من هو الزوج المناسب؟
العلاقات الزوجية
كما أرشد الشرع المقدس الرجل إلى الزوجة المناسبة، فإنه أرشد المرأة للرجل المناسب، فحدد بعض الأمور الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في شريك المستقبل، ومن هذه الصفات:
عدد الزوار: 1256كما أرشد الشرع المقدس الرجل إلى الزوجة المناسبة، فإنه أرشد المرأة للرجل المناسب، فحدد بعض الأمور الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في شريك المستقبل، ومن هذه الصفات:
1- الملتزم:
فعن رسول االله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب (إليكم) فزوجوه، إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"([1]).
فتدين الرجل من أول الشروط التي ينبغي النظر فيها من قبل المرأة، لأن التدين يحفظها على كل حال، وهذا ما أشارت له الرواية، فقد روي أنه جاء رجل إلى الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام يستشيره في تزويج ابنته؟ فقال: "زوجها من رجل تقي، فإنه إن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها"([2]).
وعندما نتحدث عن التدين فمن البديهي أن لا يكون من أهل الخمر والسكر، فقد أكدت الكثير من الروايات أن لا يزوج الرجل ابنته من شارب للخمر، كالرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من شرب الخمر بعدما حرمها الله فليس بأهلٍ أن يزوج إذا خطب"([3]).
وعلى المرأة أن تلتفت إلى خطورة هذا الزواج، لأن تعليق الآمال على شارب الخمر أمر لا طائل منه، فقد حذرت الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام أشد التحذير: "إياك أن تزوج شارب الخمر، فإن زوجته فكأنما قدت إلى الزنا"([4])، والإمام يلفت بهذا إلى آثار وتداعيات مثل هذا الزواج.
2- حسن الخُلق:
إذا فسرنا التديّن أنه الإيمان النظري الذي يُترجم في مظهر الإنسان من خلال القيام بالعبادات وبعض التصرفات (الصلاة، الصوم، اللحية، الخ...)، فإن هذا لن يكون كافياً، وعلينا أن نلتفت إلى أخلاقه التي تظهر من خلال عمله وسلوكه ويبرز في العلاقات مع الناس وعند الاختبار، يجب ملاحظة التدين والأخلاق في آن معاً، لأن ذلك يساعد على الاطمئنان إجمالاً إلى أن هذا الزواج يمكن أن يكون ناجحاً وموفقاً.
وفي الرواية عن حسين البشار قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: إن لي ذا قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء؟ فقال: "لا تزوجه إن كان سيئ الخلق"([5]).
هل الفقر حجة لرفض الرجل؟
يجيب الله تعالى عن هذا السؤال في كتابه الكريم بقوله: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾([6]).
والآية إخبار من اللَّه تعالى الذي وسعت قدرته كل شيء وهو عالم بكل شيء، إنه عز وجل يمنَّ بفضله وكرمه على أولئك الذين يقدمون عن الزواج، وبالتالي فالحالة المادية للرجل قبل الزواج ليست هي الحالة النهائية، بل يتأمل أن يوفّق بعد الزواج، كما تفيد هذه الآية الكريمة.
وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوجه، ولا يمنعك فقره وفاقته، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ﴾([7]) وقال: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾"([8])-([9]).
* الزواج الناجح، جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
([1]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1181.
([2]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1182.
([3]) مكارم الأخلاق، الشيخ الطبرسي، ص 204.
([4]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1183.
([5]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1183.
([6]) النور: 32.
([7]) النساء: 130.
([8]) النور: 32.
([9]) ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 2، ص 1181.