دوحة الولاية العدد 321 شهر رجب 1446هـ / كانون ثانٍ – شباط 2025م

في خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)، رفع عربيٌّ يهوديٌّ شكوى ضدّه لدى القاضي، بشأن درعٍ لدى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ادّعى اليهوديّ أنّها له؛ فاستدعى القاضي الأمير الذي هو بدوره نصّبه للقضاء، فذهب وجلس‏ بين يدَيه، بل وعلّمه بعض آداب القضاء، ونهاه عن أن يُبدي له من الاحترام أكثر من احترامه لخصمه، بل يجب أن يلتزم المساواة في التعامل بين الطرفَين اللذَين أحدهما يهوديّ والآخر رئيس دولة مترامية الأطراف. ثمّ درس القاضي الأدلّة، وأصدر حكمه ضدّ أمير المؤمنين! ابحثوا في تواريخ الحكومات وكافّة الجمهوريّات والأنظمة الأخرى، وهاتوا لنا مثل هذا الموقف الذي يتعامل به رئيس الدولة مع يهوديّ خاضع لحكمه، ومع القاضي الذي هو الآخر من رعاياه؛ وعندها سنقول إنّ النظام الإسلاميّ دون سائر الأنظمة الأخرى.

الإمام الخميني ّ(قدس سره)، صحيفة الإمام، ج‏4، ص224.

إنّ قضيّة بعثة النبيّ المكرّم (صلى الله عليه وآله)... هي دعوة الناس إلى ميادين التربية العقلانيّة، والتربية الأخلاقيّة، والتربية القانونيّة. التربية العقلانيّة، بالدرجة الأولى؛ بمعنى استخراج قوى العقل الإنسانيّ، وجعلها سائدة على أفكار الإنسان وأعماله، ورفع الإنسان لمشعل العقل البشريّ؛ كي يتمكّن بهذا المشعل من تشخيص الطريق والسير فيه. هذه هي المسألة الأولى والأهمّ... الميدان الثاني هو التربية الأخلاقيّة؛ إذ يقول (صلى الله عليه وآله): «إِنَّمَا بُعِثْتُ‏ لِأُتَمِّمَ‏ مَكَارِمَ‏ الْأَخْلَاق». الأخلاق هي الهواء اللطيف الذي إنْ توفّر في المجتمع البشريّ، استطاع الناس أن يحيوا باستنشاقه حياةً سليمة. والميدان الثالث هو التربية القانونيّة والانضباط القانونيّ. كان النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)، بشخصه، أوّل عامل بجميع أحكام الإسلام.

الإمام الخامنئيّ (دام ظله)، بتاريخ 2009/07/20م.

‏كان [الحاجّ قاسم سليماني] يتّكئ أو يستند إلى قيادة، إلى قائد حكيم وعظيم وشجاع ومدير ومدبّر ومُطلٍّ على كلّ ساحات هذا العالم، هو سماحة الإمام القائد السيّد الخامنئيّ (دام ظله). ما كان يقوم به الحاجّ قاسم في الاستراتيجيّة، في الخطوط العريضة، في الأوامر الأساسيّة، في التوجّهات الأساسيّة، هذه كانت إرشادات سماحة الإمام الخامنئيّ، وتوجيهات سماحة الإمام الخامنئيّ (دام ظله)، وضوابط سماحة الإمام الخامنئيّ وحدوده وسقوفه... لم يكن جنرال الولاية، كان جنديّ الولاية، وكتب في وصيّته، وأوصى أن يُكتب على ضريحه، لا يُكتب لا جنرال ولا فريق ولا لواء ولا أيّ شيء، فكتبوا «جنديّ الولاية» قاسم سليماني. هكذا عاش قاسم سليماني في حياته.

الشهيد الأسمى سماحة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)، بتاريخ 01/08/2024.

 فوالله، إنّ مسيرتنا لهي الحقّ، مسيرة الأنبياء؛ فكونوا من الّذين يصحون ليل نهار، لتحقيق حلم الأنبياء بإقامة دولة الحقّ تحت راية المهديّ (عجل الله فرجه الشريف)، وأفرحوا قلبه كلّ جمعة. التزموا بالتكليف الشرعيّ، وكونوا من الذين امتحن الله قلوبهم، فثبتوا ونجحوا في اللحظات المصيريّة، ونالوا رضوان الله. حافظوا على دماء الشهداء عبر حفاظكم على المقاومة الإسلاميّة، حافظوا عليها، وافتدوها بأنفسكم وأهليكم وأولادكم، حافظوا عليها بسلاحكم وأيديكم وبإيمانكم، فإنّ هذا خطّ الأولياء، خطّ الأئمّة، خطّ الأنبياء (عليهم السلام).

الشهيد أحمد علي حمد (يعقوب)، 06/04/2024م.