يتم التحميل...

‎ كلمة السيد حسن نصر الله ‏بذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي وسام حسن طويل

2024

في ‏بلدة خربة سلم الجنوبية 14-1-2024

عدد الزوار: 497

 ‎ كلمة الأمين العام لحزب الله‎ ‎سماحة السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال التكريميّ ‏بذكرى مرور أسبوع على استشهاد القائد الجهادي وسام حسن طويل (الحاج جواد) في ‏بلدة خربة سلم الجنوبية 14-1-2024

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله ربّ العالمين، ‏والصلاة والسلام على ‏سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله ‏الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار ‏المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. ‏


‎يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم "مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَال صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ‏ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلا، لِّیَجۡزِیَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِینَ بِصِدۡقِهِمۡ وَیُعَذِّبَ ‏ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ إِن شَاۤءَ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورا رَّحِیما، وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِغَیۡظِهِمۡ لَمۡ یَنَالُوا۟ خَیۡراۚ ‏وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِیًّا عَزِیزا" صدق الله العلي العظيم.‏

أولاً يُشرفني أن أكون في هذا الوقت في خدمتكم وإن كان عن بعد مع هذه البلدة الطيبة المباركة المجاهدة ‏المقاومة، وفي ذكرى القائد الشهيد العزيز الأخ الحاج جواد رضوان الله تعالى عليه. أولاً يجب أن نبارك ‏لكم وللمسلمين جميعاً دخول هذه الايام أيام شهر رجب، هذا الشهر المبارك والفرصة الإلهية المعطاة ‏سنويا للتوبة والانابة والرجوع الى الله، شهر الدعاء والمناجاة والعبادة والصوم والتهجد، والمقدمة اللازمة ‏لشهر الله عز وجل، وما فيه من مناسبات دينية جليلة وعظيمة، وبالأخص ما يرتبط بمناسبات ولادة العديد ‏من أئمتنا الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لقاؤنا اليوم مناسبته ذكرى إستشهاد القائد الشهيد ‏الحاج وسام حسن طويل الحاج جواد قبل أيام. نبدأ أولاً من بلدته إلى عائلته وصولاً إليه، وبعد ذلك إلى ‏مسيرته ومقاومته الشريفة، البلدة الطيبة المباركة بلدة خربة سلم، هذه البلدة التي شارك أهلها رجالاً ونساءً ‏وصغاراً وكباراً في هذا الحراك الايماني منذ البدايات، منذ الستينات والسبعينات وصولا الى اليوم، ببركة ‏علمائها وعلى رأسهم سماحة آية الله المرحوم السيد عبدالمحسن فضل الله رضوان الله تعالى عليه، العالم ‏والفقيه والمجاهد والجليل والمقدس، والذي دعا الى المقاومة، وأفتى لها وأيدها وساندها واحتضنها بكل ‏قوة، حتى رحيله عن هذه الدنيا، هذه البلدة المباركة المجاهدة التي التحق كثيرٌ من شبابها في صفوف ‏المقاومة منذ البدايات، فكان منهم القادة في المقاومة والكوادر والمقاتلين والجرحى والاسرى وقضى ‏العشرات منهم شهداء، من الرعيل الاول من السابقين الأولين، القائد الشهيد الاستاذ الحاج حسن شري ‏رحمه الله، ومن العلماء الشهداء الأخ العزيز والحبيب سماحة الشهيد الشيخ علي كريّم رحمه الله من جيل ‏المؤسسين في حزب الله سنة 1982، وعشرات الشهداء الكرام من عائلاتها الشريفة، وستبقى إن شاء الله ‏هذه البلدة المباركة حصنا من حصون الايمان والجهاد والمقاومة، ومفخرة في هذه الدنيا والاخرة.‏

نأتي ثانياً الى العائلة، مع إستشهاد الحاج جواد، الان أنا سأستخدم إسم الحاج جواد لأنه هذا ما إعتدنا عليه ‏أكثر من إسم وسام، مع إستشهاد الحاج جواد، ينضم الشهيد القائد الى أخويه الشهيدين فادي وقاسم، والى ‏أبناء أخيه الفاضل الحاج هاني طويل الشهيدين حسين ومحمد، نحن هنا أمام نموذج للعائلة المؤمنة ‏المجاهدة المضحية، هذا النموذج الذي رباه القرآن، والذي دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ‏المؤمنين نموذج المؤمنين المجاهدين بالاموال والانفس، المضحين في سبيل الله سبحانه وتعالى بصدق، ‏ليجزي الصادقين بصدقهم. عائلة المرحوم الحاج حسن طويل، وحرمه رحمة الله عليهما، ثلاثة أبناء أخوة ‏أشقاء وحفيدان، وما بدّلوا تبديلا. من بقي من هذه العائلة على قيد الحياة وهم عدة وافرة إن شاء الله، الله ‏سبحانه وتعالى أعطاهم من الايمان والثبات والصبر والاصرار على مواصلة الطريق وما سمعناه قبل ‏قليل من نجل الشهيد القائد، هذا النموذج يؤشر لنا ولمجتمعنا ولشعوب منطقتنا على مصاديق كثيرة في ‏مسيرتنا، عائلات كثيرة أيها الاخوة والاخوات قدمت ثلاثة أبناء أخوة أشقاء شهداء، بعض العائلات ‏قدمت أكثر، أخوة وأحفاد وأيضاً نحسب معهم الاصهار، لأنه بالنهاية هذا ألم يلحق بنفس العائلة، والمُلفت ‏في هذه العائلات الشريفة أنها لم تتوقف لم تتخلى لم تكتفي لم تقل لنفسها أو للناس من حولها: "أدينا قسطنا ‏للعلا حسبنا ما قدمنا من شهداء"، بل على العكس، كانوا دائماً مستعدين ومستعدين، ليقدموا المزيد من ‏الشهداء، العائلات الشريفة التي قدمت شهيداً أو شهيدين، أيضاً لها أبناء كُثر ما زالوا في الجبهات وفي ‏ساحات المقاومة والقتال، ودماؤهم على أكفهم، هذه العائلات التي أبناؤها اليوم في ميادين القتال رغم أنها ‏قدمت الشهداء، لم تقل لأولادها تعالوا إلى بيوتكم، إنسحبوا إلى الخلف، فليقاتل غيرنا، نحن قمنا بواجبنا، ‏بالعكس هم الذين يُرسلون أبناءهم إلى الخطوط الامامية، في مناسبات سابقة ذكرت لكم أنه بعض العائلات ‏تعرفون نحن لدينا حرج أخلاقي بالنسبة للوحيدين، يعني العائلة التي لديها ولد وحيد لا نحب أن نرسلهم ‏للخطوط الامامية، نضعهم بالمعسكرات، بالاماكن الخلفية، بالأماكن الاقل خطراً، وهؤلاء يشتكون دائماً، ‏يعني الوحيد في عائلته يشكو أنه حسناً أنا لماذا محروم من الجبهة؟ لماذا محروم من الخطوط الامامية؟ ‏لماذا محروم من شرف الشهادة؟ فنحن نشترط عليه، أنه هذا يحتاج الى إذن الوالدين، الأب والأم وليس ‏فقط الأب، يعني والدك يريد ذلك فليمضي وأمك يجب أن تمضي، هذا حصل في معارك سابقة، في هذه ‏المعركة المستمرة منذ مائة يوم أيضاً انا لدي رسائل كثيرة بتواقيع الاب والام الذين يطالبون ويناشدون ‏بأن يذهب أولادهم، ولدهم الوحيد في هذه الدنيا الى الخطوط الامامية، هذه البيئة المؤمنة هذه العائلات ‏تنتمي الى هذه البيئة المؤمنة المجاهدة المضحية المستعدة دائماً للعطاء في سبيل الله، والقيم التي تؤمن بها، ‏وهنا مركز قوتنا بعد الله سبحانه وتعالى في هذه المقاومة، عوائل الشهداء الجرحى وعوائل الجرحى، ‏المجاهدون وعائلاتهم، منذ مائة يوم في الحد الادنى، لأننا نحن لم نهدأ ولا يوم، لكن دعونا نتكلم عن ‏جبهتنا الحالية، منذ مائة يوم أعداد كبيرة من شبابنا وإخواننا متواجدون في الخطوط الامامية، ويقاتلون ‏وكل واحد منهم في معرض الشهادة كم خلفهم ورائهم من عائلات؟ من أب وأم، من زوجة وأولاد؟ تخفق ‏قلوبهم على مدار الساعة عندما يسمعون أي خبر عن قصف، عن عملية عن إستهدافات على الجبهة، ‏ويواجهون ذلك كله بالصبر والثبات والاحتساب والتوكل على الله سبحانه وتعالى، والتسليم والرضا بأمر ‏الله عز وجل، ومشيئة الله سبحانه وتعالى، العائلات الصامدة، العائلات النازحة التي حملت بعض أساسها ‏على أكتافها، وتصبر حيث يعز على المرء بطبيعة الحال أن يبتعد عن بيته عن حقله، عن دار أنسه عن ‏مدرسته هذا جزء من الجهاد، هذا جزء من التضحيات، هنا يجب أن نُشير الى حالة التكافل والتي هي ‏أيضاً نتاج الايمان والجهاد والتضحية والصدق، حالة التكافل في مجتمعنا، أنا لا أريد أن أذكر أسماء لأنه ‏عادة لا نذكر الاسماء، ولكن أنا أعرف الكثير من الكرام يعني لدينا حالات، شخص واحد أو عدد قليل من ‏الاشخاص أمّنوا مئات المنازل، البيوت المفروشة لعائلات نازحة، هناك كثير من العائلات إحتضنت هذه ‏العائلات وهذا أمر مبارك ويجب أن يستمر، طبعاً يجب أن نتعاون جميعاً لنوفر كل عوامل وعناصر ‏الصمود في هذه المعركة، لأننا لا نعرف حتى الآن ما هو مداها الزمني، بعد البلدة والعائلة نأتي الى ‏صاحب الذكرى نحن مشكلتنا في قادتنا العسكريين والأمنيين أنه في حياتهم لا نستطيع أن نذكر أسمائهم ‏وأن نتحدث عن سيرتهم. وبعد رحيلهم أو شهادتهم لا نستطيع أن نقول الكثير، لأننا ما زلنا في قلب ‏المعركة، ولأن الكثير من حياتهم وسيرتهم وجهادهم وأعمالهم وإنجازاتهم هي جزء من أسرار المقاومة ‏التي ما زالت في ساحات الميدان والقتال، لكن تكفي الاشارة إلى بعض العناوين وإن كان التقرير الذي ‏رأيتموه يُغني عما سأقول ولكن أنا أختصر أيضاً في هذا إن شاء الله، الحاج جواد إلتحق شاباً يافعاً ‏بالمقاومة الاسلامية، وهو الذي كان من بداية عمره متديناً ملتزماً بالتكليف، مُصلياً صائماً، كان عمره 15 ‏سنة من 15 إلى 16في 1990، وبدأ مسيرته في هذه المقاومة مقاتلاً، يعني فرداً في المقاومة، وهذا شأن ‏القادة في مقاومتنا، يبدأون من الميدان مقاتلين، يحملون البندقية في الخط الامامي في ساحات القتال، مع ‏الوقت يكتسبون الخبرة والتجربة وتزداد معارفهم من خلال الدورات والتأهيلات، والاستفادة من تجارب ‏الاخرين، مع الوقت أيضاً تتكشف قدراتهم وكفاءاتهم، ويتقدمون في تحمل المسؤولية، وهذا أيضاً كان ‏شأن الحاج جواد طويل رحمة الله عليه، مبكراً يعني بعد سنوات قليلة بدأ بتحمل المسؤوليات العسكرية في ‏المقاومة، وقد ورد في التقرير سلسلة من المسؤوليات، وأهمها في البداية مسؤولية عدد من المحاور، ‏محاور المقاومة في التسعينات التي كانت في حالة قتال يومي مع العدو، الى التحرير عام 2000. في عام ‏‏2006 الحاج جواد كان من قادة الميدان في سوريا، كان من قادة المواجهة مع داعش، ونحن نفخر بأننا ‏كُنا جزءاً من هذا القتال، البعض يُحاول أن يفرّ من هذا المقطع الزماني، نحن في كل يوم نزداد إيماناً ‏بِصحة وسلامة خيارنا وموقفنا، داعش هذه التي كانت تهدد سوريا، ليس الدولة فقط، بل الشعب السوري، ‏وفعلت من الأفاعيل بحق الشّعب السوري من كل الطوائف ما يندى له الجبين. داعش التي شكّلت أكثر ‏تهديد وارتكبت أعظم المجازر في العراق، مجازر مهولة، الآلاف قُتلوا في ساعات قليلة بمجازر داعش، ‏داعش صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية، داعش التي قتلت قبل أيّام أكثر من 100 شهيد عند ضريح ‏الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، التي تقتل الناس شمالًا ويمينًا في افغانستان وفي باكستان، وجاهزة ‏للإستخدام والتوظيف في شمال افريقيا، وقاتلوا بها أنصار الله في اليمن، والتي كانت تُشكّل أكبر تهديد ‏للبنان وللمجتمع اللبناني بتنوّعه الطائفي. ‏

نفخر أننا قاتلنا داعش وقدّمنا الشهداء حتى من القادة في مواجهة داعش، وكان أحد قادة جهادنا الكبير في ‏هذه المعركة الحاج جواد طويل. بالوصول إلى المسؤوليّات المرتبطة بالتدريب والتأهيل في السنوات ‏الأخيرة، وصولًا الى 100 يوم في معركة طوفان الأقصى في الجبهة اللبنانية، والحاج جواد ترك كل ‏شيء رغم أنّه كان يتولّى مسؤوليّات في وحدات خلفية يعني تعمل في الخلف تعمل في البقاع في أماكن ‏أخرى، ترك كل شيء خلفه وذهب الى الجنوب ولم يُغادر، حتى إلى بيته سوى في الليلة الأخيرة.‏
‏ من 8 تشرين في طوفان الاقصى هو أحد القادة الميدانيين الأساسيين في الجبهة، والتي شارك فيها ليله ‏ونهاره، حتى خُتم له بالشهادة المباركة والعاقبة الحسنة على يد قتلة الأنبياء والرسل. ‏

عمل مع القادة الشهداء الكبار الحاج عماد مغنية، السيّد مصطفى بدر الدين، مع القائد الكبير الحاج قاسم ‏سليماني، ومضى من رفاقه الكثير من القادة الشهداء الذين لو أردت أن أذكر أسمائهم لطال بنا المقام، ‏ورفاقه وإخوانه الشهداء.‏

‏ المُجاهد القائد الجريح وجراحه حددت بنسبة 40 بالمئة، ولكنه لم يتخلّى عن الميدان في يوم من الأيام، ‏بخلاصة الحاج جواد نموذج المؤمن، المجاهد، المضحّي، البصير، الشجاع، الكفوء، المبادر، المدير، ‏الحاضر دائمًا في الميدان، الخلوق، حسن العشرة والهادئ، حتى أنتم تشاهدون الآن بالتقرير وبالفيديو، ‏بصورة وجهه بكلامه وبطريقته وبقعدته وبنظراته، من الشخصيّات الهادئة، هذا الهدوء هو صفة مهمّة ‏في أي قائد لأنّ الهدوء يسمح له بالتفكير، والتروّي، والتعمّق، واتخاذ القرار الصحيح، والعمل في الميدان ‏وفي الظروف الصعبة بأعصاب متينة وقويّة. ‏

كان دائمًا إلى لحظة الشهادة دائم الإستعداد للحضور في أي ساحة، في أي ميدان، في أي تكليف، لا يعنيه ‏لا الإسم، ولا العنوان، ولا المنصب، ولا الموقع، ولا الزمان ولا المكان، وهذا هو معنى أو أحد معاني ‏الفناء في القضيّة، والفناء في الرسالة، والفناء في أداء التكليف بل الفناء في الله سبحانه وتعالى، كان ‏عاشق شهادة ووصل إلى ما كان يطلب. ‏

قادتُنا الشهداء، ومجاهدونا الشهداء، ومجاهدونا الذين ما زالوا يُواصلون الطّريق إذا أردتُ أو إذا أردنا أن ‏نختصر وصفهم في مثل هذه الأيام بكلماتٍ قصيرة، هم صُنّاع نصر، وعُشّاق شهادة، ومَنّ الله سبحانه ‏وتعالى عليهم بكلا الحُسنيين، فقد صنعوا الإنتصارات وعاشوا أفراحها وختم الله لهم بالشهادة.‏

الحاج جواد شهيدٌ على طريق القدس في معركة طوفان الأقصى في شقّها اللبناني، أي هذه الجبهة التي ما ‏زالت تتفاعل منذ 99 يومًا، أمّا غزّة فقد دخلت في اليوم ال100. أين أصبحنا اليوم، أتحدّث قليلًا عن ‏التطوّرات الجديدة لأصل إلى الوضع مع لبنان، وعلى الجبهة اللبنانية، والتهديدات الأخيرة، والمبادرات ‏الأخيرة، والآفاق المتوقّعة بالنسبة للبنان خصوصًا يعني في الجزء الخاتم من الكلمة.‏

‏ 100 يوم وغزة تُقاوم، وتصمد، شعبها، رجالها، نساؤها، صغارها، كبارها في حالة صمود أسطوري لا ‏مثيل له يمكن أن يُقال لا مثيل له في التاريخ.‏

مليونين ومئتين ألف إنسان في مساحة ضيّقة محاصرة، 100 يوم من القصف العشوائي الوحشي الذي لا ‏يُوفّر أحدًا، وهؤلاء صامدون ثابتون يتألّمون صحيح، ولكنّهم راسخون، أقوياء، لا ينكسرون، لا ‏يتنازلون، لا يضعفون، لا ينسحبون، لا يستسلمون، هذه هي الحقيقة، هذا هو شعبها. وأمّا مقاومتها بكل ‏فصائلها حماس، والجهاد، فصائل المقاومة بعناوينها المختلفة وانتماءاتها المختلفة، تُقاتل على مدار ‏الساعة بشجاعة، ببطولة، ببسالة بإبداع، قلّ نظيره، وهذه من بركة الإعلام والأفلام التي تُوثّق ‏المواجهات، والبطولات، والعمليّات النوعيّة التي تجري على مدار الساعة، وإلا لما كنّا نعرف شيئًا عن ‏المشهد الحقيقي بسبب التكتّم الإسرائيلي الشديد(...).‏

‏ كثير من الذين يتابعون معركة طوفان الأقصى من 7 تشرين إلى اليوم، يجمعون يعني جماعة وسائل ‏الإعلام، والخبراء، والمحلّلون، والمحلّلين جميع هؤلاء يُجمعون على أنّ إسرائيل في هذه الحرب أكثر ‏تشدّدًا وتكتّمًا وسيطرةً على الأخبار والمعلومات من أي حربٍ مضت، وما يتسرّب أحيانًا يكون مفاجئًا ‏وسوف أذكر بعض الأرقام بعد قليل.‏

‏ في هذه المعركة وبعد 100 يوم لست أنا وأنتم الذين نقول ما يلي، الإسرائيليون، المسؤولون، القادة العسكريّون والسياسيّون، المعلّقون، المحلّلون، الإعلاميّون، الكتّاب يقولون: أن اسرائيل بعد 100 يوم ‏غارقة في الفشل ليس أنها في صورة فشل بل هي غارقة في الفشل، البعض يستعمل عبارة الحفرة ‏العميقة التي لا يعرف قادة العدو كيفيّة الخروج منها، ماذا أنجز العدو خلال 100 يوم؟ سوى القتل، ‏نساء، وأطفال، ومدنيّين، وتدمير، وصورة توحّش، ولكن لم يصل إلى أي نصر حقيقي، بل لم يصل حتّى ‏إلى صورة نصر، وهذا ما يُجمع عليه الصهاينة أيضًا، وفشل في تحقيق الأهداف المعلنة وشبه المعلنة ‏والضمنيّة، لأنه هناك أهداف معلنة، الأهداف المعلنة ثلاثة: القضاء على حماس وحكومة حماس، إستعادة ‏الأسرى الإسرائيليين، وألّا تبقى قطاع غزّة ألا تبقى إمكانيّة تهديد لأمن كيان العدو في المستقبل،هذه هي ‏الأهداف المعلنة، لكن في الأهداف الضمنيّة أو شبه المعلنة تهجير أهل غزة، من الأهداف الضمنيّة وشبه ‏المعلنة إحتلال غزّة، تدمير غزّة، تحويل غزّة الى شاطئ لسكّان مستوطنات غلاف غزة، بالحد الأدنى ‏السيطرة على غزّة، والسيطرة الأمنية الكاملة على طول الخط، هذه أهداف شبه معلنة، لكن لا في ألاهداف ‏المعلنة ولا في الأهداف شبه المعلنة استطاع أن يحقّق شيئًا على الإطلاق باعتراف الإسرائيليين أيضا.‏

‏ يعني يهمّني كثيرًا أن أبقى أقول باعتراف الإسرائيليين، بإجماع الإسرائيليّين، يُحاول رئيس حكومة ‏العدو، وزير حرب العدو، رئيس أركان جيش العدو أن يتحدّث عن بعض الإنجازات التكتيكيّة هنا وهناك، ‏هنا قتلنا مقاومين، هنا وجدنا صواريخ، هنا كشفنا نفق، طبيعي أنتم من أقوى الجيوش في المنطقة ويعني ‏بعض هذه الإنجازات التكتيكية إذا لم تنفّذوها وتعملوها "يعني خلص" يجب أن ترحلوا من هذه الأرض، ‏يعني هذا اعتراف مطلق بالهزيمة، لكن ليس عنوان الحرب هو اكتشاف نفق هناك أو قتل مقاومين هنا او ‏اكتشاف قاعدة صواريخ هناك مثلاً في شمال غزة، الأهداف التي أعلنتوها هي هذه المعلنة وغير المعلنة، ‏وأنتم تُجمعون بأنّكم لم تستطيعوا أن تحقّقوا أيّ هدف.‏

‏ الآن بعد 100 يوم يقول الصهاينة أنّهم دخلوا أو سيدخلون إلى المرحلة الثالثة، ومن مقتضيات المرحلة ‏الثالثة الانسحاب، أغلب إنسحاب القوات من قطاع غزّة الذي بدأ في شمال غزة، والمعلومات تقول بأنّهم ‏أخرجوا كلّ القوّات أو الأغلبيّة السّاحقة من القوّات من الأحياء والمدن والمخيّمات في شمال غزة إلى ‏محيطها في الفلوات. بعد ذلك إعلام العدو يقول أنّ مجاهدي حماس والجهاد بالإسم يقول حماس والجهاد، ‏أنّ مجاهدي حماس والجهاد ظهروا وأعادوا سيطرتهم على كل شمال غزّة.‏

ماذا تحقّق إذًا بعد 100 يوم؟ ما زال العدو يُقاتل في خان يونس وفي الوسط ليحصل على إنجاز، يبدو ‏أنّهم يقولون أنه لديه وقت ل 22 23 كانون الثاني لآخر كانون الثاني، عمل إنجازًا عمل، في حال لم ‏يعمل فإنه سوف يذهب إلى المرحلة الثالثة التي تقتضي خروج قوّات الإحتلال بالحدّ الأدنى من الأماكن ‏السكنيّة من المدن والأحياء والدّخول في مرحلة جديدة. ‏

لم يتمكّن من القضاء على المقاومة، لم يتمكّن حتى من القضاء على حكومة حماس، الآن كل المناطق التي ‏أُخليت من شمال غزة تُديرها حكومة حماس، والمناطق التي لم تدخل إليها قوّات الإحتلال ما زالت تديرها ‏حكومة حماس.‏

‏ لم يتمكّن من ضرب المقاومة، لم يتمكّن حتى من إيقاف الصواريخ من شمال غزة على تل أبيب وعلى ‏المستعمرات المحيطة، ولم يتمكّن أيضًا من استعادة أسيرٍ واحدٍ على قيد الحياة.‏

لنرى إسرائيل أين أصبحت مقارنة سريعة، جيش العدو مع إمكاناته لم تكن مثل اليوم ويعني لا سلاح ‏جوّي كان مثل اليوم، ولا التكنولوجيا مثل اليوم، ولا الإمكانات الهائلة مثل اليوم، ولا قدرة الإحاطة ‏المعلوماتيّة والأقمار الصناعيّة مثل اليوم، ولكنّه هزم العديد من الجيوش العربيّة واحتلّ مساحات هائلة في ‏الوطن العربي أو في العالم العربي خلال 6 أيّام، ولكنّه 100 يوم ما زال يقاتل في خان يونس وفي وسط ‏غزة وفي بعض شمال غزة.‏

‏ بعد مائة يوم، مع كل التطوّر الهائل في جيش العدو، وفي المقابل لا يقف في وجهه جيوش عربية، وإنّما ‏فصائل مقاومة شعبيّة إمكانياتها العسكريّة متواضعة ولكنّها تتمتّع بإيمانٍ قلّ نظيره في هذا العالم.‏

‏ إذاً هذا المشهد مع فعاّليّة غزّة والضفّة وجبهات الإسناد والدعم والضغط في لبنان واليمن والعراق تزداد ‏خسائر العدو، وارتباك العدو، وحيرة العدو، ودورانه في الدائرة المفرغة وفي الحفرة العميقة، مثلًا في ‏الخسائر البشريّة، أنا في الخطابات السابقة ذكرت شيئًا وأنتم تتابعون وسائل الإعلام، لكن أمس واليوم، ‏بعض وسائل إعلام العدو ذكرت أرقامًا جديدة غير التي ذكرناها يوم الجمعة الماضي، مثلًا بعض وسائل ‏إعلام العدو أمس واليوم ذكرت تحدثت عن 4000 جندي أصبح معوقاً ‏أو معاقاً، التعبير يعني جريحاً ‏خارج الخدمة، 4000، نتحدث عن مئة يوم 4000، ويقولون، الآن هناك ‏وسائل اعلام كانت قد تحدثت ‏عن أن العدد قد يصل إلى 12000، بعض وسائل الاعلام بعد عدة أيام قالت ‏‏20000، يعني أن الرقم ‏يرتفع قليلاً قليلاً ليكشفوا الحقائق، لكن من قال 4000 ماذا قال؟ أن عدد هؤلاء المجروحين ‏المعاقين قد ‏يصل إلى 30000، يا اخواننا واخواتنا جميعنا نعرف ونتابع إذا حرب ‏يخرج منها 30000 معاق، فكم ‏هو عدد الجرحى؟ هؤلاء الجرحى الذين خرجوا من الخدمة؟ لكن كثير من ‏الجرحى قد يكونوا مثلاً ‏جراحهم وسطى، أو خطيرة، أو خفيفة ولكن يتعافون منها ولا تُخرجهم من ‏الخدمة أو تُخرجهم مؤقتاً من ‏الخدمة.‏

هؤلاء خرجوا بالكامل من الخدمة، يعني بحسابات معروفة علمية وموضوعية، موجودة في جيوش ‏العالم ‏وفي مراكز الدراسات العلمية والصحية أيضا والطبية يقولون: عادة هناك نسبة مئوية، عندما ‏تقول هناك ‏‏1000 جريح يعني هناك نسبة مئوية معينة قتلى، 10000 جريح يعني هناك نسبة قتلى، ‏‏30000 جريح ‏هناك نسبة قتلى، هذه خسائر بشرية غير مسبوقة.‏

هنا لا نتحدث عن جبهة واحدة، عندما يتحدثون عن ال4000 معاق لا يذكرون في أي جهة، هم يتحدثون ‏‏عن كل الجبهات، هذا مجموع الذين اصيبوا بالإعاقة خلال مئة يوم، طيب كم عدد القتلى الحقيقي؟ هنا ‏‏نتحدث عن جنود فقط وليس عن أي أحد آخر، نتحدث عن جيش العدو، أعود إلى التكتم الشديد الذي تقوله ‏‏وسائل الاعلام الاسرائيلية ويقولون هذا ما يتسرب، أما الأعداد فهي اضعاف مضاعفة، بعض ‏الخبراء ‏يتحدث عن ثلاثة أضعاف، بعضهم يقول 4 أضعاف، بعضهم يقول 5 أضعاف، على كل ‏حال الكارثة ‏الكبرى ستكون عندما تقف الحرب وينتهي كل شيئ وتظهر الحقائق إلى وسائل ‏الاعلام، ستنكشف حجم ‏الكارثة والمصيبة التي لحقت بهذا الكيان، والتي ألحقتها بالدرجة الأولى غزة ‏ومقاومتها وشعبها بهذا ‏الكيان ومن خلفها جبهات محور المقاومة.‏

نحن نعرف من جبهتنا اللبنانية ذكرت ذلك سابقا، لكن لدي شاهدين جدد، يعني خلال اليومين الماضيين ‏‏والشباب نشروا الفيلم عبر التلفزيون، ورغم أن الدبابة استخدمت وسيلة الحماية واسمها "تروفي" إلا ان ‏‏صواريخ ضد الدروع أصابت الدبابة وفجرتها ودمرتها واحرقتها، وكانت قد تحركت ولم تكن فارغة ‏ولا ‏يوجد فيها أحد، ولكن العدو لم يعترف لا بتدمير الدبابة ولا بقتلى ولا بجرحى وأيضا دبابات ‏أخرى خلال ‏الأيام القليلة الماضية هو لا يتحدث لا عن دبابات تُدمر ولا قتلى ولا عن جرحى ‏ويتكتم على قتلاه وعلى ‏جرحاه، الخسائر البشرية المتراكمة، ويوميا هناك خسائر بشرية عند العدو ‏في جبهة غزة وفي جبهة لبنان ‏بالحد الأدنى وفي الضفة الغربية يوجد قتلى وجرحى وخسائر بشرية ‏عند العدو تزداد.‏

الخسائر النفسية والمعنوية وتحدثنا عن التقارير التي تقول اليوم أن نصف شعب هذا الكيان المحتل ‏‏والغاصب الآن مصاب بالصدمة النفسية ويحتاج إلى معالجات نفسية.‏

الخسائر الاقتصادية، المجهود الحربي، تعطيل الاقتصاد، السياحة، الزراعة، الصناعة، كلفة ‏النازحين ‏أحد الأسباب الذين أعلنوها لماذا بدأوا يُعيدون الاحتياط؟ يُعيدونهم من الجبهات من أجل ‏تحريك عجلة ‏الاقتصاد لأن الاقتصاد مئة يوم واقف، ما يجري في البحر الأحمر شكل ووجه ضربة ‏كبيرة للإقتصاد، ‏لإقتصاد العدو ولموانىء العدو، صورة العدو في العالم، يكفي مشهد المحاكمة في لاهاي ‏بمعزل عن نتيجة ‏المحكمة "لا نعرف ما الذي يمكن أن يصدر" لأنه أكيد سنفترض الآن الادارة ‏الأمريكية والغرب والدول ‏الأوروبية وكل حُماة هذا الكيان النازي العنصري المتوحش سيتدخلون ‏لدى محكمة العدل الدولية لكي لا ‏تصدر أحكام عادلة بحق هذا الكيان المجرم، لكن بمعزل عن ‏النتيجة مشهد كيان العدو في دائرة الاتهام ‏أمام منظر العالم، ويُقدم في حقه لائحة اتهام قانونية مستندة ‏إلى حقائق ووقائع دامغة وحسية، هذا أمر لم ‏يسبق أن واجهه الكيان منذ 75 عاماً، ولذلك ترون ‏ارتفاع الصراخ من نتنياهو ونزول، وهذه المحاكمة ‏وما قبلها ومعها وبعدها أيضا يُبرز حجم السقوط ‏والانهيار الأخلاقي لكيان العدو وللولايات المتحدة ‏الأمريكية، تصور رد فعل مثلاً نتنياهو أو غالانت ‏أو ما شاكل ماذا يقولون: جيشنا هو الجيش الأكثر ‏أخلاقية في العالم. النفاق يا اخوان ليس فقط النفاق ‏العقائدي والإيماني، هذا نفاق أخلاقي، هل هناك نفاق ‏أبشع من هذا؟

الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، يقولون ان القتال في غزة هو أكثر قتال أخلاقي في العالم، هؤلاء ‏‏يستغبون العالم، عندما يقولون ذلك يستخفون بعقول العالم، ولكن هذا هو الذي يفعله هؤلاء الصهاينة ‏المُستعلون المستكبرون العنصريون، يعتبرون ‏أن ما يقومون به هو الأكثر أخلاقية.‏

انه ابادة أين توجد إبادة في قطاع غزة لا يوجد، حتى الأمريكان يقول لا يوجد أين توجد إبادة في غزة، ‏‏‏23000 شهيد و60000 جريح وأكثر من 350000 وحدة سكنية دمرت و2300000 انسان ‏محاصر، ‏نصفهم يعاني من الجوع بالحد الأدنى بحسب تقارير الأمم المتحدة، هذه ليست ابادة جماعية، ‏ما هي الابادة ‏الجماعية إذاً؟

حجم الخسائر الإستراتيجية التي لحقت بهذا الكيان خلال مئة يوم على المستوى المعنوي والسياسي ‏‏والاقتصادي والعسكري والأمني، ولقد ذكرت لها عناوين في خطب الأسبوع الماضي فلا أُعيد وإن ‏كانت ‏تحتاج مني ومنكم ومن كثيرين إلى المزيد من الشرح والتوضيح، لتعرف شعوب منطقتنا، ‏ليعرف ‏المُضحون في منطقتنا، ليعرف العالم أن هذه التضحيات لم تذهب هباءً، ان دماء الأطفال ‏المظلومين ‏والنساء المظلومات في غزة، أن كل هؤلاء الشهداء الذين يُستشهدون في الجبهات من ‏المقاتلين ومن ‏المدنيين، هذه ليست دماء تذهب هدراً وتضيع، هذه تُحقق انجازات استراتيجية لها ‏تأثير أساسي وجوهري ‏على مستقبل المنطقة وعلى مستقبل فلسطين كما ذكرنا.‏

الأهم الآن ومنه انتقل إلى المقطع التالي هو التآكل في الرأي العام الاسرائيلي الداخلي تجاه قضية ‏الحرب، ‏الرأي الداخلي كان يؤيد الحرب على قاعدة اننا ذاهبين يومين ثلاثة وننتهي، جمعة جمعتين وننتهي، ‏شهر ‏شهرين وننتهي، مرت مئة يوم ولم تنتهي، وبالعكس مئة يوم المزيد من الهزائم، الفشل، الخسائر ‏المادية، ‏البشرية، الاقتصادية... الخ.‏

أي أمل باستعادة الأسرى الاسرائيليين لدى فصائل المقاومة انتهى، الواضح أمام عائلاتهم ومن يتضامن ‏‏معهم أنهم إما أن يعودوا احياء بالتبادل وإما أن يعودوا جثامين في التوابيت وإما أن يُصبحوا مفقودي ‏الأثر ‏كرون آراد، الذي هو اليوم صورته تنتشر في كل مجتمع الكيان، ولذلك هذا الرأي العام المساند ‏بحزم ‏لمواصلة الحرب بدأ يتراجع ويتراجع بقوة، ومن المتوقع في الأيام والأسابيع المقبلة ان ينحدر ‏نزولاً، لأنه ‏صار لديهم وضوح أن قيادة نتنياهوغير كفوءة وغير قادرة على انجاز شيئ في هذه ‏الحرب، ان الحكومة ‏الحالية غير قادرة وغير كفوءة، ولذلك ترتفع الأصوات أكثر من أي وقت مضى ‏باستطلاعات الرأي ‏بالمطالبة بانتخابات مبكرة، بالمطابة بإستقالة نتنياهو الآن، بتشكيل حكومة ‏جديدة للعدو، هذه من نتائج ‏الاعتراف بالفشل.‏

لو كان هناك انتصارات وانجازات كان يجب أن يُرفع نتنياهو وغالانت على الأكتاف وأن تُمجد ‏هذه ‏الحكومة لدى شعب هذا الكيان، ولكن من نتائج الفشل والخسارة والخيبة هي عندما يتحول الرأي ‏العام إلى ‏رأي يطالب برحيل نتنياهو الآن وليس بعد توقف الحرب، بتغيير هذه الحكومة بانتخابات ‏مبكرة وبدأ ‏يرتفع صوت المطالبة بالتفاوض من اجل إستعادة الأسرى ولو بقيمة اعلان وقف ‏الحرب الكامل، يعني ‏الخضوع لشروط المقاومة في غزة، المقاومة في غزة وضعت شروطاً واضحة، ‏ترفض التفاوض على ‏القطعة، ترفض الهدن المؤقتة، إيقاف الحرب بشكل كامل، نذهب لنفاوض ‏على الأسرى و على أمور ‏أخرى.، يتحدثون عن الإعمار، ويتحدثون عن فك الحصار ..الخ.‏

هذا المسار ما أردت أن أصل إليه الآن في هذه النقطة، هذا المسار إذا استمر ان شاء الله سواءً في ‏غزة أو ‏في الضفة أو في اليمن أو في لبنان أو في العراق وسوف أتحدث عن محور المقاومة قليلاً أيضا، ‏سوف ‏يُوصل إلى نتيجة واضحة، وهي أن حكومة العدو لن تجد أمامها سبيلاً آخر سوى القبول ‏بشروط المقاومة ‏في غزة، وبالتالي الوصول إلى نقطة إعلان وقف كامل للعدوان على غزة والذهاب ‏إلى التفاوض لمعالجة ‏الملفات من خلال التفاوض.‏

وهذا سيعني في نهاية المطاف النصر الموعود الذي تحدثنا عنه طويلاً ونتطلع إليه كثيراً وهو وعد ‏الله عز ‏وجل والله لا يُخلف الميعاد.‏

عندما نأتي إلى جبهات الاسناد أيضا بكلمات مختصرة، خلال مئة يوم عمل الأمريكيون ومعهم الدول ‏‏الغربية، العديد من الدول الغربية، على اسكات بقية الجبهات، على اخضاعها، على اطفائها، على ‏احباطها ‏بكل الوسائل الممكنة.‏

طبعاً في البداية شُنت حرب نفسية هائلة على جبهات الاسناد، وهي الحديث عن الجدوى، تذكرون ‏تلك ‏الأيام سواءً فيما يتعلق بجبهة اليمن، بجبهة لبنان، أو بجبهة العراق، تسخيف هذه الجبهات، ‏النقاش في ‏جدوى هذه الجبهات، محاولة ممارسة ضغوط داخلية في داخل لبنان، في داخل العراق، ‏في داخل اليمن، ‏من أجل القول ان هذه الجبهات لا تأتي سوى بالضرر على بلداننا وعلى شعوبنا ‏ولا تُجدي نفعاً وليس لها ‏فائدة، هذا لم يُصغى إليه انتهى سقط، والدليل على جدواها الانتقال إلى ‏المرحلة الثانية وهي التهديد ‏والتهويل، ما مورس خلال مئة يوم من تهديد وتهويل على العراق ‏واليمن ولبنان وسوريا وإيران كان ‏كبيراً جداً من قبل الأمريكيين وليس فقط من الإسرائيليين، ليخلص‏الإسرائيليون أنفسهم أولاً، الذي تولى ‏هذه المهمة منذ اليوم الأول هم الأمريكيون، باليمن ترغيب ‏وترهيب، اوقفوا تضامن مع غزة، تعالوا ‏لمعالجة الملفات العالقة منذ تسع سنوات.‏

هذا الترغيب والترهيب إن لم توقفوا التضامن مع غزة وما تقومون به في البحر الأحمر سنضربكم ‏‏سندمركم إلى ما قبل القصف الأخير قبل أيام.‏

في العراق أيضاً تهويل على الحكومة العراقية، على الشعب العراقي، تهديد للعراقيين حكومةً ‏وشعباً ‏وفصائل وأحزاب، تهديد وتهويل بالقتل، بالإغتيالات، وفعلاً مارسوا اغتيالات، وبالوضع الاقتصادي ‏واللعب بالدينار وبالدولار وبالمقاطعة، وهدّدوهم بداعش، هذا معروف وعلني. ‏وفي لبنان أيضًا كلّ يوم ‏تهديد، هدّدوا بأنّهم سيدخلون هم المعركة مُباشرة من خلال أساطيلهم ولم يُجدِ نفعًا. ‏ثمّ جاء بعد ذلك التهديد ‏بالإسرائيلي، يعني الجديد الآن الأميركي لا يقول إذا لا تتوقّفوا سأضربكم وسآتي ‏بالأساطيل متل ما كان ‏بالأيام الأولى، الآن الأميركي يُهدّد الإسرائيلي – عندما آتي إلى لبنان أتحدّث ‏بالتفصيل - هذا التهديد ‏والتهويل أيضُا لم يُجدِ نفعًا. وصولًا إلى العدوان في اليمن، وصولًا إلى الاغتيالات ‏والغارات الجوية في ‏العراق، لم تُوقف اليمنيين ولم تُوقف العراقيين، ولا التهديد أوقف اللبنانيين. ‏

في موضوع اليمن، العدوان الأخير هو في الحقيقة يُمثّل حماقة أمريكية وبريطانية وتناقض أمريكي، يعني ‏‏في الوقت الذي يأتي فيه الأمريكي ويقول لك – سأضرب أمثلة لهذا التناقض – يقول لك هو ليس مع ‏‏توسعة الحرب فيذهب ويُوسّع الحرب، هو يطلب من كلّ دول العالم ومن مجلس الأمن الدولي والأمم ‏‏المتحدة ومن دول إقليمية المساعدة على عدم توسعة الحرب فيذهب هو ليُوسّع الحرب، هذا تناقض، ‏وأيضًا ‏هذه حماقة. إذا كان بايدن ومن معه يظنّون أنّ اليمنيين سيتوقفون عن مُساندة غزة في البحر ‏الأحمر فهم ‏مخطئون ومُشتبهون وجاهلون، جهلة، لا يعرفون اليمن ولا شعب اليمن ولا قادة اليمن ولا ‏تاريخ اليمن، لا ‏يعرفون شيئًا. أحد الإخوة كُنّا نتناقش قال عجيب، هم عندهم مراكز دراسات وتُرسل لهم ‏تاريخ وتقديرات، ‏قُلت له صحيح عندهم مراكز دراسات لكن في بعض الأوقات لا يقرأون، هذه روحية ‏الاستكبار والاستعلاء ‏والعتو واستحقار واستصغار الآخرين تجعل منهم حمقى، وهذا هو الذي حصل في ‏الأيام القليلة الماضية. ‏

حسنًا، ما الهدف الذي أعلنه بايدن في البحر الأحمر؟ هو يقول هدفه حماية الملاحة البحرية، الملاحة ‏‏البحرية لم تكن في خطر واليمنيون أعلنوا ذلك، من سماحة السيد عبد الملك إلى إخوانه أنّه نحن لا ‏نستهدف ‏الملاحة البحرية، هناك السفن الإسرائيلية أو السفن الذاهبة إلى فلسطين المحتلة فقط، وكلّ سفن ‏العالم أهلًا ‏وسهلًا تأتي وتذهب وتسرح وتمرح في البحر الأحمر، ما قام به الأمريكي ماذا سيؤدي؟ أولًا ‏سوف يستمر ‏استهداف السفن الإسرائيلية والسفن الذاهبة إلى فلسطين المحتلة، وهذا أقل الردّ اليمني على ‏العدوان ‏الأميركي وأعلنوا هم ذلك ولست أنا من يعلن ذلك نيابة عنهم، لكن الأخطر أنّ ما فعله الأميركي ‏في البحر ‏الأحمر سيضر بأمن الملاحة البحرية كلّها، حتى السفن غير الذاهبة إلى فلسطين، حتى السفن ‏غير ‏الإسرائيلية، حتى السفن التي ليس لها علاقة بهذا الموضوع عندما أصبح البحر الأحمر ساحة قتال ‏‏وصواريخ ومسيّرات وبوارج اختلّ الأمن، فإذا كان هناك نسبة 95% من الأمن للملاحة البحرية العالمية ‏‏الدولية في البحر الأحمر فهؤلاء المستكبرون الأغبياء الحمقى قاموا بتدميره الآن ولن يستطيعوا أن يحموا ‏‏إسرائيل، وكل هذا من أجل ماذا؟ من أجل حماية إسرائيل، من أجل تخفيف الضغط على إسرائيل. أنا ‏قرأت ‏في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الأشخاص من الرجال والنساء يكتبون كلمات جميلة ‏وأحيانًا ‏يكتبون أمور عفوية ونقاشات عفوية أيضًا، البعض يقول لمن يسخر من جبهات المقاومة يقول إذا ‏اليمن حقًا ‏غير مفيدة ولبنان غير مفيد والعراق غير مفيد لماذا الأميركي يُورّط نفسه في اليمن وفي العراق ‏ويُهدّدوا ‏لبنان ويضعوه على حافة الحرب إذا كانت هذه الجبهات غير مفيدة وغير مؤثرة. ‏

طبعًا الأميركي يُحاول أن يُقدّم أنّ هناك تحالف دولي وهذا تحالف غير صحيح، أتى بضابط من هنا ‏‏وجنرال من هنا، ولكن الحلف هو أميركي بريطاني، وأدخلوا في هذا التحالف دولة عربية واحدة اسمها ‏‏البحرين، نحن هنا يجب أن نُشيد بموقف علماء البحرين، أحزاب البحرين، شعب البحرين، رجال ونساء ‏‏البحرين الذين خرجوا أيضًا إلى التظاهرات في قرى ومدن البحرين وأعلنوا تضامنهم مع اليمن ومع غزة ‏‏ورفضوا الموقف الذليل والخانع والخائن لحكومة آل خليفة في البحرين، وعلى هذه الحكومة أن تخرج ‏‏سريعًا من هذا الذلّ ومن هذا العار الذي ورّطت نفسها فيه. ‏

أمّا كيف سيردّ اليمنيون؟ كيف سيتصرّف اليمنيون؟ اليمنيون هم الذين يُقرّرون وهم الذين يُعلنون وهم ‏‏الذين يفعلون. مٌجدّدًا يُخطئ بايدن والإدارة الامريكية ومن معهم عندما يبعثون رسائل إلى ايران وعندما ‏‏يُهدّدون إيران، ولن يسمعوا من إيران إلا كلمة واحدة وسمعوها، هذا قرار يمني، اليمنيون مُتضامنون مع ‏‏غزة وهم الذين يُقرّرون ماذا يفعلون؟ وهذه هي الحقيقة، ولذلك ما بين اليمنيين ومن اعتدى عليهم الميدان ‏‏والأيام والليالي، ليس هنالك شكّ في هذا الأمر، وسيكتشف بايدن سريعًا حجم الحماقة الكبرى التي ارتكبها ‏‏من خلال عدوانه على اليمن. ‏

اليوم أكثر من أيّ وقت مضى مسؤولية كلّ عربي وكلّ مُسلم وكلّ حرّ وكلّ شريف في هذا العالم أن يُعلن ‏‏وقوفه وتأييده ومُساندته لليمن شعبًا وقيادةً وأنصارًا ومقاومةً، وهذا هو الفيصل اليوم بين جبهة الحقّ ‏وجبهة ‏الباطل، من يقف مع جبهة الحقّ اليوم ميزانه ومعياره أن يكون مع اليمن لأنّه بذلك يكون بحقّ مع ‏فلسطين ‏ومع غزة ومع بيت المقدس ومع كلّ مظلومي هذا العالم، والمُتخاذلون المُخذّلون المُثبّطون ‏سيخيبون وحتى ‏الساكتين سيُسألون يوم القيامة. قد لا يطلب اليمن منّا رجالًا فلديه ملايين الرجال، ولا ‏يطلب منّا سلاحًا فهو ‏يملك سلاحًا أكثر منّا ومن غيرنا، ولكن بالتأكيد الموقف المُعلن الصريح الواضح ‏المُؤيّد هو من اهم عناصر ‏القوة في هذه المعركة وفي هذا التحدّي الذي يخوضه اليوم مُباشرة الشيطان ‏الأكبر ومعه تابعه الذليل ‏البريطاني مع هؤلاء الرجال الشجعان والشعب الشجاع الذي كان جوابه سريعًا ‏في اليوم التالي من خلال ‏الملايين التي تظاهرت في صنعاء وفي صعدة وفي مُختلف المدن اليمنية. ‏اليمنيون اليوم يُثبتون كما هو ‏طوال التاريخ كما الآباء والأجداد أنّهم الأنصار وأبناء الأنصار بحقّ. ‏

في العراق أيضًا ذكرت أنّهم مارسوا الكثير من الضغوط على الحكومة العراقية، على الشعب العراقي، ‏لكن ‏هذه الضغوط أيضًا لم تُؤدِّ إلى أيّ نتيجة. عمليات المقاومة الإسلامية في العراق مُستمرّة باتجاه قواعد ‏‏الاحتلال الأمريكي في العراق، قواعد الاحتلال الأمريكي في سوريا، وأيضًا باتجاه فلسطين المحتلة، ‏باتجاه ‏إيلات، باتجاه أماكن أخرى، وأنا أودّ من خلال المعلومات أن أؤكّد اليوم لكم ومن خلال وسائل ‏الإعلام أنّ ما ‏أعلنته المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز هي ‏معلومات صحيحة ‏وبيان صحيح، ونحن معلوماتنا الخاصة تُؤكّد أنّ هناك هدفًا أُصيب في حيفا تمّ التكتّم ‏عليه بشدّة من قبل ‏الإسرائيليين بمعزل عمّا يقوله الإخوة العراقيون. باتجاه الكيان الغاصب الأمور تتطوّر ‏وباتجاه قواعد ‏الاحتلال المُقاومة مستمرّة وعنوانها واضح.‏

أصل في نهاية المطاف إلى لبنان، في لبنان هذه الجبهة جبهتنا تُواكبونها وواكبتموها وأنتم أهلها ‏وأصحابها، ‏نحن أصبح لنا في القتال 99 يومًا، طبعًا أريد أن أعود إلى نقطة ذكرتها الأسبوع الماضي ‏وأشرت لها قبل ‏قليل هو حجم التكتّم عند العدو- سآتي إلى التهديد والتهويل لأنّه هو آخر الكلمة - حجم ‏التكتّم عند العدو على ‏الخسائر، على الاستهدافات، سأضرب غير أمثلة الدبابات وما شاكل، موضوع ‏قاعدة ميرون، قاعدة ميرون ‏تابعتم في الإعلام أهمّيتها، هي واحدة من اثنين من القواعد في كيان العدو، ‏أهمّيتها لإسرائيل ليس من أجل ‏المنطقة الحدودية في لبنان، لبنان وسوريا وجزء كبير من تركيا وقبرص ‏وشمال حوض البحر الأبيض ‏المتوسط، وإمكانات مُتطوّرة جدًا وهائلة جدًا ولا نظير لها. تمّ استهدافها – ‏سآتي للتفصيل - والعدو لم ‏يعترف، ماذا قال؟ قال سقطت صواريخ في جوار مُنشأة استراتيجية، انظروا! ‏في جوار مُنشأة استراتيجية، ‏أيّ لم يعترف أنّ هناك صواريخ أصابت مُنشأة استراتيجية، لكن ما قامت به ‏المقاومة لأنّه صوّرنا، أنا ‏شبّهت موضوع ميرون إذا تتذكّرون بالتسعينات بعملية الدبشة، عملية الدبشة ‏عندما دخلت المقاومة إلى ‏الموقع الإسرائيلي قال الإسرائيلي أبدًا لم يدخلوا، بعد يومين المقاومة نشرت ‏الفيديو والأخ الشهيد الذي ‏استشهد لاحقًا رحمة الله عليه من النبطية زرع العلم والشباب داخل الموقع فبُهت ‏الذي كفر. عندما نشرت ‏المقاومة الفيديو اعترف أنّه نعم استُهدفت قاعدة ميرون، هذا مثل حيّ، يعني نحن ‏لو لم يكن عندنا فيديو ولو ‏لم يكن عندنا تصوير، عملية نوعية بحجم استهداف قاعدة ميرون كانت بقيت ‏في دائرة الشكّ، حزب الله يقول ‏والعدو ينفي، العدو يقول لا صواريخكم سقطت في الأرض المفتوحة، ‏طبعًا هذا بالحرب النفسية مؤذي جدًا، ‏مؤذي جدًا للمقاتلين وللمقاومين وللناس ولبيئة المقاومة، أنّه ماذا ‏يعني أن يقول الإسرائيلي أنّ صواريخك ‏تسقط في الأرض المفتوحة، يعني "ببلاش"، وأنت شبابك ‏يُعرّضون أنفسهم للخطر لإطلاق هذه الصواريخ، ‏نُشر الفيديو فبان المشهد. ‏

المقاومة أيّها الإخوة والأخوات أطلقت 62 صاروخًا، 40 صاروخ كاتيوشا، هو بالحقيقة للإشغال لأنّه ‏‏تعرفون الكاتيوشا ليس صاروخًا دقيقًا، لكن يمتد لمساحات واسعة، و22 صاروخ كورنيت خاص من ‏المدى ‏الجديد، أنا أؤكّد لكم، الآن هناك اثنين أو ثلاثة شاهدتموهم قريبين من الموقع ومع ذلك عُرضوا ‏بالفيديو ‏للشفافية، ولكن أؤكّد لكم أنّه 18 صاروخ كورنيت أصابوا الأهداف في قاعدة ميرون، والفيلم ‏الذي نشرناه لا ‏يكشف كلّ الحقيقة في قاعدة ميرون، هذه بعض الصواريخ وبعض الأهداف التي أُصيبت. ‏اضطرّ بعدها ‏العدو أن يعترف أنّ هناك جزء من التجهيزات أصيب ولكن نحن نُحاول أن نُؤمّن البديل، ‏لكن إعلام العدو ‏بالأمس تحدّث عن أنّ قاعدة ميرون دُمّرت بالكامل، أنتم عندما تُشاهدون هذه القبة ‏الكبيرة هي غير مهمّة، ‏هذه قبة من القماش، المُهمّ عندما ينفجر الصاروخ في داخل القبّة ماذا يبقى من هذه ‏التجهيزات الفنية؟ نحن ‏معلوماتنا الخاصة تُؤكّد وجود إصابات بشرية في قاعدة ميرون ولكنّه لم يشر إلى ‏أيّ إصابات بشرية، عندما ‏قٌمنا بهذه العملية وقُلنا هي ردّنا الأولي على اغتيال الشهيد القائد الشيخ صالح ‏ورفاقه من الإخوة في حماس ‏هو حاول أن يُسخّف هذا الرد من خلال التكتّم على الحقيقة، ولكن جاء ‏الفيديو ليكشف زيف العدو وحقيقة ما ‏نقول نحن. ‏

في الاستهداف الثاني لمقر قيادة المنطقة الشمالية في صفد، لولا أنّه بقلب القاعدة هناك عسكر صوّروا ‏‏بالهاتف، وبقلب مدينة ‏صفد‎ ‎هناك مستوطنين صوروا بالهاتف لكان العدو سيقول ان المسيرات سقطت في ‏مناطق مفتوحة ولم تصب ‏القاعدة، ولكنه اضطر الى الاعتراف بان عدد من مسيرات المقاومة سقطت في ‏تلك القاعدة ونشرت ‏الرعب في القاعدة وفي جوارها عند العسكريين والمستوطنين. هذا مثل على فعالية ‏هذه الجبهة، لماذا ‏يتكتم العدو؟ نحن عندما يسقط الشهيد منا بعد دقائق نُعلن، نحن الفاصل بالنسبة لنا فقط ‏هو إبلاغ ‏العائلة ونعلن بفخر واعتزاز ونستعمل ادبيات ان المقاومة الاسلامية تزف عريسها، ولكن هو ‏يتكتم على ‏قتلاه وعلى جرحاه وعلى خسائره البشرية وعلى هزائمه حتى فيما يطاله على المستوى ‏الاستراتيجي ‏يتكتم لماذا؟ وسائل اعلام العدو تجيب "والفضل ما شهدت به الأعداء"، العدو نفسه يعترف، ‏وسائل اعلام العدو عندما تقول ‏لماذا الجيش لا يتكلم عن أربعة آلاف معاق؟ لماذا لا يتكلم ان العدد سيصل ‏لثلاثين ألف؟ يقولون لو انه ‏كشف عن هذه الحقائق لأدى ذلك الى احباط معنوي خطير لدى الشعب ‏الاسرائيلي، ولو يكشف عن ‏الحقائق لكنتم شهدتم اليوم مظاهرات ضخمة في كيان العدو تُطالب برحيل ‏نتنياهو واسقاط الحكومة ‏ووقف العدوان على غزة وماشاكل. هذا جزء من تدبير العدو في محاولة ‏محاصرة انجازات محور المقاومة، ‏نحن مستمرون وجبهتنا تُلحق الخسائر بالعدو البشرية والمادية ‏وضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم كثيراً ‏في الأسابيع القليلة الماضية. عادوا مجدداً من اجل اطفاء هذه ‏الجبهة، جاءت دول غربية عديدة ابعثوا ‏موفدين، دبلوماسيين، مخابرات وأمنيين تكلموا وهولوا طبعاً ‏الجديد ما هو؟ الجديد ان الكلام لم يعد ‏ينفع. كما قلت منذ قليل ان الأمريكان سيأتوا ‏‎ ‎ليضربونكم هذه انتهت، ‏ليخلص الأمريكان أنفسهم أولاً في اليمن. الجديد ‏الآن طبعاً ليس من باب التخويف لكم، نحن نريد أن نأخذ ‏موقفاً وأن نكون بمستوى هذا الموقف ‏ومستوى امانة دماء الشهداء وتضحيات المضحين خلال مائة يوم ‏سواءً في غزة، في الضفة، في لبنان، في العراق، ‏في اليمن، في سوريا، وفي إيران، في كل مكان سُفك ‏فيه دم تحت هذه الراية ومن أجل هذه القضية. أنه إذا لم ‏تتوقفوا اسرائيل سوف تشن حرب على لبنان ‏يجب ان تتوقفوا الآن، أصلاً هذا الكلام كان يُقال لنا من مئة يوم ولم ‏يحصل، واليوم نحن نعمل عمليات ‏ويقولون لنا هذا الكلام ولم يحصل. الآن يحدث أو لا يحدث اتكلم الان. اذاً ‏هذا التهويل لم يجدي نفعاً خلال ‏مائة يوم خلال تسعة وتسعين يوم، وانا اقول لهم لن يجدي نفعاً لا اليوم ‏لا بعد جمعة ولا شهرين ولا في ‏اي وقت من الأوقات على الإطلاق. يقولون لنا أو قالوا لنا يعني لنا اللبنانيين ‏وليس لنا حزب الله نحن ‏الكلام وصل إلينا بالواسطة، ان العدو الاسرائيلي سينتقل في قطاع غزة الى ‏المرحلة الثالثة، وهذا يعني أنه ‏سيخرج جزء كبير من ألويته وقد اخرج ستة ألوية (وهذا الكلام موجود ‏بالإعلام)، وان هذه الألوية ‏سيرسلها إلى شمال فلسطين المحتلة إلى جبهتكم هذا التهديد! بمن يهددوننا؟ ‏بالألوية المتعبة، المرعوبة، ‏المصدومة نفسياً، والتي فقدت عدد كبير من ضباطها وجنودها قتلى في ‏غزة، واساساً هي عادت لتستريح ‏وغير ذلك كلام فارغ. المهزومة في شمال غزة يُهددونا بها انظروا ما ‏هذا التهديد "يا هلا ومرحب، يا ‏هلا ومرحب"، يوجد مائة ألف ليزدادوا قليلاً خير انشاء الله. المئة ألف لم ‏يخيفونا إذا ازدادوا قليلاً من ‏الألوية هل سيخيفوننا؟! وأي ألوية؟! ولست انا من اقول هكذا، انظروا الى ‏المتحدث باسم الجيش ‏الاسرائيلي (وذكرت بالخطاب السابق نقلاً عنه) عندما كان يشرح لماذا قُتلوا ‏الأسرى الاسرائيلين، قال ‏لأننا منذ شهر ونصف جيشنا يقاتل ومتعب ويتعرض لصدمات. هذا هو الجيش ‏الذي تهددنا فيه بالشمال؟ ‏اهلاً وسهلاً بهذا الجيش، ما هو الجيش المُعافى الذي كان بكامل جهوزيته ‏ومعنوياته وتهديداته بحرب ‏تموز عند أعتاب بنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب ومثلث عيناتا ‏وعيترون وقف وتحطم وتدمر ‏وانهزم ورفع الأعلام البيضاء، واسرائيل هي التي طلبت وقف الحرب بحرب ‏تموز، وليس نحن من طلب ‏وقف الحرب، لذلك هذا تهديد بالنسبة لنا فارغ يعني لا يقدم ولا يؤخر. ما أُريد ان ‏أقوله في هذه النقطة ‏بالتحديد مثل الذي كُنا نقوله اريد ان اقوله مجدداً في موضوع انهم سيوجهوا ‏لكم ضربة واسعة، لماذا؟ هل ‏نحن ميتون، نحن نائمون، نحن لا نعمل رد فعل، نحن نسكت، هذا ليس وارداً، انه ‏نشن عليكم حرب. أيها ‏الاخوة والاخوات الذي يجب ان يخشى من الحرب، الذي يجب ان يخاف من الحرب هو ‏إسرائيل، حكومة ‏العدو وشعب العدو ومستوطنوا العدو، هؤلاء الذين يجب ان يخافوا من الذهاب الى حرب ‏مع لبنان. كلهم ‏كانوا في الأيام الاولى في حالة رعب شديد وخشية كبرى من ان يذهب حزب الله الى ‏الحرب في الايام ‏الاولى، ولكن كان لنا قرارنا وحيثياتنا التي شرحنا ووضحنا وبيّنا وذهبنا الى هذه الجبهة، ‏لكن نحن منذ ‏‏99 يوماً نحن جاهزون للحرب، لا نخافها، لا نخشاها، لن نتردد فيها، وسنقبل عليها، ‏وكما قُلت سنقاتل ‏فيها بلا اسقف وبلا ضوابط وبلا حدود. والأمريكي الذي يُحاول ان يقدم نفسه خائفاً ‏على لبنان أو حريصاً ‏على لبنان، عليه ان يخاف على أداته في المنطقة، على قاعدته العسكرية في ‏إسرائيل، وهو إنما يضغط ‏على لبنان من اجل إسرائيل، من اجل ايقاف هذه الجبهة وتعطيلها، لو كانت هذه ‏الجبهة غير مؤثرة وغير ‏فاعلة لماذا يحتاج الاميركي لكل هذا التهديد والتهويل والضغوط وتقديم ‏اطروحات لا تتناسب مع سيادة ‏لبنان وأمن لبنان وعزة لبنان وكرامة لبنان؟ لذلك نحن موقفنا في هذه ‏المسألة أيها الاخوة والاخوات ‏واضح جداً، موقفنا هو ان جبهة لبنان انما كانت هذه الجبهة من أجل دعم ‏غزة ومساندة غزة والوقوف الى ‏جانب غزة، وهدفها وقف العدوان على غزة، فليقف العدوان على غزة ‏وبعد ذلك فيما يتعلق بلبنان لكل ‏حادث حديث. العراقيون يقولون فليقف العدوان على غزة وبعد ذلك ‏لكل حادث حديث. اليمنيون يقولون ‏نفس الشيء، لو كان الامريكي عنده عقل ويستوعب ويفهم وغير ‏عنصري ومستكبر ومستعلي، هو يفهم ‏جيداً ان امن البحر الاحمر وهدوء الجبهة في لبنان والوضع في ‏العراق وكل تطورات المنطقة مرهونة ‏بأمر واحد وقف العدوان على غزة. انت قادم لتعالج النتائج ‏والتداعيات، اذهب وعالج السبب، وفي نهاية ‏المطاف اميركا وبريطانيا واسرائيل وكل الدنيا سيجدون ‏أنفسهم أمام حقيقة واحدة سيسمعونها في لبنان ‏وسوريا والعراق وإيران واليمن وفلسطين وغزة ‏والضفة وفي كل منطقة ومكان فيه للمقاومة صوتٌ ‏وبندقية: أوقفوا العدوان على غزة قبل كل شيء ‏وبعد ذلك لكل حادث حديث. ‏

هذه هي أيها الإخوة والأخوات جبهتنا الشريفة الإنسانية الأخلاقية التي ‏نتضامن فيها وندعم فيها ونساند ‏فيها ونُدافع فيها عن المظلومين وعن المعذبين وعن المعتدى عليهم ‏في غزة وفي فلسطين المحتلة، على ‏أمل ان هذه الدماء الزكية ومنها دماء الشهيد القائد الحاج جواد ‏ورفاقه واخوانه وكل الشهداء في كل ‏الجبهات، هذا الدم الذي بُذل في سبيل الله وفي عين الله سبحانه ‏وتعالى لن يكون طريقه مُوصلاً إلا الى ‏النصر والعزة والكرامة الموعودة ان شاء الله.‏

تقبل الله منا ومنكم ‏شهدائنا الأعزاء كل الشهداء وشافى كل الجرحى وثبت القلوب والأقدام وسدد الرمية ‏ونصرنا على العدو ‏نصراً عاجلاً قريباً ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‎.‎

2024-01-15