصولها إلى زمان الأكل، ولا بأس بالسجود على قشورها بعد انفصالها عنها، ولا يصحّ على المتّصل بها. نعم، القشر المأكول لا يصحّ السجود عليه، كقشر التّفاح والخيار.
يصحّ السجود على التتن (ورق التبغ) والحنظل والتبن والقصيل وقشر الأرزّ بعد الانفصال.
لا يصحّ السجود على القطن والكتّان.